قال الكاتب أحمد سمير، الحاصل على المركز الثاني، كأفضل عمل روائى لشباب الأدباء، ضمن جائزة ساويرس الثقافية فى دورتها الـ14، إن الجائزة بمثابة لبنة أولى ومؤشر قوى، لاستمراره فى كتابة أدب الرواية.
وتابع سمير، فى حوار لـ"بلدنا اليوم"، أن تأثر الكاتب الأدبى بالبيئة المحيطة به أثناء الكتابة، هو ما يجعل روايته تصل إلى قرائه بشكل أصدق، مضيفاً: "محدودية المكتبات العامة، ووجود نظام تعليم قائم على الحفظ والتلقين، أحد الأسباب الرئيسية فى انحسار القراءة".
وعن أهم التحديات التى تواجه الكاتب، نوّه إلى أن الحدود التى توضع للكتاب، بشكل يعيق إبداعهم وأحلامهم، تضعهم فى مأزق.
وإلى نص الحوار..
حدثنا عن نفسك؟ وأهم أعمالك الأدبية؟
صحفى وكاتب مقالات، صدر لى عام 2015، كتاب "مانشيتات يوم القيامة"، وكتاب "أحمد 1981"، وفى عام 2017، صدرت أول رواية لى بعنوان "قريباً من البهجة".
ما أهم الجوائز التى حصلت عليها فى مسيرتك؟
حصلت على جائزة نقابة الصحفيين، لأفضل مقال سياسى عام 2014، عن مقال "من لم يتركونا نهرب سيتركونا نموت"، وعام 2015 عن مقال "أسطورة التنين الأخير سلسلة ما وراء السجون"، وجائزة النقابة فى الكتابة الساخرة عام 2018.
كما فزت بجائزة مصطفى الحسينى لأفضل مقال صحفى عام 2014، عن مقال "أسوأ خمسين كتابًا قرأتهم فى حياتى"، كما حصل كتاب "مانشيتات يوم القيامة"، بجائزة أفضل كتاب لعام 2015، فى استفتاء برنامج "معكم مع منى الشاذلى"، وفى هذا العام فازت أول رواية لى، بجائزة ساويرس الثقافية بدورتها الـ14، فى فرع أفضل عمل روائى لشباب الأدباء.
هل شعورك بجائزة ساويرس اختلف عن سابقيها؟
بالتأكيد مختلف، يعود ذلك كون الجوائز الـ5 التى حصلت عليها، كانت فى مجال كتابة المقالات فقط، ولكن جائزة ساويرس، عن أول عمل روائى لى، وهو ما شكّل الفارق فى الشعور، وجعل لها طابعًا خاصًا.
فحينما شرعت فى كتابة الرواية، وطرحها، لم أكن أدرى هل قرارى بدلوف درب الرواية صحيح أم كان يجب على التريث قليلاً، فدخولى عالم الرواية كان محفوفًا بالمخاطر، ومصيره غامض، وجاءت الجائزة كمؤشر قوى ودافع على تكملة المشوار فى هذا النوع من الأدب.
وما الذى تمثله الجائزة لك؟
هى اللبنة الأولى فى مشروعى كروائى، ومؤشر أننى أسير فى الاتجاه الصحيح، كما أن بها قدرًا من التقدير والتدعيم للاستمرار، علاوة على الاعتراف بى.
حدثنا عن "قريبًا من البهجة"؟
بعد أخذ شوط كبير فى المقالات القصصية، قررت الانتقال لنوع جديد من الأدب، وهو فن الرواية، وكانت "قريبًا من البهجة"، والتى تتناول قصص 34 شخصية، الرابط بينها هو "الحلم"، حيث يسعون للوصول إليه على اختلافه من شخص لآخر فى مخيلتهم، وإيمان كل شخص منهم أن فى حال تحقيقه سيصل إلى السعادة وستعم البهجة.
ما مدى تأثير البيئة المحيطة بالكاتب على العمل الروائى الذى يكتبه؟
الراوى فى الرواية، من نفس المدرسة الابتدائى التى كنت فيها، وكذا الإعدادى والثانوى حتى الجامعة، وهو كذلك من نفس الشارع الذى أسكن به، فأنا من أنصار اكتب عن ما تعرف، فهو ما سيجعل قصتك تصل إلى القارئ وتلمس وجدانه، بشكل أصدق.
هناك كثرة بعدد المؤلفين الجدد، ولكن غاب مفهوم النجم المبدع.. فما هى الأسباب وراء ذلك؟
السبب يعود إلى غياب الإعلام المركزى الواضح الذى يعترف بالكاتب الكبير، ويبرزه، وتضخم مجتمع السوشيال ميديا، الذى أتاح لعدد كبير من الكتاب للظهور، فالأمر يتعلق بشكل كبير بشكل الإعلام والصحافة المستقلة، عقب 2005.
والأدب ليس هو ما يصنع نجوم حقيقيين، فالنجومية تأتى من أشياء أخرى، فعلى سبيل المثال، الكاتب الكبير نجيب محفوظ، عُرف أكثر كسيناريست، يبدع فى تحويل رواياته إلى أفلام، ولذا فيوجد الآن، قائمة النجوم الأعلى مبيعاً، فى ظل غياب تام لمفهوم النجم الأوحد.
من وجهة نظرك.. الأسباب الرئيسية فى قلة الاهتمام بالقراءة؟
الأمر يتعلق بعدد المكتبات العامة المحدود جداً، وإن وجدت لا يتم تحديثها، علاوة على أسباب تتضمن نظام التعليم القائم، والذى يعتمد على الحفظ والتلقين، وفكرة المنهج الجامد والذى لا يشجع على القراءة الحرة.
ورغم ما سبق، فإن هناك عددًا لا بأس به يقرأون، مع اختلاف الوسائل التى يستخدمونها من البي دى اف، أو الكتب الصوتية، أو الكاندل.
ما أهم التحديات التى تواجه الأدباء فى الوقت الحالى؟
الكتابة والأدب مرتبط بالرأى والخروج عن القوالب الثابتة، وهو ما يحتاج أحيانا إلى تخطى ذلك، ولكن حينما يوضع للكاتب سقف مفروض عليه، وحدود معينة، يقف فى طريق إبداعه وانطلاقه، يصبح ذلك أحد التحديات التى تواجهه.
علاوة على تحدى جذب القرّاء فى مجتمع مساحة القراءة فيه محدودة، وهو ما يجعل الكاتب يجتهد فى اختيار الفكرة، وإتقان صياغتها، حتى يشعر القارئ أن الرواية صنعت خصيصاً لأجله.
كيف ترى تجربة الكتب الصوتية؟
يعد أحد أنواع التطور الذى نشهده فى القرن الحالى، ففى النهاية ارتباط الكتاب بالورق، من الأشياء التاريخية، فهناك أشكال كثيرة للكتاب، وأتوقع أن نجد ظهور كتاب تليفزيونى، فى المستقبل القريب.