على أطراف المدينة تجمّعوا من كل أرجاء المحروسة، جمعهم المرض والفقر والرباط المقدس، من أقصى جنوب الصعيد حتى الشمال، هنا سكنوا برفقة بعضهم البعض، عانوا وتألموا لم يفرقهم سوى الموت لأكثر من 70 عامّا.
شوارع سكنها الهدوء ومنازل بسيطة علاها التهميش والفقر، ملامح وجوههم تميزهم عن غيرهم، وأجساد تسمع صوت أنينها، عاشوا لسنوات بعيدًا عن صخب المدينة وزحامها، هاجروا من قراهم الصغيرة فى سنوات طفولتهم، رغمّا عنهم، تركوا الأهل والأصحاب بعد إصابتهم بما يسمى بمرض الجذام، هذا المرض الذى لم يكتف فقط بالنيل من جسد ضحيته؛ بل جعله محلّ حديث الكثيرين حوله، لما يسببه من تغيرات فى ملامحهم الخارجية، فعاشوا سنوات طوال بين تلك الحوارى الضيقة فى عزبة منعزلة عن كافة الخدمات الطبيعية للحياة الآدمية.
«عزبة الصفيح» إحدى القرى التابعة لمدينة أبو زعبل، بمحافظة الدقهلية، العشرات من قاطنيها من مرضى الجذام، عرفت قديمّا باسم عزبة الشهيد عبد المنعم رياض، خصصتها الدولة لمرضى الجذام لأكثر من 50 عامّا مضت، العزبة تفتقر لعدد من الخدمات العادية، والتى تعد حقا من حقوق مواطنى الدولة، فهى بلا تعليم ولا صرف صحى، ومهمشة من جميع القطاعات.
عدد كبير من سكان العزبة مصابون بالمرض وبعضهم متزوجون بأصحاء، والبعض الآخر أزواج لمرضى، ورغم ذلك لم تنتقل عدوى الجُذام إلى ذويهم، لكن وبالرغم من تلك الحقيقة إلّا أنّ الجميع يتعاملون مع أهل القرية وكأنّهم بمثابة الفيروس المتنقل على الأرض يخافون الاقتراب والتعامل معهم، وأثر هذا الأمر على صغارهم فالخوف فى طريق حرمانهم من التعليم، خاصة بعد عدم وجود مدرسين بالمدرسة الوحيدة بالعزبة، لتيقنهم بأنّ مرض الجذام من الأمراض المعدية لذا يخافون الاقتراب منه.
فى هذا التحقيق نرصد لكم جزءا من حياة بعض المرضى وما يواجهونه فى "مستعمرة الجذام".. فهى عالم داخل عالمنا.. عالم فى طى النسيان والغفلة.
حكاية عطيات.. بنت المنصورة الجميلة تركت أهلها طفلة واستقرت حتى تخطت التسعين
حجرة قديمة لم تتجاوز الأمتار القليلة صنعت بالطوب الأبيض تقع فى بداية أحد شوارع العزبة الصغيرة، باب بدا عليه آثار القدم، فى ركن صغير جلست، بجسد منهك وعمر تخطّى الـ90، وملامح تشبه كثيرا من القاطنين بالقرية، أطراف أيدى مصابة، وجه رسم عليه لوحة سجّلت سنوات عديدة من المرض، عينان تزينا باللون العسلى، يجذبك جمالهما فور أن تنظر إليها، فتاة جاءت فى عمر الـ11 من قريتها الصغيرة بدلتا مصر، بعد إصابتها بمرض الجذام للحصول على العلاج بداخل المستعمرة الخاصة به.
«عطيات رزق» عجوز تسعينية، كان منزل تلك السيدة هو وجهتنا الأولى فور وصولنا للعزبة كونه يقع فى مدخلها، العجوز إحدى مرضى الجذام، جاءت من قريتها الصغيرة التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، بعد علم أهلها بالمرض لتحصل على العلاج بالمستعمرة، وبعد خروجها استقرت هنا فى العزبة، البداية كانت مع شعور الصغيرة ببعض المرض وبعد عرضها على طبيب قريتها فوجئت بأنّ والدها يطلب منها مرافقته للذهاب إلى العاصمة الكبرى، الفتاة كادت أن تطير فرحا فلأول مرة ستذهب إلى القاهرة التى لم تسمع عنها سوى من بعض أقربائها، لكنها لم تدر الفتاة حينها أنّ تلك الرحلة ستكون الأخيرة، فالحلم سيتحقق ولكن بشكل مختلف عمّا توقعته الصغيرة.
