قال إسلام الغزولي، المحلل السياسي، إن المنطقة العربية لا تتحمل أي صراعات جديدة، وعلي الشعبين السوداني والجزائري أن يكونا مدركين للتحديات القائمة، وأن يعملوا على مرور ثوراتهم بشكل فعال دون إعطاء أي فرصة لمن يريد جر بلادهم لصراع وعنف مثلما حدث فى ليبيا وسوريا واليمن.
وأضاف الغزولي، خلال لقائه برنامج "حقائق وشائعات"، على فضائية "cbc extra" أن التوترات القائمة في ليبيا من الممكن أن تؤثر على أمن مصر وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا، مردفًا: السياسية الخارجية المصرية واضحة وترتكز دائما على عدم إسقاط الدولة ومؤسساتها الوطنية ودعم الجيوش العربية لمنع إنتشار الفوضى ومحاربة الإرهاب وتغليب الحلول السياسية والتفاوضية مع التأكيد دائما على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها دون أي تدخلات خارجية.
وتابع: بالنسبة للوضع الليبي فإن تفعيل الحلول السياسية مع مواجهة العناصر الإرهابية ومن ثم دعم الجيش الليبي الوطني فى محاربة الإرهاب لمنع الانزلاق نحو حرب أهلية هو الغاية وهذا أمر كان واضحًا فى دعم المشير خليفة حفتر من أجل وحدة الأراضي الليبية ودعم الشعب الليبي من أجل القضاء علي الإرهاب.
ولفت الغزولي إلى أن اهتمام مصر ودعمها للقضية الليبية كان من خلال رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي للإتحاد الإفريقي أيضا، بعد أن طرحت مناقشتها باللجان المختصة به، وذلك بقمة مصغرة بالقاهرة، مؤكدا أن مصر تؤمن من خلال رئاستها للاتحاد بدعم تحرر الشعوب والحفاظ علي الأمن القومي وحل النزاعات بالحلول السياسية ودعم ما تقرره الشعوب الإفريقية بكل حرية.
وأكد الغزولي أن المجتمع الدولي ليس فى حاجة لأدلة للإرهاب فى ليبيا لأنه واضح للعيان، مؤيدا أي دعوات بشأن محاربة العناصر الإرهابية والفاسدة في ليبيا، خاصة فى ظل مساعي بعض القوى الإقليمية لتصوير الأمر بأن محاربة الإرهاب فى ليبيا خروج عن الشرعية وهذا أمر غير مقبول إطلاقا، مشيدا بدعم الرئيس الأمريكي ترامب للمشير حفتر مؤكدا علي أن ذلك يتوافق مع رؤية القيادة السياسية المصرية والأمريكية نحو محاربة الإرهاب. قائلا:" الجيش الليبي الوطني يحارب الإرهاب وفق القانون من أجل الشعب ".
وتطرق بحديثه نحو المطامع الإيرانية والتركية وقطر بالمنطقة الليبية مثلما حدث فى اليمن ومحاولتهم دعم الحكومة الحالية الإخوانية وتصوير الأمر وكأن محاربة الإرهاب خروج عن الشرعية، مؤكدا علي أن وجودهم بالمنطقة لتحقيق أطماعهم، وسمعنا مؤخرا عن ضبط سفينة إيرانية محمله بالأٍسلحة قرب السواحل الليبية.
وفى إطار التحركات الشعبية في الجزائر قال الغزولي:" لابد أن يعي الشعب الجزائري أن المنطقة بها العديد من التحديات ولابد من تفويت الفرص علي كل من يريد جرهم للعنف وعدم المغالاه فى المطالب"، مؤكدا علي أن سقوط الدول يحدث فى مثل هذه الفترات التى يكون للشعوب تحمس كبير ومغالاه فى المطالب مما يدخل فى إطار العنف والفوضي من جانب بعض القوي لاستغلال مثل هذه الأحداث، ورأينا ذلك فى ليبيا واليمن وسوريا، والمؤكد أن الشعب الجزائري يدرك تحدياته ولكن لابد أن يعي الظروف الكاملة بالمنطقة، وأن الإصلاح والتغيير يحتاج لبعض الوقت.
ولفت الغزولي إلى أن ثروات السودان الشقيق لم يتم استغلالها بالشكل الأمثل سواء لدعم المنطقة العربية أو لتحقيق رفاهية الشعب السوداني نفسه وتصحيح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق التنمية، ومن ثم لابد من دعم السودان ومساعدته لتحقيق الاستفادة الكاملة من ثرواته،
وأشار إسلام الغزولي إلى ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط من أن ما تشهده المنطقة العربية يعد الأسوء منذ مائة وعشرون عاما ويزيد عن ما وجهته الأمة العربية خلال نكسة ١٩٦٧. مشيرا إلي أن التوافق العربي هو الحل الأمثل للخروج من الأزمة.