ملامحها تجسد حكاية امرأة مصرية أصيلة عاشت حياة غير تقليدية، نظراتها تمتزج فيها الطيبة مع أبناء شعبها الذي قاومت من أجله لسنوات طويلة، والتحدي مع الاحتلال الذي قاومته من أجل شعبها، فضربت أروع الأمثلة في حب الوطن، وعقلها المستنير يحكي قصة زوجة مخلصة ومؤمنة بزوجها وملهمه له، فأصبح بيتها هو "بيت الأمة" لتصبح هي "أم المصريين".
صفية زغلول، الإبنة الأستقراطية من الأصول التركية، ابنة مصطفي فهمي باشا والذي يعد من أوائل رؤساء وزراء مصر، ونظرًا لعائلتها فكان الغريب أن يتقدم «سعد زغلول» ابن الفلاح المصرى لخطبتها بوساطة من صديقه «قاسم أمين»، ولكن كانت المفاجأة هى موافقتها من الزواج على أبن الفلاح البسيط الذى أصبح بعد ذلك وزيرًا ثم نائباً برلمانياً فزعيماً للمصريين.
لقبت بـ "أم المصريين" وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري خاصةً، لتوهب وقتها وحياتها للنضال الوطني مع سعد زغول معارك في مواجهة الإنجليز، أسفرت عن رصيد هائل من الشعارات والتنديدات، في لم تتوقف من دعمها لزوجها حتى بعد أن تم القبض عليه وتقرر نفيه إلى جزيرة سيشل.
حيث طلبت أن ترافق الزوج والمناضل فى منفاه، وبالرغم من رفض الحكومة البريطانية في البداية لها، إلا أن كان لشعور الاحتلال الإنجليزى بخطورة وجودها السبب الرئيسي في السماح لها بالسفر لمرافقة الزوج، وبالرغم من رغبتها إلا أنها أعلنت رفضها للسفر لتقرر البقاء بمصر لمواصلة النضال.
وليتحول بيت الزوجية الذى تحول اسمه إلى بيت الأمة إلى مصدر قلق للإنجليز بعد نفى سعد زغلول، لأن السيدة صفية فتحت أبوابه للثوار والمناضلين، وكانت البيانات والمنشورات يتم طباعتها فى المنزل، وكانت تنطلق منه المظاهرات العارمة لتجوب شوارع القاهرة.
ولم تتوقف مسيرة النضال لأم المصريين عن تلك اللحظة، ولكنها قبل نحو مائة عام، وقفت هي وهدى شعراوي، على أعتاب ميدان التحرير ومعهن أخريات، لمطالبة بحقوق المرأة المصرية، مطالبين بخلع الحجاب وبمراحلة جديدة لزي المرأة المصرية.