«أنا عشت عمرى كله فى المستعمرة، زمان أهلى كلهم ماتوا، ماعرفش عنهم حاجة».. سنوات قضتها الفتاة بداخل مستعمرة الجزام، حتى بدأت تنضج فقررت العمل بالمستشفى، خاصة وأنّ لا ملجأ لها سوى هذا المكان، أهلها لا تعلم عنهم شيئّا، قريتها الصغيرة لم تتذكر منها سوى لحظات من لهوها مع الصغار أمام منزلهم الصغير، فأصبحت المستعمرة ملجأها الوحيد، وظلت سنوات لا تعلم شيئا عن أهلها إلّا باستثناء أحد أبناء خالتها والذين يترددون لزيارتها بالمستعمرة بين الحين والآخر، حتى انقطعت أخبارهم منذ عدة سنين.
الفتاة كانت خير مثال على الجمال، لم يمنعها المرض والعيش فى المستعمرة بأن تبحث عن الحب، الكلمة التى وجدتها متجسدة فى شخص ما، شاب ترك أهله هو الآخر وجاء للعيش بالمستعمرة، بعد إصابته بالجزام، تزوجت عطيات من رفيقها الشاب الصعيدى بالمستعمرة وخرجا ليقطنا سويّا بعزبة الصفيح والتى تعد بمثابة منزلهم الأساسى.
سنوات عديدة مرت على زواج عطيات، ولم يشأ القدر أن ترزق بطفل من زوجها، لكن وبسبب ضيق العيش ومرارة الحياة والتى تغلبت على الحب فى قلب عطيات، الفتاة الشابة ذات الجمال، قررّت أن تنفصل عن زوجها.
ظلت الفتاة تعمل بالمستعمرة وتعود آخر اليوم لتقطن بالعزبة، حتى قررت الزواج مرة ثانية من أحد المرضى المتواجدين بالمستعمرة أيضًا، وقضيت معه فترة حتى وافته المنية، فتزوجت من ثالث وظلت معه حتى رحل هو الآخر وتركها وحيدة بلا أنيس، فقط الوحدة كانت أنيسها ورفيقة دربها، حتى هذه اللحظة.
العجوز تعيش فى حجرة بمفردها لم تعد تقوى على فعل شىء، تعيش على طعام المستعمرة الذى يجلبه لها بعض من أهل العزبة الذين يعملون بها، لم تعد تريد من الحياة شيئا سوى أن تعيش ما تبقّى من عمرها عيشة آدمية، فهى كانت تنام على أرض حجرتها الصغيرة؛ حتى تبرّع البعض وجلبوا لها أثاثا بسيطا وعملوا على ترميم حجرتها، لكنّها لا تريد شيئا سوى أن يتم ترميم سقف حجرتها ليمنع عنها برد الشتاء القارص وأمطاره، العجوز لم تطلب سوى أقل حقوقها وهى العيش باقى عمرها بآدمية، فلولا عناية أهل العزبة بها هى ومثيلاتها من كبار السن لحدث ما لا يحمد عقباه لها وتدهور حالها أكثر.
محمود: «عايش هنا بعد ما تركت الصعيد من 50 سنة.. وهفضل فيها لحد ما أموت»
جلباب صعيدى بسيط وشعر أبيض كان خير دليل على مرور الزمن عليه، ملامحه اعتلاها الحزن وترك المرض علامات بها، أطراف يد بدت غريبة بعض الشىء من آثار المرض يُحاول إخفائها عن أنظار الجميع، وقف من بعيد يختلس النظرات بين الحين والآخر، كان حديثه هجوميّا رفض التكلم مع الغرباء، بل رفض تواجدنا بالمكان، بعد وقت طويل حاولنا معرفة السبب وراء هذا الهجوم الشرس، لنكتشف فيما بعد أنّه يرفض المتاجرة بهم وبحالاتهم فقط، فلم يأت أحد للعزبة وساعدهم من قبل، لذا فقد كره معظمهم الغرباء القادمين.
«أنا هنا بقالى 50 سنة.. جيت وأنا فى عمر الـ12».. عم محمود، عجوز سبعينى، جاء من أقصى صعيد مصر وهو فى الثانية عشر من عمره، بعدما أخبره أهله أنّه مريض وسيغادر إلى المدينة الكبرى لتلقى العلاج، بعد سنوات قضاها عم محمود بالمستعمرة اكتشف عددا من أقاربه بداخلها أصابهم المرض أيضّا فتركوا قريتهم الصغيرة بالصعيد وقدموا للمستعمرة.
يعيش العجوز السبعينى بالعزبة وكأنّها قريته التى ولد بها، فأثناء علاجه بالمستعمرة تعرّف على زوجته والتى كانت هى الأخرى إحدى المرضى والتى جاءت برفقة والدها المريض للحصول على العلاج، وبعد الزواج استقرا بالعزبة وباتت بمثابة وطنهما الأصغر.
