انتشر في الآونة الأخيرة عرض المسلسلات التركية، وخاصة المسلسلات التاريخية التي تسلط الضوء على دور الخلفاء العثمانية في بناء الدولة العثمانية، ومن أشهر هذه المسلسلات مسلسل "حريم السلطان"و "أرض العثمانيين" وغيرها من المسلسلات الأخرى، وأكثر ما لفت انتباه المشاهدين هو كبر عمامة السلاطين في هذه المسلسلات، لذا نقدم لكم في السطور القادمة، سر ضخامة عمامة السلاطين العثمانيين.
يرجع أصل العمامة إلى العرب، حيث كان يرتديها رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-، ثم قام العثمانيين بأخذها من العرب، حيث تعتبر العمامة آن ذاك، علامة عز، وغني، وفخر، وكان لا يرتديها سوى أصحاب المكانة العالية والنفوذ داخل الدولة، فكانت حكرًا للأغنياء فقط، ومن شدة حب العرب بالعمامة كانوا يمدحونها، حيث كان ضمن الأقوال المأثورة عنها قول الخليفة عمر بن الخطاب عنه، عندما قال "العمائم تيجان العرب".
وكان السلاطين العثمانيين لا يرتدونها لتكون غطاء لرأسهم، أو للزينة فقط، بل لتكون كفن لهم أيضًا، حيث كانت من شروط السلطنة العثمانية، أن يكون السلطان محارب و مجاهد في سبيل رخاء وأمن وأستقرار دولته، وكان يرتديها ليتذكر الموت دائمًا، و لتكون دلالة على أن حياة الدنيا لاتهمه، ولا تغيره بل الآخرة، ولعل أقوى دليل على أن هذه العمامة كانت كفنا أكثر من كونها تاجًا، حيث أن السلطان بايزيد، الذي استشهد في أحد المعارك ضد الروم، تم تكفينه بنفس العمامة الذي كان يرتديها على رأسه أثناء الحرب، لذا كان السلاطين العثمانيين يحرصون على ارتدائها عند خروجهم للحرب.