رجلًا سبيعينيًا هادئًا، يجلس بثبات بجانب رصيف، بحى السيدة زينب، عيناه مُكتظًة بالحكايات، اعتادَ أن يذهب للعمل يوميًا، ليكسب قوت يومه، وينفق على أسرته وأولاده، ويستطيع تعليمهم ليوفر لهم مستقبلا هانئًا.
استطاعت فرق الإنقاذ المتمثلة في الخط السريع بوزارة التضامن الاجتماعي، بانتشاله ووضعه في دور الرعاية، وقال كرم محمد، بعدما قامت فرق الإنقاذ "التدخل السريع" من انتشاله من الشارع، وإيوائه بدار رعاية اجتماعية تخضع تحت إشراف وزارة التضامن، بعين تدمع وأخرى أصابتها العمى:"لقد توفى أولادي كلهم، وزوجتي ماتت وتركتني فهى التي كانت ترعاني وتعكف على راحتي وراحة أولادي".
وتابع:"أثناء عودتي من العمل، وجدتها متكئة على السرير، ظننت أنها نائمة وتركتها تغرق في نومها العميق، فكان آخر لقاء بينا الساعة الرابعة فجرًا، تجهز لي الطعام، تركتها ساعتين في نومها العميق، وراودني قلق غريب، فقررت أن أيقظها من نومها، ولكن شاء القدر أن يتولاها الله في رحمته".
وأضاف: "بعد مرور 3 أيام من وفاة زوجتي، لم أجد أحد من أبنائي يقف بجانبي، تركوني وحيدًا، وعجزت عن العمل لأسباب مرضية، حتى جاء صاحب البيت، يريد الإيجار الشهري، وأصبح الشارع هو المأوى لي، حتى وجدت تلك السيارة تأخدني من يدي وتطبطب على جسدي وتمنحنني الحب والحنان، وتضعني في ذلك الدار، وبقينا كلنا أسرة واحدة".