«أنا اشتغلت فى الجبل من 20 سنة.. وسبته لظروف».. ولأنّ العزبة تبعد بمسافات كبيرة عن أقرب مدينة، بالإضافة إلى أنّ الكثير من الأصحاء يخافون التعامل مع أهلها بدعوى أنّ المرض معد، فالكثير من أبنائها ما بين عاملين بالمستعمرة، وبعض منهم يعمل بالمصانع المجاورة لهم، عم محمود كان له عمل بخلاف السابق، فقررّ الذهاب والعمل بالجبل لكن مشقته دفعته للعودة وعدم الاستمرار وعاد للعمل فى موطنه الأصلى بداخل المستعمرة.
مطالب العجوز السبعينى كانت أبسط مما يتخيل أحد، فهو يريد فقط العلاج، خاصة وأنّ تقدمه بالعمر جعله عرضة للإصابة بأمراض فيروسية رافقت الجزام بجسده، ولم توفر له المستعمرة العلاج لتلك الأمراض مما يدفعه لشراء علاجها على نفقته الخاصة، والعجوز لا يملك من الدنيا شيئا سوى 300 جنيه معاش التضامن الاجتماعى، الذى يعد هو دخله الأساسى ولا يوجد سواه.
«أنا عشت فى العزبة وعمرى مافكرت أخرج منها.. هفضل لغاية لما أموت». بالرغم من المعاناة التى يلاقيها أهل العزبة، إلّا أنّهم لا يفكرون فى الخروج منها، خاصة وأنّهم من قاموا ببنائها لذا ليس من السهولة أن يتركوها ويرحلون بعيدا عنها، لكن أقصى أمانيهم هو النظر إلى مطالبهم البسيطة ومعاملتهم كمواطنى الدولة لهم حقوق وعليهم واجبات، لكن الحقيقة أنّهم يتعاملون كونهم أموات مدفونين بتلك الأرض بعيدا عن المدينة.
نادية.. عجوز توفى زوجها وتعيش فى منزل دون مقومات الحياة الآدمية
فى مدخل العزبة وكمثيلاتها من كبار السن القاطنين بهذا المكان، لا يمتلكون سوى حجرة صغيرة، بعضها بالطوب الأبيض وأخرى باللبن، بملابس صعيدية وشال أسود وضع أعلى رأسها، جسد صغير عينان لا تكاد ترى النور من المرض وكبر السن، جلست أمام منزلها الصغير تداعب الأطفال الذين يلهون حولها، وكأنّها تتمنى لو يعود الزمن سنوات فتصبح برفقتهم، لكن المرض نال من جسدها فلم تعد تقوى حتى على السير، فبات باب منزلها هو مستقرها كل يوم من شروق الشمس إلى غروبها.
«أنا جيت العزبة من 40 سنة اللى فاكراه إنى من بنى سويف لكن معرفش أهلى مين ولا فين» الحاجة نادية عجوز فى السبعين من عمرها، جاءت فى عمر الـ25 من قريتها الصغيرة إحدى قرى محافظة بني سويف، حينما أخبرها طبيب القرية أنّها مصابة بمرض الجذام وعليها السفر للعلاج بمستعمرة الجذام بالعاصمة الكبرى، الأمر لم يكن جديدا على نادية خاصة وأنّ أحد أقربائها أصيب بالمرض من قبل وسافر إلى المستعمرة، وحينما علم بإصابتها هى الأخرى تقدّم لخطبتها وشجّعها على السفر لتستقر معه بالمستعمرة.
سنوات قضتها العجوز نادية برفقة زوجها يعيشان بالعزبة بالرغم من ضيق معيشتهما لكنّهما اعتادا عليها، حتى فارقها الزوج منذ أشهر قليلة لتعيش بمفردها بلا ونيس، وحيدة فى منزل لا يوجد به سوى بعض الأثاث المتهالك، العجوز لا تمتلك الاحتياجات الطبيعية للإنسان فمنزلها خال من أى أجهزة كهربائية، وتعيش على طعام المستعمرة الذى يجلبه لها عدد من أهالى القرية..
«أنا نفسى أجيب غسالة وبوتاجاز بدل ما كل يوم استنى حد يجيبلى الأكل ويغسلى الهدمة بتاعتى» السيدة المسنة لم تطلب شيئا سوى أن يتوفر لها أبسط سبل الراحة، فهى تجلس يوميّا أمام منزلها تنتظر أطفال جيرانها الصغار يجلبون لها الطعام والشراب، ويلهون أمامها ساعات طوال من اليوم عسى أن تحتاج شىء يجلبوه إليها،: «أنا خلاص هعيش وأموت هنا أهلى ماتوا كلهم والعزبة بقت هيا مكانى اللى ماليش فيه حد»، ستظل العجوز بالعزبة ولن تفكر فى الرحيل للعودة إلى قريتها الصغيرة ببنى سويف، لكنّها فقط تحتاج لعيش حياة آدمية..
