يوافق اليوم 4 إبريل من عام 970 م إنشاء الجامع الأزهر، الذي يعد واحدا من أقدم الجامعات في العالم الإسلامي وأشهرها، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة.
جوهر الصقلي، أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، هذا القائد الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس مدينة القاهرة والتي لاتزال عاصمة مصر حتى الآن، وبناء الجامع الأزهر الذي يعد واحدا من أقدم الجامعات في العالم الإسلامي، وهو الذي أقام سلطان الفاطمين في الشرق وفاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، ولد في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط عام 928 م، والذي نسب إليها، عُرف عنه حسن السياسة والمهارة في الشئون العسكرية.
وعند دخول الإسلام إلى صقلية انضم أهل الجزيرة إلى الفاطميين في حروبهم، وأخذ جوهر الصقلي، يتدرج في الوظائف والمناصب إلى أن أصبح كاتب المعز لدين الله، ولقب بـ "جوهر الكاتب".
كانت مصر تابعة للدولة العباسية تبعية إسمية آنذاك، حيث بلغت الخلافة العباسية في بغداد درجة كبيرة من الضعف والوهن، ولم يعد للخليفة أية سلطان عليها، واستقلت مصر أيام الدولة الطولونية ثم الإخشيدية، وكان الفاطميون قد حاولوا فتح مصر ثلاث مرات سابقة حتى تولى الخلافة الفاطمية في بلاد المغرب الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" عام 952 م، وبدأ في تجهيز جيش ضخم ليفتح مصر وولى على قيادته القائد الفاطمي "جوهر الصقلي".
وعندما وصل "جوهر الصقلي" إلى مدينة الفسطاط عسكر في الموضع الذي بنا فيه مدينة القاهرة بعد ذلك، هذا المكان الذي كان معروفا بـ "المناخ" حيث كانت تستريح فيه القبائل بإبلها، وكان غرضه من إنشاء مدينة القاهرة؛ أن تكون معقلا حصينا لرد قرامطة البحرين عن الفسطاط ليقاتلهم من دونها، وأحاطها بسور من الطوب اللبن، وجعل بداخل السور معسكرات قواته، وقصر الخليفة، والجامع الأزهر.
ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ - 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ - 972 م، فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.
وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء ابنة النبي محمد وإشادة بذكراها.
بعد الانتهاء من بناء المسجد في 972، وظفت السلطات 35 عالم في المسجد في 989، ويعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين.
وقد اعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السني والشريعة، أو القانون الإسلامي.[4]
أُمِّمَت جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسة المسجد منذ إنشائه، وعينت رسميا جامعة مستقلة في عام 1961، في أعقاب الثورة المصرية لعام 1952.