من المسئول عن تجديد الخطاب الدينى؟

الخميس 16 اغسطس 2018 | 12:01 صباحاً
كتب : محمد جمال-محمد بلل

 يسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى جاهدًا لضبط سير الأمور فى الدولة، الملقاة إدارة شؤونها على عاتقه، حيث يرى أن الفترة الأخيرة شهدت اضطرابًا واضحا على الصعيد الاجتماعى، حيث إننا لا نكاد نستيقظ صباحًا إلا على خبر انتحار تحت عجلات المترو، أو قتل امرأة زوجها، أو إعدام أب لأبنائه، فضلًا عن موضة الإلحاد..

 

ويرى الرئيس أن غياب الدور التوعوى لرجال الدين، أو عدم سلوكهم للطريق الملائم فى التأثير على المواطنين، له دور كبير فى ذلك. مواكبة العصر لم يأُل الرئيس جهدًا فى مناشدة رجال الدين من أجل ضرورة تجديد الخطاب الدينى، لكى يتماشى مع ظواهر ومقتضيات وضرورات القرن الحادى والعشرين، واستغل فى ذلك المؤتمر السادس للشباب، الذى انعقد بجامعة القاهرة السبت قبل الماضى، ليلقى اللوم على المؤسسات الدينية فى مصر لعدم اكتراثها لمدى أهمية تجديد الخطاب الدينى، وذلك لما لرجال الدين من تأثير على المواطنين على مدار العصور.

وحملت رسالة اللوم، الكثير من مشاعر الحزن والأسى، والذى تفسره العبارة التى تشدق بها الرئيس وهى: "إنتوا خايفين من إصلاح الخطاب إنه يضيع الدين؟ هو اللى إنتوا فيه ده، فى أكتر منه، واللى منها الإلحاد، إنتوا عاوزين أكتر من كده؟". وتساءل الرئيس خلال المؤتمر السادس للشباب: "الخالق العظيم منزل أديان تهد الدنيا، معقول، إنتوا عاوزين تعملوا إصلاح لخطاب دينى؟ ولا خايفين لنضيع الدين؟ أنا قولت الكلام ده كتير، ولا إنتوا عاوزين تتكلموا عن قيم أخلاقية، وإنتوا مستعدين تقبلوا سلوكيات لا تليق فى السنيما والتليفزيون والمسرح، وبعدين تقولوا ده إبداع وحرية إبداع، فيه خيط رفيع بينهم". وهذه لم تكن المرة الأولى التى يتحدث فيها السيسى عن الخطر المحدق ليس فقط بالدولة المصرية، ولا العالم العربى، بل فى العالم أجمع لا سيما بعد ظهور الجماعات التكفيرية المستشرية فى كل أنحاء الأرض، التى تزهق أرواح الأبرياء باسم الدين، وهو منهم براء، حيث بدأها الرئيس فى الأول من يناير 2015، حينما وقف فى الاحتفال بليلة القدر ليدعو مؤسسات الدولة الدينية، ممثلة فى مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، لضرورة تجديد الخطاب الدينى، مطالبًا بأن يكون هناك فهم حقيقى لكتاب الله، بما يتناسب مع العصر، وعدم الاكتفاء بحفظه فقط، ثم توالت نداءاته بضرورة تجديد الخطاب الدينى لتتجاوز الـ30 دعوة، دون أى استجابة حقيقية. إصدارات عديدة وعلى الرغم من نداءات الرئيس المتكررة فى ذلك الشأن، إضافة إلى صدور عشرات الكتب فى هذا الشأن، حتى إن العام الأخير وحده شهد تأليف إصدارات متعددة من دور النشر المختلفة الحكومية منها والخاصة، إلا أن المؤسسات الثقافية يبدو أنها لم تهتم بتبنى تلك الإصدارات، لخلق حالة مجتمعية تعمل على تغيير الأفكار والسلوكيات المتطرفة، وكأن تلك الإصدارات مجرد حبر على ورق، حتى ضاعت الجهود المبذولة فى خروجها للنور هباءً منثورًا.