كوثر ودعاء: جمعيات خيرية رفضت مساعدتنا.. والمسئولون تخلوا عن الأرامل والمطلقات
أمام أحد منازل القرية البسيطة، وقفت عدد من السيدات يتهامسن فيما بينهن، يحاولن معرفة مايدور حولهن، فهناك غرباء بداخل عزبتهن لم يعتادوا على وجودهم، لتهم إحداهن بالسؤال، وبعد معرفتها طلبت الحديث عن حال العزبة وما تعانيه منذ سنوات عدة.
«أنا اتولدت هنا، أهلى من العياط أبويا وأمى مرضى وجوزى مريض، محدش بيعبرنا هنا».. "كوثر" فى الخمسين من عمرها، حاولت الحديث عن حال عزبتها الصغيرة وما تعانيه منذ أن وطأتها أقدامهم منذ سنوات، فوالد كوثر كان مريض جزام جاء طفلا من مدينة العياط منذ سنين واستقرّ فى المستعمرة ليتعرف بوالدتها المصابة بنفس المرض بداخلها وتزوجا لينجباها.
ولم تسلم كوثر هى الأخرى من المرض بل أصيبت ومكثت بالمستعمرة سنوات عدة تعرّفت أيضّا بداخلها على زوجها الراحل، المستعمرة والعزبة هى حياتهم وملجأهم الوحيد ولا يوجد لهم مكان سواها، لذا فمطالبهم كانت أبسط مما يتخيل الكثيرون.
«حاولنا نتواصل مع جمعيات الخير محدش ساعدنا».. عملت كوثر بمساندة عدد من جيرانها بالعزبة للذهاب إلى عدد من الجمعيات الخيرية بالنظر إليهم، جمعية واحدة فقط دون ذكر اسمها هى من عملت على مساعدة العزبة، لكن شاء القدر ألا تكون كوثر من ضمن هؤلاء، بالرغم من أنّ السيدة توفى عنها زوجها وتعد بمثابة العائل الوحيد لأسرتها الصغيرة، لكن جمعية الخير أبلغتها أنّها مريضة جزام تتبع للمستعمرة وهى الوحيدة فقط المتكفلة بهم وباحتياجاتهم.
الغريب فى الأمر أنّ القائمين على المستعمرة هم الآخرون أخبروا كوثر وعددا من رفقائها واللواتى يشبهن حالتها بأنّ المستعمرة لا علاقة لها بهن، فهم قد رحل أزواجهن وأصبحن عائل الأسرة الوحيد وبالرغم من ذلك إلّا أنّ الجميع تهرّب من المسئولية نحوهن، فيعشن هؤلاء فى ضيق من الحياة لا يعرفن حلّا لما وصلن إليه.
«روحنا نشتغل فى الرمل والزلط وفرز القمامة علشان نعيش».. حاولت كوثر ومثيلاتها بالعزبة تدارك تلك الظروف الصعبة، فبدأن بالعمل فى مصانع مواد البناء كالرمل والزلط، بالإضافة إلى عمل بعضهن فى مصانع فرز القمامة، فبالرغم من حصول عدد منهم على 300 جنيه معاش وزارة التضامن، إلّا أنّ ارتفاع الأسعار جعلت هذا المبلغ لا يكفى شيئا، خاصة وأنّ هناك عددا كبيرا منهن ما بين الأرامل والمطلقات.
وترتّب على هذا الأمر أشياء عديدة أبرزها حرمان عدد من صغار القرية من التعليم، فهم يحصلن على قوت يومهن بصعوبة كبيرة كيف سيتمكن من تعليم صغارهن، غير أنّ هناك بعضهن أيضّا يعيش فى غرف بالإيجار فى العزبة، وعلا صوتهن كثيرّا مطالبات بأن يعشن حياة آدمية لكن لا يسمع لهن أحد.
بالقرب منها جلست بملابس بسيطة، عباءة سوداء وطرحة تغطى شعرها، 20 عامّا قضتها "دعاء" فى التنقل بين المستعمرة والعزبة، جاءت من أقصى شمال مصر وتحديدّا من محافظة كفر الشيخ، بعدما علمت إصابتها بمرض الجزام وهى فى عمر العشرين، تركت أهلها وحياتها لتنتقل إلى حياة أخرى جديدة مجهولة لا تعلم عن مصيرها شيئا بها.
«أنا جيت من كفر الشيخ للقاهرة لما تعبت جامد وعشت فى المستعمرة حياة تانية».. لم تطلب دعاء الكثير بل نادت بأبسط حقوقها هى وأبنائها الصغار العيش بآدمية والنظر إليهم فقط، مدرسة بلا مدرسين، وصرف صحى أغرق المنازل، عزبة بلا أى خدمات الأطفال ينشأون فى بيئة غير مناسبة لا يتوفر لهم أى شىء لخروج جيل صالح، لكن وبالرغم من كل ذلك إلّا أنّ دعاء وزوجها المريض أيضّا لا يفكران مطلقّا فى مغادرة العزبة، فلن يستطيعا العيش فى مكان آخر لكنهما يكتفيا بتوفر الخدمات ولن يطالبا بالمزيد نهائيّا.
