"المهن الذكورية، مسميات خاطئة، فلا فرق بين ذكر وأنثي، السيدات يستطيعن العمل بجميع المهن، "الست بـ100رجل"، عبارات كثيرة أكدتها كثير من النساء خرجن عن القوالب المعهودة واتجهن إلى قطاعات ندرت فيهن نظائرهن، غير ملتفتات لنظرة المجتمع رافضات التقيد بحدود المربع الذي يرسمه لهن.
منهم اتجه إلى قيادة السيارات ومنهن من اخترن أو دفعن دفعًا لأسباب اقتصادية فرضت عليهن، إلى امتهان مهن ذكورية شاقة كالسباكة والميكانيكة والصيد البحري وحتى الجزارة، وأعمال النجارة، دون خدش حيائهن وأنوثتهن التي خلقهن الله عليها، وفي هذا التقريرنستعرض بعضًا من هؤلاء النساء اللائي لا يعترضن سبيلك كل يوم:
هويدا حسن "جزارة": أخلاقي فرضت على الجميع احترامي
هويدا حسن محمود، 55عامًا، عملت منذ طفولتها في مهنة الجزارة، دفعها مرض زوجها وحاجتها الملحة إلى إعالة أبنائها، تقف على دكان الجزارة الذي كان يعمل به زوجها.
لم تكمل تعليمها، لظروف مادية ارتبطت بعائلتها، وتزوجت في الـسادسة عشرمن عمرها، وأنجبت ولدين وبنتين.
ومهنتها كجزارة جعلها محل العديد من انتقادات في منطقة البساتين التي تسكن بها،، حتى من أقرب الناس إليها، خاصة من السيدات من أقاربها، فهي سيدة جميلة تقدم لخطبتها كثير من رجال المنطقة، ولكن شاء القدر أن ترتبط بزوجها الذي شاء القدر أن يمرض ويتركها مع اولادها تشق غياهب الفقر، وتقوم بتعليمهم.
أخلاقها الحسنة، واكتساب خبرات من مهنة الجزارة، فرضت على الجميع احترامها وأصبح لها زبائنها الأوفياء.
"لم أفكر في يوم أننى أنثي، ولم أفكر في يوم أنني رجل، وكنت استيقظ من النوم أتوجه إلى المذبح وسط الرجال، دون أن يستطيع رجل الاحتكاك أو التقرب مني، أو يلفظ أحد أمامي بألفاظ قبيحة"، وفقا لما ذكرته هويدا.
عزيزة حمدي"سائقة تاكسي": لم أجد رجلا أساء لي.. الزبائن "يستفزوني"
عزيزة حمدي محمد، 65عاما، سائقة تاكسي، دفعتها ظروف الحياة بعد وفاة زوجها، تاركا لها 4 أولاد منذ نعومة أظافرهم، اضطرت لتلك المهنة لاكتساب لقمة العيش.
تقول"عزيزة" ولدت في مصر الجديدة ، عملت في العديد من المهن المختلفة منها نجارة مسلح وحدادة مسلح، وسائق تاكسي، عملت ايضًا في مجال تفصيل ملابس الأطفال، ونحاته.
من صغري بحب العمل، وطول عمري شقيانة، وطوال الوقت بحمد الله على حبي للعمل، وأنا فخورة بعملي.
لم أواجه صعوبات في حياتي، منذ امتهاني مهنة السواقة، لأنني تعلمت وأكملت تعليمي حتى حصلت على ليسانس تجارة، وتعلمت أن الحكمة والعقل تكفل احترام الجميع مني، وأن الشديد الذي يمتلك نفسسه عند الغضب.
جميع السائقين يكنون الاحترام لي، فمنذ نزولي للعمل، لم أجد سائق أساء إلى، بل المشكلة كانت من الزبائن، فدائما كانوا يستفزونني، وكنت أجد الشهامة من الرجال قبل النساء وخاصة زملائي السائقين.
"الحياة مغامرة، والست متمدش إيديها لأخد غير لخالقها، لم انتظر أن أقف في طوابير، أو أذهب لمسؤول يطلعلي معاش، أو يساعدني بالمال، لقد قررت العمل، وأن أربى أولادي كيفما كنا نحلم أنا وأبيهم"، هذا ماعبرت به السيدة عزيزة مؤكدة أنها ازدادت وعيا وثقافة بمجرد نزولها الشارع، والاختلاط بالناس/ وأنها استطاعت تربية أولادها الذين تدرجوا في مناصب وظيفية مختلفة، حتى تم تكريمها من الدولة في احتفالية الأم المثالية بوجود الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزيرة التضامن الاجتماعي.
فاطمة الشريف"نجارة": لم أخجل من عملي وعشقت المهنة
فى منزل ريفى، تقف سيدة أربعينية بسيطة أمام صعوبات المعيشة، تقف حافية على «نشارة الخشب» الخشنة وهى تحمل عروق الخشب على كتفيها والمنشار وعدة النجارة أمامها، لتثبت أن السيدة المصرية بـ«ميت راجل» تستطيع أن تقوم بكافة الأدوار وتمتهن كل المهن الصعبة.
فاطمة الشريف، نجارة، قررت أن تمتهن مهنة النجارة، لتواجه مصاعب الحياة، بعد مرض زوجها، لتربية أولادها، وتقول: «قضيت سنوات تعب ولا أريد أن أحتاج لأحد ولا أطلب من أحد، فقررت العمل فى النجارة».
"منذ صغري، كنت أنظر لعم حسين النجار، وهو بيصنع الدولاب الخشب والمكتب، وكنت أذهب إليه ومعي كيس أسود، لوضع قطع الخشب المتبقية به، والمسامير الملتوية، لأقوم بتعديلها، حتى صنعت أول حصالة لي، وكنت بعشق النجارة، وعمل الصناديق المصنوعة من الخشب".
قالت فاطمة، لم أخجل في يوم ما أن أعمل نجارة، ورغم أن الظروف اضطرتني لذلك، إلا أنني فخورة بهذا العمل، وبتربية أولادي، الذين حصلوا على درجات عليا في الجامعات.