علق الدكتور مبروك عطية، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، على انتشار حملة "خليها تعنس" و"خليك في حضن أمك" التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعى خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن الفتاة تعنس خيرًا لها أن تعاشر جاهلا أو عاجزا على الإنفاق، وأنه لا ينبغى أن تكون هكذا شكل العلاقة بين من سيصبحون أزوجًا في المستقبل.
وأشار "عطية"، إلى أنه كان ينبغى أن يطلب العريس الرفق به، وطلب الرفق هذا لا يكون بالتهديد وإنما يكون بالالتماس والزوق والرحمة، مؤكدًا أن غلاء الطريق إلى الزواج يشترك فيه الطرفان وليس الطرف العروس فقط فمن الشباب من يرفق به والد العروس وهو مصر على المغالاة بحيث يصر على إرهاق والد العروسة بأشياء تفوق طاقتهم.
وأضاف: "جميعنا مشتركون في جريمة ارتفاع تكاليف الزواج والعيش عموما من خلال تعودنا على الإسراف والتبذير وعدم التفكير في رسالة المال في الإسلام فهو بمثابة قوام الحياة وعصبها وربما بقائها وحديث القرآن عن المال حديث طويل وقد قدم المولى -عز وجل- المال على البنين في قوله "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" لأن المال هو السبب في البنين، فبه يتزوج الإنسان والزواج سبيل إلى البنين والبنات، كما أن الله تعالى قال "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله".
وأوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، أنه في السنه قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وجاء" فالقرآن والسنة حثا الشباب على الزواج، موضحًا أنه على الفقراء أن يصوموا عن الكلام عن الزواج حتى لا تهيج مشاعرهم، وأنه ليس المقصود بالصوم هنا الامتناع عن الطعام والشراب، وإنما المقصود به عدم التطرق إلى الحديث في هذا الأمر، وأن الزواج شرعه الله في الإسلام لكي يحصن به الشباب وتقوم به ذرية بها دين وخلق والناس توسعوا في التكاليف حتى ارهق بعضهم البعض وما انزل الله بذلك من سلطان.
وتابع: أنه من المفترض أن يكون الصداق شيئا رمزيا ينتفع به ولا حد لأوله ولا لآخرة وليس على والد العروس أي شيء حتى "معلقة أو شوكة" ومع ذلك رأينا أن الآباء والأمهات يرهقون أنفسهم بجهاز العروس فليس في شرع الله جهاز على العروس وإنما الجهاز هنا على الرجل الذي هو قيم على تلك المرأة يعولها ويعلمها دينها ويكون لها حصنًا منعيا من كل الفتن والله تبارك وتعالى يقول "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" أي أن المرأة ستر للرجل وهو كذلك، وعلى ذلك فلا تعنيس للأولى ولا حضن الأم للثانى وإنما التعاون على البر والتقوى وكما قال النبى -صلى الله عليه وسلم- "ارحموا ترحموا" وهناك ما لا يحصى من الأشياء ينبغي أن يستبعد مما يسمى جهاز العروس.