عبد العزيز.. سبعينى عاش فى العزبة من عمر 11 سنة.. ويطلب تغيير نظرة المجتمع لهم
بالقرب من محمود جلس شخص آخر يعتقد من يشاهدهما أنّهما توأم لشدة التقارب بينهما، حتى ملابسهما واحدة، ملامح وجهيهما لا تختلف كثيرّا وكأنّهما شخص واحد، هذا الشخص الذى جلس شاردا يفكر فيما ألمّ به وبأبناء عزبته الصغيرة، حيث قال "عزيز": «أنا عندى 78 سنة، وجيت المستعمرة وأنا عمرى 11، وخفيت وخرجت ورجعت المستعمرة تانى».
"عبد العزيز" عجوز فى أواخر السبعينات من عمره، قدم إلى القرية من مدينته بالصعيد وهو فى الـ11 من عمره، ظلّ يعمل بالمستعمرة حتى أتمّ شفائه من المرض، فقررّ الخروج والعمل بعيدا بل العودة لأهله، فعمل فى إحدى الوظائف وظلّ هكذا سنوات حتى أصيب مرة ثانية فعاد للمستعمرة وكأنّ القدر لم يشأ أن يذهب بالعجوز بعيدّا فأعاده للمستعمرة مرة ثانية.
تزوّج عبد العزيز مرتين، زوجتاه كانتا مريضتين أيضًا، حيث تعرّف عليهما بالمستعمرة، وعاش معهما حتى فارقتا الحياة، فلم يخرج من تلك الدنيا إلّا بابنته الوحيدة التى تبلغ من العمر خمسين عامّا، و4 أحفاد منها.
ولأنّ العجوز خرج من قبل من المستعمرة وعاد إلى قريته، فتواصل مع عدد من أقربائه والذين ما زالوا على تواصل معه حتى الآن، يذهب إليهم بين الحين والآخر للاطمئنان عليهم خاصة وأنّه بات وحيدا بعد وفاة زوجتيه.
العجوز السبعينى، ما زال يعمل بالمستعمرة حتى اليوم، فهى بمثابة مصدر رزقه الوحيد ولا يوجد سواها، يذهب صباح باكر إليها ويعود منتصف اليوم إلى منزله بالعزبة، وهكذا حياة عبد العزيز.
وعلى الرغم من خروجه على المعاش؛ إلّا أنّه ترك العمل الرسمى واستمر فى عمله بالمستعمرة،: «الجذام مش معدى زى ماكتير فاكرين» الجميع يؤمن أنّ مرض الجذام معد بدرجة كبيرة، لذا وعلى حد قول العجوز السبعينى فإنّهم يخافون الاقتراب والتعامل معهم، لكنّ الحقيقة كشفها الواقع فلو كان المرض معديّا لمرض الصغار قبل الكبار بالقرية، لكن هذا لم يحدث فهناك كثير من الأطفال أصحاء وغير مرضى، ويعيش هنا بالقرية أبناء أصحاء برفقة ذويهم المرضى دون أن يحدث لهم عدوى أو أى شىء آخر، فهم يؤمنون أنّ المرض لا يصيب إلّا من يتشاءم منه لكنّهم جميعّا أصحاء ومرضى يتعاملون معه طبيعيا ويحثون أطفالهم على هذا الأمر، ليكسر الواقع حاجز الخوف لكنهم أيضّا ما زالوا مقتنعين بتلك الفكرة ولن يتم تغييرها مطلقّا، فمعاناة هؤلاء الحقيقية تكمن فى المجتمع قبل كل شىء.
مدير المدرسة الوحيدة: مدرسان اثنان فقط معى على 300 طالب.. والباقى يهربون
مدير مدرسة الأمل الابتدائية، بمنطقة عبد المنعم رياض، التابعة لمدينة أبو زعبل بمحافظة القليوبية، والذى كشف عن حقيقة عدم وجود مدرسين مطلقّا بالمدرسة، فقال إن المدرسة المتواجدة بالقرب من عزبة الصفيح والتى يعيش بها مرضى الجزام، تعانى من نقص شديد بالمعلمين، وبالرغم من تقديم الكثير من الطلبات للبحث عن حلول لتلك المشكلة؛ إلّا أنّه وفى كل مرة تعمل الوزارة على الحل لكن بلا فائدة، فالمدرسون أنفسهم إمّا خائفين من عدوى مرض الجزام، أو بسبب بعد المسافة، فالعزبة تبعد مسافات طويلة عن أقرب مدينة لها.
5سنوات مرت على افتتاح المدرسة أبوابها، وبها ما يقرب من 300 طالب، فهى تتكون من 6 فصول للمرحلة الابتدائية، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ المدرسة لا يوجد بها سوى 3 مدرسين فقط من ضمنهم المدير وأنّ طاقتها الحقيقية تفترض أن تكون 11 مدرسّا، وبالرغم أيضّا من أنّه مدير المدرسة إلّا أنّه يقوم بأفعال ومهام عديدة، فيعمل كمدرس ومشرف وعامل وأمين مخازن، ويحاول برفقة اثنين من المدرسين أن يقوموا بجهد واسع من أجل حصول الطلاب على مادة علمية
.
