ضرب الأمثال لم يأتي من وحي خيال كاتب، بل أتى من واقع حي عاشه السابقون، ونظرا لبراعتهم وفصاحتهم، تمكنوا من تلخيص هذا الواقع والمواقف المختلفة التي مروا بها، في كلمات قصيرة وموجزة، عرفت فيما بعد بإسم "الأمثال الشعبية"، كما أن وراء كل مثل حكاية، ساهمت في نشأته وظهوره، ولأن وراء كل مثل حكاية، سنعرض لكم في السطور القادمة، وأحد من أشهر الأمثال الشعبية، وهو مثل "جت الحزينة تفرح مالقت إلها مطرح".
يرجع أصل هذا المثل إلى قديم الزمان، حيث كانت هناك عائلة كبيرة، تعيش داخل أحدي القرى الفقيرة، وكانت تعرف بإسم "عائلة تفرح" وكانت هذه العائلة مشتهرة بكرمها وحسن ضيافتها وأخلاقها الطيبة، وكانت لهذه العائلة فتاة فائقة الجمال ورقيقة القلب تسمى "الحزينة".
وفي يوم من الأيام، قرر تاجر يدعي "مطرح" أن يستريح من مشقة السفر في هذه القرية، لمدة يوم واحد، فقاموا أهلة القرية بترشيح عائلة "تفرح" لكي يمكث لديهم، نظرا لكبر منزلهم واتساعة من جهة، وحسن ضيافتهم من جهة أخرى.
وبالفعل اتجة التاجر إلى عائلة "تفرح"، وعندما شاهد ابنتهم "الحزينة" أعجب بها، وقرر أن يزوجها لإبنه "إلها"، وبالفعل تمت الخطبة، ولكن اكتشف الشاب "إلها" أن خطيبته "الحزينة" بها عيب شديد، وهو أنها في غاية العصبية، وعلاوة على ذلك، بأنها قبيل العرس، نشبت بينهما مشاجرة شديدة، ولكنها في نهاية الأمر اعتذرت "الحزينة" من خطيبها.
ولكن"إلها" لم يقبل اعتذارها، وقرر أن ينتقم منها، فبعدما ارتدت العروسة -الحزينة- ملابس العرس، وجلست تنتظره هي والمعازيم، إلا أنه لم يأتي، وعندما أدرك الجميع بأن العريس "إلها" لن يأتي، أخذوا المعازيم يرددون مقولة "جت الحزينة تفرح ملقتش إلها مطرح"، ومنذ ذلك الحين، وأصبح الكثيرون يرددون هذا المثل، عندما يتعرض شخص لسوء الحظ.