سياسات نظام تميم الداعمة للإرهاب، والتي تسببت في نزاع بينه وبين الدول العربية، لم يعد محل إنتقاد الدول العربية فحسب ، بل أصبحت على مرأى ومسمع النظام الأمريكي، هذا النزاع الذي وصفه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، اليوم بأنه "طال أكثر من اللازم ويجب إنهاءه" بسبب تمويل نظام تميم بن حمد الداعم للجماعات الإرهابية.
حيث طالب "بومبيو" في تصريح له اليوم قطر بإنهاء الخلاف، وقال إن الرئيس ترامب يرى أن الخلاف الخليجى طال أمده ويجب أن ينتهى، وتابع : "نحن أكثر قوة عندما نعمل سوياً، وتكون النزاعات محدودة، وعندما يكون لدينا تحد مشترك لا تكون النزاعات بين البلدان مفيدة".
توقع خبراء بأن تخضع قطر لمطالب أمريكا، خاصة بعد حالة العزلة التي تعيشها ، ولأكن شكك البعض في نوايا أمريكا من القرار بأن قد يساهم في عودة قطر مرة أخرى في الدائرة الخارجية ، ورأى البعض أن سبل الاستجابة القطرية للمبادرة غير ملعومة حتى الأن خاصة أن قطر لم تعلن عن أي بوادر للإستجابة لمبادرة نزع الخلاف بينها وبين الدول العربية.
عدم إستجابة قطر
حيث قال الدكتور طارق فهمي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قطر لإنهاء النزاع بينها وبين الدول العربية، تأتي في حرص أمريكا على قول كلمة لإنهاء الأزمة منذ البداية.
وأضاف فهمي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه تبقى الأفعال وليس الأقوال كأدوات للتأثير، فعلي أمريكا أن تتخد أدوات وأليات للضغط على الموقف القطري لمراجعة مواقفه، وإعادته للصف العربي، مشيرًا إلى أن قطر حتى الأن لم تستجب لأي دعاوى، فالدعوة الأمريكية تبقى دعوة بحاجة إلى أليه تنفيذ حقيقة للاستجابة لمطالب الدولة العربية الأربعة.
وأكد الخبير السيسي"، أن الجانب الأمريكي منذ البداية حريص على إنهاء الأزمة ولكن مصر منذ البداية وهي تتعايش مع الأمر ولم تعتد تبحث عن اليأت بأعتبار أن الأزمة مع قطر قائمة ومستمرة.
تميم سيطيع أمريكا
ورأى الدكتور رفعت السيد، الخبير السياسي، والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي اليوم والتي طالب قطر فيها بإنهاء النزاع بينها وبين الدول العربية بأنه أمر طبيعي، وأن قطر ستطيع أمريكا، لأنها ليست دولة مستقلة ذات سيادة.
وأضاف" السيد"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن كون أمريكا طلبت من قطر الأمر ستنفذ مطالبها، خاصة أن قطر تحتاج هذا الأمر، بعد عمليات التخريب التي قامت بها في المنطقة، والتي تسببت في حالة الصراع المصري الخليجي السعودي، الذي فرض عليها العزلة عليها فأصبحت بحاجة إلى رفع الحصار عنها.
وتوقع "الخبير السياسي"، أن تتخلى قطر في المرحلة القادمة عن سياستها الداعمة للإرهاب، منوها أن بعض دول الخليج ليسوا أقل إرهاب من قطر وسيقوموا بتنفيذ أجندات أمريكا في المنطقة.
وأكد"السيد"، أنه على مصر أن تعي أنه من الممكن أن تصبح هناك مؤامرة أمريكية، لإعادة قطر إلى المحيط الخارجي، وتصبح مصر هي الوحيدة في الخصومة مع قطر، فعلى مصر كشف النوايا الخبيثة لقطر، من خلال التعاون مع الدول العربية ليبيا وسوريا، بحيث يكون هناك ورقة ضغط على أمريكا تستخدمها مصر أن تطلب الأمر، لأن أمريكا لا تخدم دول هي فقط تخدم مصالحها.
وأشارأن التاريخ يؤكد أن أمريكا لا أمان ، ولا أصدقاء لها، فهي فقط تعمل لمصالحها المتمثلة في حماية أمن إسرائيل، حماية البترول الذي يمولها ، لافتا أنه إذا حققت مصر مصالحا فهي صديقة حليفة وإذا خالفت مصالحا فهي عدو لدود.
أمريكا ترغب في إنهاء المد الشيعي
وأكدت النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن رسائل وزير خارجية أمريكا بمصر الأيام الماضية والتي طالب خلالها الشرق الأوسط بتحمل مسئوليته، وحديثه عن التحالفات بين الدول العربية، بالإضافة إلى حرب أمريكا ضد إيران في الوقت الحالي، تؤكد صدق دعوة أمريكا لقطر بإنهاء حالة النزاع بينها وبين الدول العربية.
وأضافت "عضو اللجنة"، في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن أمريكا في الوقت الحالي يهمها أن تصبح دول الشرق الأوسط متحدة، ويتعاونوا ضد المد الشيعي الذي يخشي منه الخليج، مشيرة أن قرار دعوة أمريكا تعني أن تتخلى قطر عن جميع سياستها الداعمة للإرهاب وللجماعات الإرهابية .
وأكدت"يوسف" ، أنه من المحتمل أن توافق قطر على دعوة أمريكا، ولاكن لا نعلم حتى الأن على الاستراتيجية التي ستستخدمها قطر لتنفيذ قرار أمريكا، فهناك علامات استفهام حول كيفية استجابة قطر للدعوة ، منوهة أنه إذا لم تتخلى قطر عن سياستها في المنطقة، فلن تكون هناك استجابة مقبولة ملدعوة أمريكا من قبل الدول الأربعة الرافضة لدعم قطر للإرهاب وتمويل الجماعات الإرهابية .
وأضافت " عضو خارجية البرلمان"، أن مصر مواقفها واضحة لم تحيد عنها تجاه الأحداث في المنطقة ، فهي تتعامل مع قضايا المنطقة خلال 4 محاور، قضية الأوطان ، وعدم التدخل العسكري في الأوطان ، إعادة بناء الدول ومؤسساتها، وعدم الخلط بين الدين والسياسة وعودة الأسلام السياسي مرة أخرى .