ويخالف رأى مدير المدرسة أولياء الأمور بالعزبة، فردّا على حديثه، ذكروا أنّه لا يحاول السير ولو خطوة واحدة تجاه حل تلك الكارثة، فأبنائهم الصغار يظلون بداخل حوش المدرسة حتى ميعاد انتهاء اليوم الدراسى، ويعملون على تفادى تلك الكارثة بالدروس الخصوصية، ولأنّ حال الكثيرين منهم لا يسمح بتلك الأمور ففضلوا حرمانهم من التعليم نهائيّ
ا.
المدير مرة أخرى قال إنّ إدارة التربية والتعليم، عملت على حل تلك المشكلة، فبدأت بندب مدرس للغة الإنجليزية لمدة يومين فقط فى الأسبوع يدرس حصصه، ويغادر، إلا أن عدم تواجده بشكل مستمر فى المدرسة يسبب أزمة أكبر ولذلك فالعجز قائم حتى الآن، وعلى حد قوله فقد حرص على تقديم أكثر من 6 مذكرات لوزارة التربية والتعليم منذ بدء الدراسة لتوضيح الوضع العام للمدرسة، وحل المشكلة، لكن دون جدوى
.
«أنا عايز أقابل وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، علشان أوصَّل له وضع المدرسة الكارثى».. المدرسة افتتحت منذ 5 سنوات كما علمنا، واستلمها المدير بمفرده، وظلّ يعمل بها لشهور أيضًا بمفرده، حتى جاءه اثنان من المدرسين، لكن ما زالت مدرسة الأمل، التى يدرس فيها أبناء مرضى الجزام، بلا سكرتير ولا أمين توريدات ولا نبطشى ولا مدرسين، فهو بصفته مدير المدرسة تحمل مسئولية جميع تلك الأمور، وعمل فى كافة تلك الوظائف
.
وبحسب ما أوضحه مدير المدرسة، لم يشكُ من أى شىء، إلا أنه لم يتمكن من تعليم الطلاب بطريقة صحيحة، حيث لم يستطع متابعة كل الفصول فى كافة المواد، وبالتالى هم لا يستوعبون بالشكل المطلوب.
وكيل «التعليم» بالقليوبية: لا شكاوى لدينا.. وعدم وجود معلمين أمر مستحيل
وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة القليوبية، طه عجلان، كان له حديث حول مدرسة الأمل المتواجدة بمنطقة عبد المنعم رياض بأبو زعبل، حيث قال إنّه لا توجد مدرسة ليس بها معلمون، فالأمر مستحيل
.
ورفض- فى بداية حديثه- القبول بتلك المعلومة التى قالها مدير المدرسة، فكيف لمدرسة أن تشتمل على 3 معلمين فقط يقومون على العملية التعليمية لما يقرب من 300 طالب، مؤكدّا عدم ورود شكاوى إليه من أهل العزبة أو حتى من مدير المدرسة، الأمر الذى بدوره يناقض حديث الأهالى ومدير المدرسة والذين أكدّوا تقدّمهم بعدد كبير من الشكاوى للمسئولين بوزارة التربية والتعليم بالمحافظة لكن لم ينظر إليها أحد، الأمر الذى يهدد مستقبل أبناءهم الطلاب بشكل كارثى
.
وتابع وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة القليوبية، أنّ الكثير يرهبون من مرض الجذام خاصة وأنّ عدواه تنتشر فور ملامسة الشخص المريض؛ لذلك يخشى البعض من الذهاب إلى تلك المنطقة، مما يجعلنا نواجه صعوبة بالغة فى إقناعهم بالذهاب
.
وأوضح أنّه بالتأكيد سيعمل على إيجاد حل لتلك المشكلة الكارثية، فلا يمكن أن تتواجد مدرسة بها 3 مدرسين فقط من بينهم المدير، فالطلاب من حقهم الحصول على التعليم، وخلال الأيام المقبلة سيتم النظر والتحرى عن هذا الأمر، وبالتأكيد سيكون هناك حل لتلك المشكلة فى أسرع وقت حال تواجدها.
نائب الدائرة: الناس بتخاف تقرب من المكان.. والمشكلات صعب تتحل
«مستعمرة الجزام وعزبة الصفيح المجاورة لها بأبو زعبل خالية تمامًا من الخدمات».. هكذا بدأ النائب حسين عمر حسنين، عن دائرة أبو زعبل حديثه، فقال إنّ مستعمرة الجذام تعد من أسوأ المستشفيات المعالجة للمرض فى العالم بأكمله؛ لانعدام الخدمات بها، الأمر الذى دفعه إلى تقديم طلب إحاطة موجه لرئيس الوزراء عن مستشفى الجزام والمنطقة المحيطة بها.
