تعتبر الأمثال العربية جزء أصيل من ثقافتنا وهويتنا العربية، كما أن هذه الأمثال لم تضرب عبثا أو هباء، حيث أن وراء كل مثل مغزى وهدف، يتمثل في إرسال رسالة أو حكمة، ولأن لكل مثل حكاية، سوف نعرض لكم في السطور القادمة، واحد من أشهر الأمثال التي يتم تداولها في الأرجاء العربية وليس في مصر فقط، وهو مثل "لقد سبق السيف العذل".
في يوم من الأيام، كان هناك رجل يدعى ضبة بن أد، وكان هذا الرجل يملك مجموعة من الإبل والماشية، وذات ليلة قرر "ضبة" أن يخرج هو وأبنائه ليرعوا الإبل ليلا، وأثناء رعيهم تفرقت الإبل في شتى الاتجاهات، فطلب من أبنائه أن يتفرقوا لكي يجمعوا هذه الإبل مرة أخرى.
وبالفعل ذهب ابنه سعد من جهة، وذهب سعيد ابنه الآخر من جهة أخري، وبعد فترة وجيزة عاد سعد ومعه الإبل، لكن لم يعد سعيد وانقطعت جميع أخباره، وظل والده يبحث عنه، لكن دون جدوى.
وفي إحدى الأيام، عندما ذهب ضبة إلى سوق عكاظ، وأثناء تجوله في السوق، رأى الإبل الخاصة به مع أحد الأشخاص يدعى الحارث بن كعب، وعندما سأله ضبة من أين حصل على هذه الإبل؟، فقال له "لقد رأيت غلام يرعى هذه الإبل، وعندما طلبتهم منه، رفض إعطائهم لي، فقتلته وأخذتها منصرفا."
نزلت هذه الكلمات كالصاعقة على ضبة، فطلب منه أن يرى السيف الذي كان يحمله، لكي يراه، وما إن أعطاه إياه، فهم ضبه بتصويب السيف في صدره، وفارق الحياة، تجمع الناس حوله قائلين"أفي الشهر الحرام، ياضبة؟".
فرد عليهم ضبة قائلا، "سبق السيف العذل"، والمقصود بالعذل هو العتاب، ومنذ ذلك الحين، يردد الكثيرون هذا المثل عندما، يأخذون قراراتهم بسرعة وبدون تفكير.