كشفت الاعترافات المتواصلة التى صدرت من شباب وقيادات وحلفاء للإخوان خلال الفترة الحالية ضد الجماعة وقياداتها، حجم الارتباك الشديد الذى يمر به التنظيم، وأن هناك أسرارا تشهدها أروقة الجماعة فى إسطنبول، دفعت إلى انتشار تلك الفضائح الخاصة بانفراط شباب الجماعة عن قياداتهم الآن.
وفقا لهذه الاعترافات، فإنها تشير بصورة مباشرة إلى أن التنظيم يشهد موجة انشقاقات هائلة بين شبابهم دفعتهم إلى الخروج وفتح النار على قيادات الجماعة، حيث وصلت نسبة الانشقاقات – بحسب مصادر مطلعة – من جانب شباب الإخوان إلى 40% من شبابهم بالخارج، كما أن حلفاءهم يمرون بحالة خوف شديد من استمرار الخسائر التى تتلقاها الجماعة داخليا وخارجيا وانعكاساتها عليهم.
وتخشى قيادات التنظيم تسرب المعلومات الخاصة بانفصال نسبة كبيرة من شباب التنظيم فى إسطنبول من الجماعة، اعتراضا على الفضائح التى تمارسها قيادات التنظيم، وقنواتها الإعلامية، خاصة أن هذا سيمثل ضربة كبيرة للتنظيم أمام دول أوروبا.
فى هذا السياق أكد مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن نسبة كبيرة من شباب الجماعة المقيمين فى تركيا، انفصلوا رسميا عن التنظيم بسبب ممارسات قيادات الإخوان فى إسطنبول، والاضطهاد الذى يعانون منه، كاشفا عن أن هناك من كوادر الإخوان فى تركيا من تواصلوا معه لبحث سبل العودة لمصر بعد إعلانهم الانشقاق عن الإخوان، ولكن لديهم أحكام قضائية وبالتالى من الصعب عودتهم لمصر.
وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن جماعة الإخوان تمر بأصعب مراحلها، والانشقاقات من الإخوان لا تقتصر فقط على الكوادر الموجودة خارج مصر، بل أيضا قيادات إخوانية فى السجون أيضا انفصلت عن الإخوان بعد أن نشبت خلافات بينهم وبين القيادات بسبب الخسائر التى تضرب الجماعة.
ولفت القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن جماعة الإخوان شهدت الفترة الماضية أكبر عملية انشقاق، ولكن هناك من ينشق عن الإخوان دون أن يعلن ذلك، موضحا أن الكثير من قواعد الإخوان الهاربة فى تركيا نقمت على السلطات التركية كما نقمت على الإخوان.
وتعليقا على تلك الانشقاقات، أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن الانشقاقات داخل الإخوان موجودة بالفعل والتماسك العضوى للتنظيم فى تركيا ضعيف للغاية ولكنه غير معلن بصورة صريحة لأن هناك عقابا كبيرا لمن يعلن انتقاده للتنظيم.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان،أن من ينتقد التنظيم فى الخارج أو يعلن انفاصله بشكل علنى يمكن أن يفصل من عمله فى تركيا ويمكن أن يرمى بدون تجديد لأوراق إقامته وممن أن يطرد من سكنه ويحرم من بعض أموال المعونة التى يدفعها التنظيم للموالين له.
وتفسيرا لأسباب تزايد معدل الانشقاقات داخل الإخوان، أوضح عماد أبو هاشم، المنشق مؤخرا من تحالف الإخوان فى تركيا، أن الجميع قد استشعر التغير الجذرى فى خطاب الإخوان الموجه، حيث أخرستهم الحقائق التى تم الكشف عنها عن تناول ما اعتادوا الترويج له -كذبا وتضليلا - والتى كان يرتكز عليها توجههم العام فى الهجوم على مصر وتبين فى النهاية كذبها.
وأضاف عماد أبو هاشم، أن الحقائق التى كشفت أكاذيب الإخوان كان له أثر بعيد فى إرباك صفوف الإخوان وجعل قواعدهم الدنيا تجهر بمهاجمة القيادات المسئولة عما وقع من جرائم كما هبط بسقف مطالب الكثيرين إلى مجرد السماح لهم بالعودة فقط وهو ما يؤكد انهيار صفوف الإخوان.