ومن بين تلك الإصدارت كتاب للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذى صدر مطلع يناير الماضى، ضمن منشورات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بهدف تقديم خطاب عقلانى رشيد فى الفكر الدينى والمجال الثقافى والعلمى والتربوى لكسر حالة الجمود الكامنة داخل نفوس كثيرين، والانطلاق إلى فضاء أرحب وأوسع من العلم والفكر والتأمل والتدبر. كما وجه الأنظار فى الدورة الـ26 للجامعة العربية إلى ضرورة تنقيح الخطاب الدينى، قائلًا: "نحن فى أمس الحاجةِ لتنقيةِ الخطابِ الدينى من شوائبِ التعصبِ والتطرفِ والغُلُوِّ والتشدُّد".

تجاهل الموضوع وبعد كل هذه الجهود، إلا أن المؤسسات الدينية تركت الملف دون تحرك ملموس مكتفيةً بإطلاق مركز للرصد والفتوى الإلكترونية، وانطلاقة جديدة للبوابة الإلكترونية للأزهر، لتُواكب أحدث التطوُّرات التكنولوجية وبتصميمات جاذبة من شأنها تسهيل عملية التصفح، تاركين مناهج الأزهر التى تحتاج للتقنيح من أجل مواكبة الوسطية، وكذلك تنقيح التراث الذى يحمل مراجع فقهية للتيارات التكفيرية، إضافة إلى مواجهة خطر الزوايا، والتصدى لفتاوى التكفير والعنف.

الجهة المنوط بها التجديد

الازهر هو الجهة الرسمية المنوط بها تجديد الخطاب الدينى، هكذا صرح الشيخ أشرف سعد محمود، العالم الأزهرى، والداعية الإسلامى، مضيفًا أن المشيخة تمتلك من الإمكانيات والقامات العلمية الكبيرة ما يتيح لها القيام بذلك.

وأضاف «سعد» أن الأزهر الشريف يقوم بدور كبير لتجديد الخطاب الدينى بشكل موسع، لكن ذلك لا يكفى فى العصر الحالى، موضحًا أن الدولة تحتاج إلى مزيد من الجهد من قبل علماء الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة -لدى العامة- عن الدين الإسلامى. وأشار «سعد» إلى أنه ينبغى بذل المزيد من الجهد لتصحيح مسار الدعوة الإسلامية، وتعديل سلوك الأفراد، عن طريق الموعظة السليمة، لافتًا إلى أن الأزهر يقوم بما فى وسعه لذلك، ولكن الأمر ليس هينًا، بل يحتاج إلى عمل شاق ومكثف لتحقيق المراد من وراء تجديد الخطاب الدينى.

ولفت الداعية الإسلامى، إلى أن الأزهر يمتلك جهات متعددة مثل دار الافتاء، التى يقوم عليها الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، والمختصة بإصدار الفتاوى، إضافة إلى الأوقاف، المختصة بالدعوة والخطابة، حيث تعمل هاتان الجهتان بجَدٍّ لتحسن مسار الدعوة، مردفًا أن الجماعات والتيارات الإسلامية متعددة، وهو ما يصعب فكرة الشمولية فى تجديد الخطاب الدينى.

الأزهر يحاول

وقال سعد، إن الازهر يفعل ما فى وسعه لتجديد الخطاب الدينى، إلا أن ما يقوم به مع الجهات المختصة بالتجديد، ليس كافيا فى هذه المرحلة، لتعدد المتلقى لهذا الخطاب من سلفى وغيره، وهو أمر له سنوات طويلة، ويتنامى فى المجتمع المصرى، ويمد جذوره ويبث المفاهيم الخاطئة عند الناس، حتى تشوه الخطاب الدينى، متابعًا: "لم نلتفت إلى ذلك إلا عندما حصل صدام وخيانة للوطن وإسالة للدماء ومحاولة لهدم الدولة".