وأشار النائب إلى أنّه لا توجد أى استجابة من الوزارات المعنية وتحديدّا وزارة التضامن، والتى تقدّم لها عدد من الطلبات للقيام بعملية التطوير الخاص بمستعمرة الجزام والمنطقة المحيطة بها، حيث إن حال العزبة يعتبر هو نفس حال العزب المجاورة لها فى مركز الخانكة.
وأكد أن مرض الجزام يعد من الأمراض المعدية؛ مما يدفع الناس إلى النفور من التواجد معهم، خوفًا من الحالات المعدية، حيث أنه يصيب الأطراف أولًا، فينتقل بالسلام باليد.
وبالرغم من وجود عدد من التقارير التى أثبتت أنّ المرض غير معد إلّا فى حالات التواصل المتكرر وبأمور معينة؛ لكن النائب هو الآخر أصرّ على أنّ المرض معد؛ لذا يخاف الكثيرون الاقتراب من العزبة، ولذلك فهى تفتقر للخدمات.
وتابع أن العزبة لم تفتقر للخدمات الصحية والمعيشية فقط، بل ووصل الحال بها إلى افتقارهم لخدمة التعليم، وبالرغم من أنّ النائب البرلمانى يعد من ضمن المسئولين الأساسيين عن القرية، فكان من أبسط الأمور معرفته بأنّ المدرسة المتواجدة بها لا يوجد بداخلها سوى 3 مدرسين فقط، لكنّه بررّ هذا الأمر بأنّ المرض يحول دون ذهاب الكثيرين لهذا المكان، وعلى حد قوله فلا يمكن أن نُحمل وزارة التربية والتعليم المسئولية، خاصة وأنّها بالفعل من الممكن أن ترسل مدرسين، لكنهم يرفضون القدوم بدعوى أنّ المرض معد، ولا يمكن التعامل مع أهل العزبة، لذا فالحل صعب.
وكررّ النائب مرة ثانية أنّ المشكلة ليست فى عزبة الصفيح فقط أو كما يُطلق عليها عزبة الجزام، لكن هناك كثيرا من المشكلات فى تلك المنطقة، ونعمل على حلّها لكننّا سنحتاج إلى وقت طويل خاصة فى التعامل مع حل مشكلات الجذام لصعوبتها البالغة.
أستاذ أمراض جلدية: المرض معدٍ حال التلامس المباشر فقط.. والتأخر فى العلاج يجعله مزمنا
الدكتور محمد العابد، أستاذ الأمراض الجلدية، كان له حديث عن مرض الجذام، فذكر أنّ المرض يأتى عن طريق بكتيريا تصيب الأعصاب والحبل الشوكى فى الأصل، وتظهر على الأطراف والجلد، وتنتقل فى بعض الحالات عن طريق الاختلاط بالمريض بطريقة مباشرة، لكن ملامسة المرضى والاختلاط معهم بطريقة غير مباشرة؛ لا يمكن أن تنقل المرض فيما بينهم.
وأضاف أستاذ الأمراض الجلدية، أن الجذام مرض يبدأ من النخاع الشوكى حتى يظهر على الجلد؛ فيحدث تشوها عن طريق بروز ملحوظ فى الجلد، ويشفى المريض؛ لو تلقى العلاج فى بداية مرضه، وكلما تأخر؛ صعب علاجه، وبات مرضا مزمنا لا يشفى منه أبدًا.
وأشار أستاذ أمراض الجلدية، الدكتور محمد العابد، إلى أن الجذام مرض قديم، وهناك حالتان من الجذام "الأولى" يتم شفاؤها خلال 6 أشهر، والأخرى تطول مدة العلاج، ولو تأخر المريض؛ لا يمكن أن يشفى نهائيًا منه، ويعيش ملازما له طوال حياته.
محمود فؤاد: إمكاناتنا محدودة لمساعدة المصابين والأهالى.. والدور الأكبر على الحكومة
الدكتور محمود فؤاد، عضو مركز الحق فى الدواء، وأحد المدافعين عن مرضى الجذام، والمطالبين بحصولهم على كافة الخدمات المستحقة لهم كأبسط حق للحياة الآدمية، أوضح أنهم منذ فترة حاولوا إنشاء لجنة تختص بمرضى الجذام وتكون مسئولة عن مشكلاتهم وتوفير الخدمات لهم ومساعدتهم فى المعيشة والعلاج، ولكن لم تنل هذه الفكرة تشجيع أحد، خاصة من منظمات المجتمع المدنى، والتى كان من الممكن أن يكون لها دور رائد وأساسى فى هذا الأمر، فقروا تطوير الأمر من خلال التواصل مع مسئول أو شخصية عامة يترأس تلك اللجنة لكن لم ينجح الأمر أيضًا.
