ولِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ، وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ، الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ، لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ، قصيدة كتبت في ميلاد خير الخلق، يوم ينتظره المسلمون في كل أرجاء العالم، ذو نكهة واحتفال خاص، يختلف هذا الاحتفال في كل بلدة عن غيرها، لكن في النهاية فيبقى السبب واحدّا.
"عروسة وحصان وأشكال متنوعة من الحلوى" قبل أيام قليلة من اليوم المنتظر، تستعد شوارع المحروسة لاستقباله، تتزين بأشكال الحلوى المختلفة، البعض تسائل عن ربط الحلوى بميلاد النبي المصطفى، العروسة والحصان سر لم يعرف عنه الكثيرين وراء ربطه بميلاد النبي، قيل أنّها عادة فاطمية وقيل أنّها مجرد اختراع للاحتفال، لكن في النهاية سيظل هذا اليوم يصدر البهجة للكثيرين.
سر العروسة والحصان
المعز لدين الله
خرجت الكثير من الأقاويل بشأن سر الاحتفال بالعروسة والحصان، فالبعض ذكر رواية بأنه قبل ما يقرب من ألف عام، وبعد دخول المعز لدين الله الفاطمي، إلى مصر وكان الاحتفال بالمولد النبوي من أهم الاحتفالات التي ازدهرت في العصر الفاطمي، فقرر المعز وجيشه انتهاز تلك الفرصة والبحث عن رمز لهذا الاحتفال فقرروا صناعة عروسة من السكر على هيئة حلوى منفوخة، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان فى خصرها وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها لتعبر عن البهجة والفرحة وحصان ليكون رمزا للعزة، وتتوفر لطبقات الشعب ، لذا اتخذها المصريون عادة وظلّ الاحتفال بها قائمّا حتى تلك اللحظة.
المصريون القدماء
التاريخ هو الآخر كان له دور في كشف هذا اللغز، فأكدت الشواهد التاريخية، على أنّ عروسة المولد تعود للعصور المصرية القديمة، حتى قبل ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدليل العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم، حتى إنه عند تجريد رأس العروسة من زينتها نجدها شبيهة بشكل الإله حتحور، ربة الحب والجمال والغناء عند أجدادنا القدماء، وحينما جاء المصريون للاحتفال بمولد النبي لم يجدوا أفضل من رمز الحب للتعبير عن حبهم وعشقهم لحبيب الخلق.
الحاكم بأمر الله
رواية أخرى ضمن روايات سر العروسة، ظهرت في عهد الحاكم بأمر الله، هذا الخليفة الذي كان يأمر بخروج إحدى زوجاته معه في يوم المولد النبوي، وكانت تتزين بأجمل الزينة وترتدي أفضل الثياب، وتسير في موكب ناصع البياض ، ترتدي تاجّا من الياسمين، ولشدة جمالها أمر الحاكم بأمر الله صناع الحلوى بصنع عروسة تشبه الأميرة زوجته، وصناعة حصان يمتطيه فارس يشبهه، أي أنّ الحصان يعبر عن الحاكم والعروسة عن زوجته.
وانتشرت العروسة والحصان في الأسواق وباتت رمزا للاحتفال بمولد النبي، حتى ذكر البعض أيضًا أن الحاكم أمر بمنع الزواج إلّا في يوم المولد تقام فيه الأفراح، وحينها قرر المصريون صناعة عروسة وجواد يرتديه فارس تعبيرا عن هذا الزواج.
الخليفة الفاطمي
رواية أخرى تختلف عن سابقيها، البعض أيضَا ذكر أنّ الخليفة الفاطمي، فكر في تشجيع جنوده لحثهم على الحرب، ففكر في صناعة عروس جميله، للجنود تكون بمثابة التشجيع لهم بأنّهم حال فوزهم في الحرب وعودتهم سالمين سيتزوجون من عرائس ذات جمال، فأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها هدايا إلى القادة المنتصرين وعامة الشعب والأطفال.
أما الحصان الحلاوه فقد اعتبره المصريون رمز الفروسية، والرجولة، وروح القتال. وكان يُصنع على شكل حصان يمتطيه فارس شاهرا سيفه، وخلفه علمه، والعلم يتغير بتغير الدول، وهو شكل يثير روح الفروسية والبطولة لدى الأطفال والكبار.