وصرح «سعد» بأن الدولة بما فيها من حكام وجهات مختصة بالخطاب الدينى لم تعط لتلك الظاهرة حقها فى التعامل مع التطرف وانتشار الإخوان والجماعات المتطرفة، لافتًا إلى أن تلك المؤسسات المنوط بها تجديد الخطاب الدينى، لو كان رصيدها صفرًا فى المجتمع ولا يوجد لها تأثير على الناس؛ لتدمر المجتمع بكامله.

وأكد «سعد» أن المؤسسات الدينية فطنت لتلك المحاولات العدوانية لهدم الدولة، عن طريق اتخاذ الدين سبيلا لذلك، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات المتطرفة لم تتمكن من السيطرة إلا على فئة قليلة من المجتمع، وهى الفئة التى انصاعت للفكر المتطرف الهدام والمعادى للدولة، مطالبًا ببذل المزيد من الجهد للقضاء على تلك الأفكار من المجتمع المصرى والإسلامى. وأردف الشيخ الأزهرى، أن تلك الجماعات تمتلك العديد من الأموال والقنوات التليفزيونية الخاصة والأفراد التابعين لها، إلى جانب امتلاكهم العديد من المنابر والمؤسسات ينشرون من خلالها فكرهم للناس، مضيفًا أنه علىى الرغم من امتلاكهم كل تلك الوسائل فهم لم يصلوا إلى غالبية الشعب، بل توصلوا إلى فئة قليلة جدًا، مؤكدًا أن تلك الجماعات لو استطاعت الوصول لغالبية الشعب؛ لتحولت مصر إلى دولة مثل سوريا أو العراق، تعج بالفوضى والنزاع الدينى.

مؤسسة وسطية

وأشار «سعد» إلى أن المؤسسة الدينية هى مؤسسة وسطية تدعو إلى بث التسامح والعفو والرحمة بين الناس، مضيفًا أن الشعب المصرى بطبعه متسامح ويحب العفو وينبذ العنف. وأوضح، أن المؤسسة الأزهرية ليست وليدة اليوم، لكنها نشأت فى القرن السابع الهجرى، وتحديدًا سنة 675 هجريًا بعدما أعاد الظاهر بيبرس فتح الأزهر كمؤسسة دينية، مشيرًا إلى أن الأزهر يعد سببا قويا فى نشأة روح التسامح المتأصلة فى الشعب المصرى، وهو ما جعل الشعب بطبعه نابذًا للعنف، حيث لم يستجب لفكر الجماعات الإرهابية المتطرفة سوى قلة قليلة تقارب الـ500 ألف شخص، فى حين أن تعداد الشعب تجاوز الـ104 ملايين نسمة فى الداخل والخارج، أى أنها نسبة صفرية لا تقارن بتعداد الشعب المهول، وهو ما يبرز معنى التسامح والود الذى يتحلى به المصريون.

آليات التجديد

وتابع أن هناك العديد من الآليات التى يجب اتباعها لتجديد الخطاب الدينى، يأتى على رأسها، فهم طبيعة وسائل الاتصال الحديثة، مضيفًا أن فى مقدمة تلك الوسائل الاهتمام بالإعلام والسوشيال ميديا.

وطالب «سعد» بضرورة وجود قناة خاصة بالأزهر يقوم من خلالها ببث أفكاره ومناهجه الدينية، مؤكدًا أن الأزهر ليس عاجزًا عن هذا، ومن المفترض أن يتم ذلك لنشر صحيح الدين. وأردف «سعد» أن الأمر كذلك لا بد أن يتطرق إلى مواقع التواصل الاجتماعى، لافتًا إلى أن مرصد الأزهر يقوم بدور كبير، لكننا نحتاج إلى المزيد من العمل والتوغل فى "السوشيال ميديا" للتواصل مع الشباب الصغير وطلاب الجامعات، الذين يعتقدون أن مشايخ الدين هم عبارة عن طلاسم وأسرار غير مفهومة، مشددًا بضرورة وجود انفتاح فى الجامعات وفى مراكز الشباب وفى الأندية، لتوعية الشباب بدورهم وشرح الأمور الدينية لهم.

