ضربت الأمثال من أجل تلخص الواقع بكلمات قصيرة وموجزة، كما أنها انعكاس لمواقف حقيقية مر بها السابقون، ونظرًا لبراعتهم، استطاعوا أن يخلصوا هذه المواقف المتكررة والواقعية في شكل أمثال وحكم، لكي يتوارثها الأجيال القادمة، جيلاً تلو الآخر، ولعل من أكثر هذه الأمثال تداولاً وانتشارًا في الوطن العربي، وخاصة مصر، هو مثل "اللى خدته القرعة تاخده أم الشعور"، ولأن وراء كل مثل حكاية ساهمت في نشأته، سنتعرف على قصة هذا المثل في السطور القادمة.
تعددت الأقاويل حول أصل قصة هذا المثل، لكن أكثر القصص التي اتفق عليها الكثيرون، هو أنه في قديم الزمان، كان هناك فتاة في غاية الجمال، تقدم لها شاب قبيح الوجهة، ومعدم الحال: لا يملك جاه ولا سلطان ولا مال.
وافقت تلك الفتاة الجميلة على هذا الشاب، وقررت أن تساعد زوجها، حتي يتحسن حاله و يصبح من الأغنياء، وبالفعل بعد كفاحها معه أعوام طويلة ومرهقة، أصبح زوجها من كبار الأثرياء.
ولكن على الصعيد الأخر، فقدت تلك الفتاة جمالها، مع مرور العمر وكثرة الهموم والمشاكل التي مرت بها مع زوجها، إلا أنه في إحدى الأيام، أخبرها بأنه سوف يتزوج من إمراه أخرى، فحزنت الفتاة حزنا شديدا على عمرها وشبابها اللذان أفنتهما معه، وأخذت تردد مقولتها الشهيرة "اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور"، في إشارة منها بأن العروسة الجديدة، ستفقد جمالها وشبابها مثلما حدث معا بالضبط، ومن هنا أصبح هذا المثل تردده أغلب النساء، وخاصة عند نشوب مشاجرة بينهن و بين أزواجهن.