الغريب فى الأمر أنّ البعض يحاولون الابتعاد عن هذا الأمر معتقدين أنّ العدوى تنتقل بسهولة، لكن هذا الفهم خاطئ فهناك أشخاص يساعدون المرضى ويذهبون إلى المستعمرة ولم ينتقل المرض إليهم، وهذا الفهم المنتشر به نسبة خطأ كبيرة، لكن الآن فالحديث عن البحث عن حلول للمشكلات التى يعيشون بها، حياتهم غير الآدمية ونقص الخدمات، وسوء المعيشة بالكامل، يحتاج إلى الوقوف والبحث عن مساندتهم، لكن هذا الأمر لن يقتصر فقط على منظمات المجتمع المدنى أو الجمعيات الخيرية، التى تحاول المساعدة فى إيجاد حلول للمشكلات لكن الحل الأكبر فى أيدى مسئولى الحكومة.
وبحسب حديث عضو مركز الحق فى الدواء، فإنّ الدولة عليها أن تقوم بعمل بحث اجتماعى على تلك الحالات والسير فى طريق الإجراءات التى تحميهم وتوفر لهم أبسط سبل الحياة من معاش اجتماعى وغيره، موضحّا أنّ الدولة تستطيع أن تفعل الكثير لهؤلاء خاصة وأنّ أعدادهم ليست كبيرة بالحجم الذى تؤرق فيه ميزانية الدولة، فهناك العديد من الأفكار والمقترحات لحل تلك المشكلة لكن قبل طرحها يجب أن يكون هناك وعد من الدولة أنّها ستعمل على تنفيذ تلك الأفكار، وحينها سيتم طرحها وسيتعاون الكثيرون مع الحكومة.
وأشار الدكتور محمود فؤاد إلى أن هذا الملف بالغ الخطورة، وللأسف لا يلقى الكثير نظرة عليه، بالرغم من كونه يحتاج لاهتمام واسع وكبير نظرّا لأهميته، وسننتظر خلال الأيام المقبلة، عسى أن يُفتح ملف مرضى الجذام مرة ثانية، والسير فى طريق إيجاد الحلول الواقعية لهؤلاء المرضى سواء بداخل المستعمرة أو خارجها ممن يقيمون بالعزبة.
طبيب متخصص: الداء له عدة مراحل.. ووزارة الصحة سبب فى «طفشان» الأطباء
قال مصطفى صقر، طبيب جلدية متخصص فى علاج مرض الجذام، إنه مرض يصيب الجلد والأعصاب حتى يصل إلى الأطراف فيعمل على تخديرها مع بعض التشوهات الظاهرة بالعين، ويسمى بـ"باسيل الجذام" وينتقل المرض عن طريق العدوى بالأنف، وتتراوح مدة العلاج بين سنة إلى 5 سنوات.
وأضاف "صقر" أن مستعمرة الجذام تعتبر الموطن الأساسى لمرضى الجذام؛ لما يقابلهم من مضايقات عند الخروج، سواء بالكلام أو نظرات الاشمئزاز، فأصبحت ملجأهم الوحيد، فأغلب المواطنين لا يعلمون حقيقة مرض الجذام ويأخذونه على أساس أنه مرض معد فقط ولا يتطرقون للجانب الآخر منه، وهو أن الجذام ينقسم إلى مراحل متتابعة، منها ما يلى:
المرحلة الأولى.. وأعراضها تعد أكثر خطورة لأنها تبدأ بظهور بقع وتصبغات جلدية حتى يصل إلى ضعف العضلات والأطراف ويصل إلى الأعضاء التناسلية والأنف، ويعد فى المرتبة الأولى من العدوى.
المرحلة الثانية.. تعد أخف من المرحلة الأولى فهى تظهر على شكل بقع داكنة على الجلد وأخف ألمًا وتعمل على تخدير خفيف فى الأعصاب، وتأتى فى المرتبة الثانية من العدوى.
وأشار طبيب الجلدية، إلى هروب الكثير من الأطباء والممرضات من المستشفى لعدة أسباب؛ منها بُعد المسافة وعدم توفير وسائل مواصلات آمنة، والخوف من العدوى فى ظل عدم توفير الوزارة لهم بدل للعدوى؛ مما يعود على المريض بالسلب صحيًا ومعنويًا، والذى يعانى من فقر الخدمات وقلة الرعاية.
وناشد وزارة الصحة بضرورة التعاون مع منظمات المجتمع المدنى لجمع التبرعات لتطوير المستشفى وتوفير أطباء معالجين بها لتقديم الرعاية الكاملة للمريض وتوفير العلاج اللازم له.
موضوعات متعلقة
الموت مرّ من هنا.. المرضى يرافقون الإيدز في المنيرة: «خليها على الله»
المشروع الألماني.. مسلسل فساد «مستثمر أجنبي» لتشريد عشرات المصريين (تحقيق)