قال غسان غصن، الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إن مصر لها أهمية في الوطن العربي، ودورها ريادي في تحقيق المبادئ التي أرستها منظمة العمل الدولية، خاصة الشراكة الثلاثية بين أطراف الانتاج، لافتاً إلى احترامها للحقوق والحريات النقابية والمساواة.
وأضاف غصن، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن عمال مصر ضربوا أروع الأمثلة في مواجهة التحديات ودعاة التفكك، موضحاً:" مصر دولة مستقرة نقابياً، بعد انتخابات عمالية قامت بإرادة عمال اختارو قياداتهم بأنفسهم".
ونوّه الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إلى أن معدلات البطالة تجاوزت 200 مليون شخص على مستوى العالم، و25 مليون عاطل عربي، مشيراً إلى أن التغلب عليها يأتي بالتنمية المستدامة، والتكامل الإقتصادي، في المنطقة العربية.
وإلى نص الحوار..
كيف ترى الوضع النقابي العمالي في مصر؟
تعلمين جيداً أن الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، هو إتحاد عضو في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وله ثقل عربي ومحلي كبير نظرا لمكانة مصر وتاريخها.
ونحن في الإتحاد الدولي، نساند الإتحاد العام لنقابات عمال مصر، وندعمه في كافة برامجه من أجل مصالح العمال المصريين الذين ضربوا مثالاً في مواجهة التحديات، والآن مصر دولة مستقرة نقابياً وعماليا، فنحن مع الوحدة العمالية المتحققة في مصر.
ما أهم القضايا التي تشغل الاتحاد الدولي لعمال العرب؟
هناك العديد من القضايا، في مقدمتها الارهاب، الذي ضرب بعض البلدان العربية، وكان السبب في خسائر بلغت 900 مليار دولار، علاوة على البطالة والنزوح، وهو ما يتطلب منّا التحالف من أجل التغلب على تلك السياسات الرأسمالية، والوقوف حكائط صد أمام محاولات تفتيت النقابات، واضعاف الحركة العمالية في سبيل المصلحة العامة.
كذلك نضع الحماية الإجتماعية نصب اعيننا، والعمل على توسيع نطاقها لتشمل العمال في الاقتصاد غير المنظم بهدف تحسين ظروفهم المعيشية.
وما الذي يقوم به الاتحاد لمواجهة تلك القضايا؟
نعمل بشكل جماعي، لإيجاد تشريعات تهدف لتحقيق التوازن بين أطراف العمل الثلاث، من حكومات ورجال اعمال وعمال، ومحاربة استغلال العامل، وتحويله إلى سلعة، يتم التحكم بها كيف يشاء.
بالإضافة إلى تبني برنامج لتعزيز الوحدة والعمل المشترك مع شركانا النقابيين في الدول المختلفة، لتحقيق الأهداف المشتركة، وتفكيك الاشتباك بين التطويرالاقتصادي والتطوير الاجتماعي، وخلق فرض عمل، ورفع الاجور، والقضاء على أشكال عمل الأطفال والنساء.
كيف ساهم الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، خلال السنوات الماضية في وضع خطط للقضاء على البطالة؟
لابد وان نوضح أن البطالة أزمة عالمية، ونحن نمتلك رؤية واضحة في هذا الملف، فمعدلات البطالة تجاوزت 200 مليون شخص على مستوى العالم، و25 مليون عاطل عربي.
و حل أزمة البطالة يأتي من خلال التنمية المستدامة، وتوفير فرص عمل، تليق بالعامل، وتوفر له ظروف معيشية ملامة، كما أننا في المنطقة العربية نحتاح وبشكل عاجل إلى التكامل الإقتصادي، وإقامة المشروعات المشتركة وسهولة تنقل الأيدي العاملة .
ما أهم التكتلات العمالية التي تسعون الي تكوينها في مواجهة مشاكل العمال والرأسمالية؟
يواصل الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، تعاونه مع منظمتي العمل العربية والدولية، من أجل التعاون النقابي العمالي العربي والدولي والأفريقي، وذلك من اجل ايجاد حلول في القضايا المختلفة للعمل حول العالم.