وأوضح الداعية الإسلامى، أن ذلك سيعمل على حماية الشباب من الجماعات والأفكار المتطرفة، إضافة إلى حمايتهم من الإلحاد، مؤكدًا أن الوصول للشباب أمر ضرورى لا بد من مراعاته. ووجه الشيخ الأزهرى، الشكر للقوات المسلحة المصرية لما تقوم به من محاربة للجماعات التكفيرية والمتطرفة، والتى كانت ستودى بمصر إلى حافة الهاوية، لافتًا إلى أن إرادة الشعب كذلك كان لها دور كبير، وهو ما جعل الرئيس عبد الفتاح السيسى يطلب تفويضًا من المصريين لدحر الإرهاب. ت

وصيل فكر سليم

وعلى صعيد آخر، أوضحت النائبة نعمت قمر، أن المؤسسات الدينية برمتها تعانى من نقص فى كيفية توصيل الفكر السليم للناس، لافتةً إلى أن الأزهر والمؤسسات الدينية تقوم بدور كبير فى ذلك، لكنه ليس فعال بالقدر المأمول والمرجو منه.

وأشارت «قمر» إلى أنه لا يمكن تحميل الأزهر جميع السلبيات فى عدم الوصول إلى النسبة المطلوبة فى تغيير مفاهيم الناس، مؤكدةً أن الشعب المتلقى عليه دور كبير فى تقبل تلك الفتاوى وتغيير فكره، فبعض الناس يعرضون عن الاستماع للشيوخ ويتجنبون الفتوى.

وأردفت عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن الجميع يأمل فى تبيان حقيقة الدين الإسلامى الوسطى والسمح، الذى يدعوا الناس للود والتقارب ونبذ العنف، مشيرةً إلى أن ذلك سيتحقق ما إذا تضاعف الجهد المبذول من قبل المختصين بالأمر، وهو الازهر والجهات التابعة له مثل دار الافتاء ووزارة اﻻوقاف المصرية. ا

لأزهر معنى بالتجديد

وفى سياق متصل، قالت النائبة نعمت قمر، عضو لجنة الشئون الدينية واﻻوقاف بمجلس النواب، إن الازهر والمؤسسات التابعة له هى المنوط بها تجديد الخطاب الديني، مطالبة بضرورة القيام بذلك للتصدى للأفكار العدوانية المتطرفة.

وأوضحت «قمر» أن اللجنة الدينية بالبرلمان ليس لها أى دور فى ذلك سوى الدور التشريعى ومراجعة القوانين أو الاحكام دون فرض حكم أو أمر معين على تلك المؤسسات، لافتةً إلى أن اللجنة تناشد بذلك منذ فترة كبيرة، ولعل الوقت حان لتفادى أخطاء الماضى وتحسين صورة الاسلام وإبراز صحيح مبادئه وقيمه.

ومن جانبها، أشارت النائبة نعمت قمر، إلى ضرورة السير فى كافة السبل المؤدية إلى الناس، موضحةً أن من أهم تلك الطرق هى المنابر واﻻعلام والوسائل الحديثة لدى الشباب من إنترنت وغيرها.

وشددت «قمر» على ضرورة العمل على خروج نتاج دينى صحيح إلى الناس عن طريق انتقاء مشايخ أكفاء لذلك، إضافة إلى إختيار الموضوعات الدينية الهامة والغامضة على الناس لشرحها لهم عبر شاشات التلفاز، مضيفةً أن الجميع يقدسون علماء الدين لما يرون فيهم من قامات علمية كبيرة، ولابد من استغلال ذلك لشرح صحيح الدين الاسلامى ونبذ العنف والتطرف ونشر روح الاخاء والود بين اطياف وفئات الشعب المصري.

