ينتشرون كالمرض داخل العقول، فيصيبونها بالجهل والضلال، وبفضل وعودهم الكاذبة، تمكنوا من زرع وجود لهم داخل الوطن العربى، بدعم دولٍ غربية، ليصبح تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، كـ"السرطان" ينتشر حول العالم، عدا بعض المناطق بقى منيعا عنها، ولم يستطع طرق أبوابها.بشكل غير متوقع، لم تتمكن «الإرهابية» من الوجود بقوة فى "العراق، وسوريا، ولبنان"، وحل مكانها الأحزاب الشيعية التابعة لطهران، فيبدو أن السلاح الطارد لأبناء حسن البنا، هو حكم الملالى.وحتى عندما حاولت «الإخوان» استغلال الوضع فى اليمن -كما فعلوا فى مصر وتونس- وجدت نفسها فى مواجهة وصراع مع الشعب اليمنى، وميليشيات الحوثى الإيرانية، التى انقلبت عليهم وتولت الحكم فى صنعاء.العرب يختارون إيرانانتهت الانتخابات البرلمانية فى لبنان والعراق، قبل أيام، حُسم فيها الصراع -حسب النتائج الرسمية- لصالح الكتلة الشيعية المنتمية لإيران.فى بيروت، أظهرت النتائج فوز حزب الله وحلفائه بأكبر مقاعد مجلس النواب (البرلمان) البالغة 128، فى مقابل تراجع عدد مقاعد تيار المستقبل الذى يتزعمه سعد الحريرى، وصعود لافت لحزب القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع. وبلغت نسبة المشاركة فى الانتخابات اللبنانية -التى جرت للمرة الأولى وفق النظام النسبى- 49.20%، حسب ما أعلنه وزير الداخلية اللبنانى نهاد المشنوق خلال مؤتمر صحفى، نهاية أول أسبوع من مايو الجارى, فى حين بلغت 54% خلال الانتخابات النيابية التى أجريت قبل 9 أعوام، وبلغ مجموع الناخبين المسجلين نحو 3.75 مليون، نسبة المسلمين منهم نحو 63%، والبقية للمسيحيين.وكشفت النتائج الرسمية عن حصول «حزب الله» على نحو 13 مقعدًا، وحركة «أمل» المتحالفة معه بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه برى على 16، أى ما مجموعه 29 مقعدًا للحليفين الشيعيين فى معظم الدوائر الانتخابية، خاصة فى الجنوب.وحصل «حزب الله» على 4 مقاعد فى بيروت الثانية، وجبل لبنان الثالثة، وفى دوائر البقاع الثلاث، لكنه مُنى بخسائر فى أحد معاقله، وهى دائرة "بعلبك- الهرمل" الانتخابية، كما فشل فى إيصال مرشحه بمدينة جبيل الساحلية القديمة إلى البرلمان.منافسة شهدتها الانتخابات البرلمانية فى العراق، قبل إغلاق صناديق الاقتراع مطلع الأسبوع الماضى، بين الأحزاب والكتل السياسية المختلفة، أبرزها حزب سائرون (بقيادة مقتدى الصدر)، والنصر، والفتح، القانون، والحزب الديموقراطى الكردستانى.تقدمت قائمة تحالف «سائرون» التى يدعمها رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر فى نتائج أولية بعد فرز معظم الأصوات فى 10 محافظات فى الانتخابات البرلمانية العراقية، وحل «تحالف النصر» بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادى فى المرتبة الثالثة، حسب المفوضية العليا للانتخابات العراقية.وأوضحت المفوضية أن 8 محافظات لم يتم الإعلان عن نتائجها، وهى "السليمانية وأربيل والنجف ودهوك وصلاح الدين وكركوك وميسان ونينوى"، عازية ذلك إلى عدم الانتهاء من تدقيق تلك النتائج.ويتضح من المنافسات الحزبية فى كلا البلدين، غياب تنظيم الإخوان "الإرهابية" عن الحياة السياسية هناك، فالمشاركون إما من التيار الشيعى، أو السنى بغالبية عظمى، أو تيار سنى لم يعلن انتماؤه للأولى.على عكس دولة اليمن، فإذا نظرنا إلى الحال هناك، نجد أن الصراع المعلن بين الحوثيين والرئيس عبد ربه منصور هادى، يشتبك بداخله حزب الإصلاح اليمنى، المحسوب على الإخوان منذ تأسيسه فى التسعينيات، فأحد أبرز قياداته السياسية والعسكرية، هو "على محسن الأحمر" نائب الرئيس، مما قد يجعل الصراع فى جزء منه بين الحوثيين والجماعة.«الشيعة والنسيج العراقى».. كلمتا السر فى طرد «الإخوان»الوجود الشيعى القوى فى بغداد تسبب فى طرد الإخوان من هناك، حيث تمكنت الأحزاب المنتمية لطهران من وضع قدم لها، بعد غزو أمريكا للعراق، وأصبحوا يحتكرون الحياة السياسية بشكل كبير.قبل الحديث عن وجود "الإرهابية" فى العراق، يجب أن نلقى الضوء حول «الحركات الإسلامية المسيَّسة»، أو ما يعرف بالإسلام السياسى، فبحسب السياسى العراقى، كفاح سنجارى، فإن تلك الجماعات "سواء كانت فى شكل حزب، أو جمعية، أو حركة أو منتدى" قابلة للتحول والتغير السطحى لحساب الفكرة الأساسية، لأنها قادرة على التلون بألوان بيئتها."سنجارى" أكد عدم ضرورة حمل جماعة بعينها لاسم «الإخوان المسلمين»، حتى تكون منتمية إليهم، فهناك العديد من الجماعات الدينية فى مختلف الدول، لا تحمل نفس الاسم لكنها تنهل من نفس المعين.أما عن العراق، فـ"الإخوان" لها وجهان تتعامل بهما فى الساحة السياسية هناك، الأول هو «الحزب الإسلامى»، حتى ولو ادَّعى عدم انتمائه لها، والثانى عبارة عن حركات يقودها حزب «الدعوة»، والاثنان وجهان لنفس العملة.وأكد السياسى العراقى أن الوضع فى لبنان لا يختلف عن العراق، وما يصح فى بلده ينطبق على الآخر، وبالأخص الحزب الأكثر وجودا على الساحة هناك «حزب الله»، وبالتالى فالإخوان حققت "من خلال مسمياتها البديلة أو اختلاف وجوه المنتمين لها"، قوة فى انتخابات البلدين، وحققت سطوة خطيرة، ليس فقط عليهما، بل على عموم المنطقة بأكملها.أحزاب ما تسمى بالإسلام السياسى.. فى وجهة نظر السياسى العراقى، تنبع من مجرى واحد، وهو التطرف، بمعنى أن «داعش» وعرابه تنظيم «القاعدة»، وما قبلهما منظمات التكفير والهجرة، جميعها تنظيمات تنهل من نفس المعين، الذى تنهل منه الأحزاب الدينية الإسلامية، فلها جميعا نفس الأيديولوجية، فى بناء دولة تحمل نفس النظام السياسى فى باطنها، ولذلك غاب تنظيم "الإرهابية"، ولكن فكرهم المتطرف ظل حاضرًا بشكل قوى فى ربوع العراق.وأوضح أن الظاهر العام المعلن لهذه الأحزاب، ما هو إلا "ستار وهمى" لإقناع العامة والسُّذَّج بشعارات الوسطية والعدالة، لكنها فى ذاتها لا تستطيع الإجابة عما تحويه فقرات مناهجها بشأن كيفية التعاطى مع المختلفين عقائديا.داخل الدين الواحد، يوجد إقصاء، وربما إخراج من الملة، كما يفعل كل من الشيعة بأحزابها المنتمية لإيران، والسنة المنتمية للجماعة الإرهابية -حسب كفاح سنجارى- مع بعضهم البعض، مما يؤكد عدم قدرتهم على التعامل مع مختلف الأديان، والعقائد الأخرى المسماة "غير السماوية".وأشار إلى أن غياب مفهوم المواطنة لدى هذه الأحزاب والحركات -الإسلام السياسى- يجعلها جميعًا تحت سيطرة عقلية شمولية، وربما خاضعة لاستخدام الإرهاب المشرع لأيديولوجيتها، من أجل تنفيذ برنامجها السياسى والاجتماعى، ففى رأى السياسى العراقى، نرى دائمًا اتهامات جدية للإخوان بأنها تحتضن الأحزاب الأخرى "المتشددة" فى هذه المنطقة.ويفسر ممثل إقليم كردستان العراقى، شيركو حبيب، غياب الإخوان عن العراق، بسبب طبيعة المجتمع نفسه، التى تختلف تمامًا عن غيرها من المجتمعات العربية الأخرى، فالعراق يجمع بين السنى والشيعى، والكردى والمسيحى، بجانب عدة أديان.السياسى العراقى، أكد أن أفراد تلك "الجماعة"، لا يمكنهم الاختلاط مع النسيج الشعبى فى بغداد، ولذلك وجدوا أنفسهم "غير مرغوب بهم".لا يستطيعون احتكار السلطة فى اليمنبالرغم من وصولهم إلى الحكم فى 2013 بعد تنحى الرئيس على عبد الله صالح، فإنهم سرعان ما تم لفظهم من قبل الشعب اليمنى، وانقلبت عليهم ميليشيات الحوثى، المسيرة بأجندات إيرانية.المحلل السياسى اليمنى، عباس الضالعى، يرى أن «الإخوان» فى صنعاء منذ الأربعينيات وليسو جددا عليها، إلا أنهم لا يحتكرون السلطة، ولم يصلوا إلى الحكم مباشرة، ولكنهم شاركوا فى حكومات كثيرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة.الضالعى أكد أن «الإخوان» فى اليمن يعرفون تبعات احتكار السلطة، والعقبات التى سيتعرضون لها، ولهذا نهجهم فى هذا الجانب، هو "المشاركة" وليس "الاحتكار"، لمواجهة التحديات مع القوى السياسية غير منفردين.الباحث السياسى اليمنى، ياسين التهامى، أكد أنه إذا التزم الحوثى (فصيل شيعى) بالدستور والقانون فى اليمن، ووافق على تسليم السلاح للدولة؛ لن تعترض كل القوى مشاركته فى الحكومة لكن المشاركة فى حكومة صنعاء مع «الحوثى»، وهو يسيطر على السلاح؛ أمر صعب بالنسبة إلى «الإخوان» هناك، لأنهم لن يسمحوا لهم بالمشاركة، فهم الفصيل السياسى الوحيد الذى لا يوجد له أى مساهمة فى حكومة صنعاء.وأكد أن التباين العقائدى بين الإخوان والحوثيين هو جزء من الحرب الدائرة بينهما، بالإضافة إلى أنهم محاصرون بشكل أساسى من الدول التى تسعى للحفاظ على شرعية اليمن.
سرطان «الإخوان» يفشل فى إصابة نسيج العراق ولبنان.. وسياسيون: غاب الجسد وحضر فكرها
الاحد 27 مايو 2018 | 11:05 مساءً
اقرأ ايضا