قال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن المسح الطبي الذي يتم الآن في المدارس الابتدائية بالتنسيق مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، ويشمل الكشف على 11 مليون طالب ابتدائي؛ يعد نقلة حضارية، ويحتاج إلى فريق وميزانية ضخمة.
وأضاف الوزير- خلال اجتماعه واللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد مع عدد من مديري الإدارات التعليمية ومديري المدارس والمعلمين والطلاب بديوان المحافظة، أن هذا المسح جاء بعد الكشف على 1500 طالب من محافظات مصر ووجدنا 61% منهم مصابون ببعض الأمراض.
ووجّه "شوقي" الشكر إلى رئيس الجمهورية على اهتمامه بالحفاظ على صحة المواطن المصري من خلال الكشف عن جميع الطلاب ومعالجة المصابين بالأمراض من تقزم وأنيميا وأمراض العيون والسمنة والسكر، مؤكدًا احتياجنا لمناهج تحث على الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، وتوعية الأمهات لمعالجة المشكلة من العمق، فالعقل السليم في الجسم السليم.
وقال الوزير: لقد قامت الوزارة بتأليف 18 كتابًا في التيرم الأول و18 كتابًا في الترم الثاني للصف الأول الابتدائي فقط في هذا العام، وقام بالتأليف مجموعة من أساتذة مركز تطوير المناهج، وقام بالمراجعة أساتذة من كليات التربية، بجانب فريق مركز تطوير المناهج وعلى رأسهم الدكتور أحمد ضاهر مساعد الوزير لتكنولوجيا المعلومات ووليد الفخراني مدير عام البنية التكنولوجي، ونحن سعداء بالمحصلة وروح العمل.
وأشار إلى الاستعانة بموارد هيئة الأبنية التعليمية للحصول على التابلت حيث تبلغ تكلفة المشروع 3.5 مليار جنيه، ويحتاج المجتمع كله للإيمان به وتمويله، مؤكدًا أن الهدف يستحق أن نبذل قصارى جهدنا، والطلاب لديهم وعي كبير، والمجال مفتوح لمشاركة الجميع.
وردًا على سؤال لإحدى الطالبات عن نظام الامتحانات والتقييم وتخوفها من عدد الأسئلة وصعوبتها، قال الوزير إن المركز القومي للامتحانات وتقويم الأداء لديه أساتذة أجلاء قادرين على وضع الامتحانات وتأليف بنوك الأسئلة، والتصحيح لن يكون بإجابات نموذجية محددة، وهذه التجربة في بدايتها ونتابع مستوى جودتها في شهر مارس القادم حتى نصل لمستوى الاحتراف في شهر مايو.
وأكد الوزير أن الهدف هو حب الطلاب للتعلم، وأننا نثق بطلابنا ثقة جمة في حبهم للتعلم واعتبارهم أن التعليم متعة ويكون هدفهم دخول إلى كليات المواد المحبوبة لديهم وليس المجموع؛ لينجحوا ويتفوقوا بها، قائلًا "نحتاج مهارات نعيش بها وبناء علاقات وليس الحصول على شهادات وهذا ما نعلمه للطلاب في المرحلة الثانوية".
ولفت شوقي إلى أن بنك المعرفة أطلقه الرئيس في يناير 2016، وكان مصمم للتعليم العالي في البداية وخاصة مجال الدراسات العليا وكانت جميع محتوياته باللغة الإنجليزية، ثم وضعنا محتوى عربي فيها وأدخلنا المحتوى باللغة الإنجليزية والعربية، وأصبحت كل مصادر المعلومات بهاتين اللغتين حتى الرياضيات وأولادنا في المدارس الفرنسية يحتاجون المحتوى باللغة الفرنسية، وهذا يحتاج جهدًا فنياً ضخماً وتكلفة مادية أيضًا.
وأشار الوزير إلى أن أسئلة أولياء الأمور كلها تخوّف ولكن الطلاب هم من يطمئننا ونحن نسعى لأن تكونوا مطمئنين وسعداء بهذه المنظومة وتلاشي التخوفات، وعلينا مسئولية كبيرة ولابد أن نتعاون لكي ننجح جميعًا، فاليوم لمسنا بوادر النجاح التي فوجئنا بها ويكفينا فخر أنه مجهود أسبوعين.
وفي ذات السياق، أثنى المحافظ على تجربة الدكتور طارق شوقي لتطوير المنظومة التعليمية، مؤكدًا أن محافظة بورسعيد لديها قناعة تامة أن مصر تسير في طريقها الصحيح لمستقبل أفضل، ونحن نعمل بالتوازي مع الوزارة وقمنا بالفعل بعمل مجموعات تقوية في المدارس ووصلت نسبة الحضور ونسبة التعليم لنسب عالية هذا العام.
وأشار إلى حصول طالب من المحافظة على المركز الأول في الثانوية العامة، وكذلك 6 طلاب من العشر الأوائل في الثانوي الفني، وهذه نتيجة عظيمة ونحن نسعى دائمًا لتجديد الفكر.
وأشاد المحافظ بهذه التجربة الفريدة واصفًا إياها بأنها ثورة علمية لتطوير التعليم في مصر، هذا بجانب التطوير الذي يشمل جميع المناحي، مؤكدًا أن هذا التطوير يحتاج إلى فكر عال لا يعتمد علي الحفظ.
وقال إن ما تحقق الآن كان حلم كل القيادات وحدث في عهد الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والذي تعتز المحافظة بزيارته الثالثة لها للمتابعة المستمرة الدؤوبة والاطمئنان على النظام التعليمي.