ولذا فهدفنا التمسك بتدشين تكتل "عربي_أفريقي_عالمي"، يسعى إلى توثيق التعاون بين الاتحادات المختلفة، والعمل سوياً لمواجهة التحديات المشتركة، والقضايا التي تؤرق بال العمال، وايجاء حلول والعمل على حل تلك الأزمات.
تستعدون للمشاركة في مؤتمر العمل الدولي في يونيو القادم، والذي تنظمه منظمة العمل الدولية بجنيف .. فما هي اهم الملفات التي سيتم طرحها؟
سنشارك بوفد رفيع المستوى، يضم ممثلي العمال في الاتحادات العمالية العربية، فنحن تحت سقف واحد، ولذا فهناك ملف الحماية الاجتماعية، وشموليتها خصوصا اننا في زمن الركود الاقتصادي، وارتفاع حماية حقوق العمال المهارجين، وتحقيق العمل اللائق، والصحة والسلامة المهنية، والحفاظ على البيئة، والحدّ من تهميش المرأة والشباب.
وملف البطالة ونسب الفقر، وتغول رأس المال وتفلت السوق، كما أننا لن ننسى ملف قضية فلسطين وتشريد صاحب الحق والأرض، وصمت المجتمع الدولي.
وماهي خططكم لإحتواء هذا الفقر؟
لابد من إحياء واستنهاض المنظمات العمالية الإقليمية والدولية، فمستويات الفقر بلغت حدود الفقر المدقع، فقد بلغ عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر، مليارين ونصف المليار، منهم 327 مليون عامل، فهم بمثابة قنابل موقوتة تهدد السلم الاجتماعي.
مما يستوجب تحالف نقابي أممي، ينطلق من ثوابت الاتحاد العالمي للنقابات ومنظمة الوحدة النقابية الإفريقية والاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، وكدلك اتحاد نقابات عمال عموم الصين، بلإضافة الى اتحادات نقابية، ذات الأهداف النضالية المشتركة، وقيم العدالة الاجتماعية ومبادئ الديمقراطية والحرية والاستقلال.
ما تعليقك على اطلاق القوى العاملة في مصر عام ٢٠١٩ عاما للتدريب؟ وكيف يساهم في خلق بيئة عمل سليمة؟
نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، نساند وزارة القوى العاملة، وخاصة مجهوداتها في ملف التدريب، فهو توجه جيد داخل مصر وخاصة من جانب وزارة العمل.
فنحن نملك في الاتحادات المهنية المختلفة خطة عامة من أجل المزيد من التدريب والتثقيف للعمال من أجل زيادة الإنتاج، وبالتالي فنحن نؤيد أي عمل من شأنه تدريب العمال وتوعيتهم بواجباتهم وحقوقهم .
اختارت منظمة العمل الدولية مصر، ضمن 24 دولة للإحتفال بمئويتها.. فما دلالة ذلك؟
اختيار مصر في احتفالية الذكرى المئوية لقيام منظمة العمل الدولية، دلالة هامة على أهمية موقع مصر في الوطن العربي، ودورها الريادي في تحقيق المبادئ التي ارستها منظمة العمل الدولية خصوصاً الشراكة الثلاثية بين أطراف الانتاج، والتي تحقق الشراكة الاجتماعية التي هي القاعدة الاساسية للحوار الاجتماعي.
دعوت في مؤتمر الاتحاد العرب للبتروكيماويات الى مشروع متكامل للوحدة الاقتصادية.. ما آخر المستجدات في هذا الامر؟
مؤتمر الاتحاد العربي للنفط والمناجم والمحاجر، واحد من الاتحادات المهنية التابعة لإتحادنا الدولي، ومقره في القاهرة، فنحن نسعى من خلال الاتحادات المهنية الى ترسيخ فكرة ومبدأ التعاون والتكامل، وسيتم ذلك من خلال العمل المشترك داخل القطاع العربي الواحد، ومطالبة صناع القرار بتحقيق حلم السوق العربية المشتركة، والتكامل الإقتصاديـ والذ يعد من ثوابت الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب.