قال أحمد الملواني، الحاصل على المركز الأول، لأفضل عمل روائي لشباب الأدباء، ضمن جائزة ساويرس الثقافية فى دورتها الـ14، إن ارتفاع تكلفة الكتاب، وقلة المكتبات، والكتب المزورة، جعلت الصناعة لا تقدم دعمًا حقيقيًا للمواهب الشابة.
وأضاف الملواني، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، أن السينما تعود حاليًا بشكل تدريجى للاقتباس من الأدب، بتحويل الروايات إلى أفلام، موضحاً: "أنه أمر جيد، ونافذة مهمة لتسويق الكتاب لأسمائهم".
وإلى نص الحوار..
من هو أحمد الملواني؟
مواطن مصرى تقليدى، موظف فى الحكومة، ورب أسرة، ابتلاه الله بموهبة الكتابة، ليقطع طريقًا صعبًا فى محاولة لإيجاد مكان لاسمه فى التاريخ.
وما هى أهم أعمالك، وأكثر الجوائز التي حصدتها فى مسيرتك الأدبية قربًا لقلبك؟
لست أنا من أستطيع أن أحدد أهم أعمالى، فهى مهمة موكلة للقارئ والناقد وأى متلق لأعمالى.
أما الجوائز الأقرب إلى قلبى، فهى جائزة د. نبيل فاروق لأدب الخيال العلمى عام ٢٠٠٩ كونها أول جائزة أحصدها فى مسيرتى الأدبية، وجائزة أخبار الأدب عام ٢٠١٥ وجائزة ساويرس عام ٢٠١٩ بالطبع.
ما شعورك حين علمت بحصولك على المركز الأول لجائزة ساويرس كأفضل عمل روائى لشباب الأدباء؟
بالتأكيد كان الشعور بالسعادة والمفاجأة هما الغالبان، خاصة وأنى لم أتوقع أبدا الفوز بالمركز الأول.
وما الذى تمثله الجائزة لك؟
دفعة قوية للاستمرار فى الطريق الصعب والمتعب، وتقدير مادى ومعنوى كبير.
ما السبب في حرص الأدباء الشباب على التقدم لجائزة ساويرس بالتحديد؟
لأنها أكبر الجوائز المصرية التى تمنح للشباب من حيث القيمة المادية والزخم الإعلامى.
حدثنا عن الفابريكة؟
فابريكة هى روايتى الرابعة المنشورة، وهى الكتاب السابع، استغرقت فى كتابة مسودتها الأولى حوالى عام ونصف، وأعدت كتابة أجزاء كبيرة منها أكثر من مرة وصولا للشكل النهائى، وصدرت نهاية عام ٢٠١٧ عن الدار المصرية اللبنانية.
هل فكرة الرواية هى ما تفرض على الكاتب نوعًا معينًا من الأدب؟
بالنسبة لي فكرة الرواية تفرض على كل شىء، بدءًا من النوع الأدبي ثم اللغة والسرد والبناء وكل العناصر تنبع من الفكرة.
لماذا لا يرضى الكاتب عن روايته ويظل جالدا لنفسه على الدوام؟
ربما الأمر متعلق بالجهد المبذول فى كتابة الرواية، فالرواية عملية خلق كاملة، ميلاد مؤلم يعيشه الكاتب طوال فترة الكتابة، وهو ما ينتج عنه حالة من الفراغ والمقاطعة بعد الانتهاء من العمل تكون نتيجته عدم رضا الروائي عن روايته، وهى حالة قد تستمر حتى صدور روايته التالية.
كيف ترى مستقبل الأدب فى مصر؟
على المستوى الإبداعى فمصر لا تخلو من المبدعين المتميزين، وهناك إفراز مستمر لأقلام شابة متميزة.
لكن على مستوى صناعة الكتاب، فالأمر يدعو للقلق نظرًا لارتفاع تكلفة الكتاب، وقلة المكتبات وهو أمر ملحوظ، فالعديد من المكتبات أغلقت أبوابها مؤخرًا بسبب الأزمة الاقتصادية.