وأضافت عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن الدور الكبير يجب أن يكون متوجهًا صوب الشباب، حيث أنه ينبغى أن يتغلغل الدين فى أوساط وسائل التواصل الاجتماعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى البعض والرد على المشككين فى الدين، موضحةً أن توعية الشباب بأمور دينهم هو الهدف الرئيسى لحمايتهم من الافكار الهدامة التى تريد الخراب لهذا الدين وتريد القضاء على الدولة من خلال تجنيد الشباب وتغيير أفكارهم. مطالَبة بالاجتهاد

وفى المقابل، طالبت فريدة الشوباشي، الكاتبة الصحفية، بضرورة أن يكون الخطاب الدينى مواكبا لظروف ومتطلبات العصر الذى يعيش فيه المواطن.

وضربت الشوباشى مثالا إيضاحيًا قائلةً فيه:" إن الكتب الواردة عن الفقهاء القدامي، غير مذكور فيها شرعية استخدام التكنولوجيا والأنترنت، وأن المستجدات التى تطرأ على كل عصر، تسوق علماءه وفقهاءه إلى الإجتهاد، والذين هم متواجدون من أجله، ذاكرةً حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-:" أنتم أعلم بشؤون دنياكم".

وأوضحت الشوباشى أن فقهاء القرن الحادى والعشرين ليسوا أقل ذكاء ولا علمًا من فقهاء القرنين السادس والسابع الميلاديين، كى يتوقفوا عند حد الأخذ بمؤلفاتهم وإجتهادهم، مجزمةً بأن قصر الإجتهاد على شخص بعينه منافٍ لكل من التطور والمنطق، معللةً ذلك بأن التقدم قائم على ما يضيفه الخَلَف لما خلَّفَهُ السَّلَف، كما أن كل عصر له ظروف وتطرأ عليه مستجدات غير العصور الأخرى السالفة، والأمر نفسه بالنسبة للعصور التى تعقبه.

وظيفة الخطاب الديني

وأضافت الكاتبة الصحفية أن وظيفة الخطاب الدينى هى البحث والتفتيش فى مشكلات المواطنين فى ظل العصر المتواجدين فيه، ثم العكوف على حلها، لافتةً إلى أن العلماء والمثقفين فى العصر الذى نعيش فيه، هم أدرى الناس بظروفه ومتطلباته، مشددةً على أهمية مواكبة الحداثة والتطور حتى نساير غيرنا من الأمم ولا نكون فى ذيلها. وأكدت فريدة الشوباشى أن مهمة تجديد وتنقيح الخطاب الديني، ليست قاصرة على جهة أو أشخاص بعينهم، وأن كل من يدب فيه النّفَس على هذه الأرض يقع على عاتقه السعى من أجل تجديد الخطاب الديني، مبينًة أن الدين ليس حكرًا على أحد، وأن "الكهنوتية" ليست من تعاليم الإسلام الدين الوسطى المبنى على المشورة.

ونوهت الصحفية بأن آليات ومعايير تجديد الخطاب الدينى تنبُع من صِدق نوايا الإنسان فيما يسعى من أجله، وأنه يبغى بالفعل تصحيح الخطأ الذى يمكن أن يثار، وتتناقله أفواه العامة، بسب اللبس الذى يعترى بعض المسائل، والذى يمكن له أن يولد فتنة بين الناس، مشيرة إلى أن تجديد الخطاب الدينى هو أمر إلهي.

واختتمت الشوباشي، حديثها، قائلةً: "آمل أن أجد لكل تساؤل يطرأ على العلوم المستجدة والانطلاقة التكنولوجيا المتدفقة، إجابة، مؤكدة أن ثمة الكثيرين من جموع المتحدثين فى الأمور الدينية لا يعنون جزئيات كثيرة منها". وناشدت بضرورة معاملة العلوم الدينية والفقهية، معاملة العلوم الطبية، والهندسية، والفلكية، من حيث عدم السماح للخوض فيها من غير المتخصصين والمعنيين به، راجيةً ضرورة تعمير وبناء الدولة من أجل إنتاج قوتنا اليومى، كى لا يتحكم فى أمورنا الغرباء.

اقرأ أيضا