"المواطن المصرى هو البطل الحقيقي، الذى خاض معركتى البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجردًا وتحمل كلفة الإصلاحات الإقتصادية لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة"، هذا ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي على صفحته الشخصية منذ بداية العام، لاهتمامه بالإنسان ولسعيه لتحقيق الحياة الكريمة من خلال إطلاق مبادرته الرائعة "حياة كريمة" التي انطلقت بسرعة البرق منذ إعلانها في جميع الاتجاهات.
وبدأت جميع مؤسسات وأجهزة الدولة لإنجاح هذه المبادرة، من خلال التنسيق بين منظمات المجتمع المدني من أجل تحقيق الهدف المطلوب، وكان على رأسها وزارة التضامن الاجتماعي، التي قامت بتحديد بيانات الأسر المستحقة والأكثر فقرًا والأكثر احتياجًا ووضعها ضمن برنامج سكن كريم، وحماية المشردين والأطفال بلا مأوى من موجة الشتاء الباردة وتحقيق حياة آدمية لهم.
قامت الوزارة بتشكيل فرق عمل مشتركة من برنامج أطفال بلا مأوى، وفريق التدخل السريع لتوفير الرعاية اللازمة والمساعدة للمواطنين الذين فقدوا المأوى، حيث تجوب فرق التدخل السريع محافظات الجمهورية المختلفة بحثاً عن هؤلاء المواطنين، وقد بلغ إجمالي الحالات التي تم التعامل معها منذ بدء العمل وحتى الآن 2777 حالة مشردًا وأطفال بلا مأوى.
وتصدرت محافظة القاهرة عدد الحالات التي تم التعامل معها حيث تم التعامل معها، يليها محافظة الجيزة في عدد الحالات التي تم التعامل معها.
وتتنوع أنواع التدخلات التي تقدم من الفريق إلى المواطنين ما بين الإيداع بأحد دور الرعاية التابعة للوزارة للحصول على الرعاية اللازمة، بالإضافة إلى توزيع وجبات ساخنة وبطاطين للحالات التي ترفض الاستجابة.
ويتلقى الفريق البلاغات عن حالات المواطنين والأطفال بلا مأوى على رقم الخط الساخن ١٦٤٣٩ و ١٦٥٢٨ كذلك على رقم ٠١٠٩٥٣٦٨١١١، أو من خلال ما يتم رصده عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال محمد يوسف، رئيس فريق التدخل السريع، إن الحالات التي ترفض الإيواء بدور الرعاية يتم تقديم الوجبات الساخنة لهم، ويحاول الفريق إقناعهم للذهاب معهم، مؤكدين لهم أن الخدمة التي تقدمها الدار جيدة.
وأوضح"يوسف" أنه رغم صعوبة وبرودة الجو يتجول الفريق بجميع المناطق، كما يتلقي الخط الساخن، إتصالات عديدة من المواطنين بشأن الأماكن التي يتواجد فيها المشردين، وعلى الفور يتم الاستجابة لهم.
من ناحية أخرى، يتجول فريق أطفال بلا مأوى بأتوبيساته المتنقلة في جميع الأحياء، المجهزة بأحدث الأجهزة التكنولوجيا؛ لإنقاذ الأطفال من الشوارع؛ تنفيذًا لمبادرة "حياة كريمة" التي أعلنها الرئيس.
جدير بالذكر، أنه في الوقت التي تسعى فيه الدولة بحماية المشردين، إلا هناك الكثير منهم يرفضون الإيواء بدور الرعاية، الأمر الذي يجعل فرق الإنقاذ حائرة في التعامل معهم، لأسباب كثيرة منها التسول؛ لجمع الأموال من ورائها.
وقال المهندس علاء عبد العاطي، معاون وزيرة التضامن الاجتماعي للرعاية الاجتماعية، إن معظم المشردين يمتهنون "التسول"، ويعتبرونه مصدر رزق لهم، ويرفضون المجئ لدور الرعاية، على اعتبار أن الخدمة غير جيدة، وهذا غير صحيح، مؤكدًا أن دور الرعاية لديها أخصائيين إجتماعيين، وبها نزلاء لا يريدون ترك الدار، بسبب الرعاية الجيدة.
وأضاف عبد العاطي، أن الشرطة تلقي القبض على المتسولين في الشوارع، وبعد فترة يتم الإفراج عنهم بكفالة، ويعودوا إلى ممارسة التسول مرة أخرى.
فيما قال حازم الملاح، المتحدث الرسمي لفريق أطفال بلا مأوى، إنهم يعملون جاهدين بالتعاون مع فرق الإنقاذ وخاصة الخط الساخن بإنقاذ المتشردين، ومؤكدًا الفرق تحتار مع المشردين، لأنهم يرغبون الجلوس في الشارع، ويرفضون إيداعهم في دور الرعاية، إلا من أصبح بلا مأوى ولم يجد مكانًا يأويه من الشارع.
وأضاف الملاح، أننا لدينا سبل إقناع كثيرة لانتشال الأطفال من الشوارع، فلدينا فريق من أنجح الأخصائيين الإجتماعيين، ووسائل ترفيهية مخصصة للأطفال.
بينما قال النائب محمد أبو حامد، عضو لجنة التضامن بمجلس النواب، إن لجنة التضامن بمجلس النواب، تبحث حاليًا دراسة مشروع يمنع المشردين من النوم في الشارع، واتخاذ الشوارع سكنا لهم، وأن يكون هناك تنسيق بين الوزارات.
وأضاف "أبو حامد"، إن ظاهرة المشردين في الشوارع من الظواهر التي تثير القلق في المجتمع، فمنهم محترفي التسول في الشوارع، مؤكدًا على أن الأجهزة المعنية حاولت إيداعهم دور الرعاية لكنهم يهربون ويعتبرون التسول مهنة، و يشوهون وجه المجتمع، مشددًا على ضرورة التعامل معهم بالقانون، مع وجود عقاب رادع يمنعهم من ذلك.
وتابع قائلاً: "وزارة التضامن بالتعاون مع صندوق تحيا مصر تقوم بمعالجة أطفال الشوارع عن طريق برنامج أطفال بلا مأوى، والنوع الثانى السيدات وكبار السن الذين يعانون من مشكلات ذهنية وعقلية مثل الزهايمر وضعف الذاكرة وهؤلاء لا بد من وضعهم بدور رعاية مجهزة ومؤهلة لإستقباله، والنوع الأخر وهم المتسولون الذين يرفضون التوجه لدور الرعاية عن طريق تقديم وجبات ساخنة لهم، وأما فئة كبار السن بلا مأوى، فلا بد أن تكون لهم الأولوية في مشروعات الدولة بتوفير شقق لهم في مشروعات مثل الأسمرات".