ومن ثم انتشار الكتب المزورة، وللأسف هو ما جعل صناعة الكتاب لا تقدم دعمًا ومواكبة حقيقية للمواهب الشابة الصاعدة.
وما رأيك فى تحويل الروايات إلى أفلام؟ وماذا عن نجاحها؟
نحن فى بلد عبر تاريخها صنع عشرات الأدباء مجدهم وشهرتهم من خلال تحويل أعمالهم لأفلام سينمائية، ومع ندرة الإنتاج السينمائى المصرى ابتعدت السينما عن الأدب، مؤخرًا يبدو أن السينما تعود تدريجيًا للاقتباس من الأدب المصرى، وهو أمر جيد.
فمن ناحية السينما المصرية تحتاج لرافد أكثر أصالة للأفكار من الاقتباس من الأفلام الأجنبية والذى ساد صناعة السينما فى مصر لعقود، ومن ناحية أخرى يحتاج الأدباء لتلك النافذة المهمة لتسويق أسمائهم.
البعض يرى أن إبداع الكاتب يقاس بقوائم "الأعلى مبيعًا".. فما رأيك؟
الرواج الجماهيرى هو رزق من الله، لا يرتبط بجودة المنتج، وإنما يرتبط بآليات السوق ومزاج المستهلك، لذلك لا معيار فنى واضح للرواج الجماهيرى.
فقد يصادف النجاح عملًا متميزًا أدبيًا، وقد يصادف عملًا ضعيف المستوى، الأمر له حسابات مستقلة تمامًا.
هناك طفرة فى المؤلفين الجدد، ولكن غاب مفهوم النجم المبدع.. ما هي الأسباب وراء ذلك؟
لا أعتقد أن مفهوم النجم المبدع غائب عن الساحة، أحمد مراد ويوسف زيدان ومحمد صادق وعلاء الأسوانى وإبراهيم عيسى هى نماذج لما يمكن تسميته الكاتب النجم بالمفهوم الجماهيرى، وهو عدد غير قليل لأنه بشكل عام على مستوى العالم الكاتب النجم، الذى تباع أعماله قبل صدورها، والذى يعرف القراء شكله ويتهافتون على توقيعه والتصوير معه، قليل الوجود.
وهل ترى أن لدور النشر دوراً فى ذلك؟
دور النشر تسعى للربح المادى، وهو أمر مفهوم ولا يقلل منها، ومنها دور تمتلك تقديرًا دقيقًا لمزاج قرائها، وهذه الدور هى الأقدر على صناعة النجم أو الكاتب الرائج.. ولكن على الكاتب أن يكون مستعدًا لاتباع ناشره، وهو ما يصل أحيانًا إلى إملاء نوع أدبى معين على الكاتب لكتابته.
تعاني مصر من سبات ثقافى، فكيف تنهض من وجهة نظرك؟
كل الأزمات الإبداعية تنمو فى رحم الرقابة ووضع السلطة لسيفها على رقبة المبدعين، فطالما لم يزل مبدع يسجن بسبب إبداعه، وناشر يسجن بسبب منشوراته، فلا يتحدث أحد عن نهضة ثقافية فى مصر.
الكتب الصوتية تجربة وليدة.. فهل تعتقد أنها ستؤتى ثمارها على المدى القريب؟
بيع الكتاب بشكل إلكترونى سواء كان صوتيًا أو للقراءة pdf أعتقد أنه البديل الأنسب لأزمة النشر حاليًا.
فهو من ناحية يتسع لكل المواهب التى لا تجد منفذا للنشر، كذلك يشكل فرصة للربح للكاتب والناشر وفى نفس الوقت بتكلفة أقل للمتلقى بعيدًا عن سوق الكتاب المزور.
لذلك أتمنى أن تشق هذه التجربة طريقها وتفرض وجودها كبديل شرعى للكتاب الورقى غالى الثمن.
ما هو مشروعك الروائى القادم؟
رواية بعنوان "حطب الجنة"، أتمنى أن ترى النور هذا العام بإذن الله.