لم تمر عملية اغتيال سبعة من رجال المقاومة الفلسطينية مرور الكرام، بل وعد رفاقهم بالثأر لهم، انتهت الجنازة وعاد كل شخص إلى منزله، أمهات ثكلى فقدت فلذات أكبادها للتو، أحياء كاملة بالمدينة اتشحت بالسواد حِدادًا على خيرة شباب البلدة، الجميع في انتظار الثأر، والذي أتى سريعًا ليثبت للعالم أجمع أن المقاومة لن تصمت على موت أي من رجالها.
الغريب في الأمر أنّ ضربات المقاومة الفلسطينية تلك المرة كانت أشد عنفًا؛ حيث وقف سلاح القبة الحديدية الإسرائيلي أمام صواريخها عاجزًا، أكثر من 400 صاروخ أطلقوا من الأراضي الفلسطينية تجاه مدن الاحتلال الصهيوني، لم يمنع سلاح القبة الحديدية إلّا قلة قليلة منها، ووصل الكثير إلى داخل مدن أبناء صهيون، وكبّدها خسائر كبيرة مادية، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى، مما اعتبر البعض أنّ هذا الأمر لم يحدث منذ زمن بعيد.
منظومة القبة الحديدية
منظومة القبة الحديدية هي نظام دفاع جوي متحرك، طورته شركة رفائيل المقدمة بتمويل إسرائيلي أمريكي، الهدف منه اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والمدافع التي تطلق من مدى يتراوح بين 4 كم و70 كم، وظهر هذا النظام بعد حرب تلموز حينما أطلق حزب الله عام 2006 أكثر من 4 آلاف صاروخ "كاتيوشا"، قصيرة المدى باتجاه شمال إسرائيل، واستخدم حينها هذا السلاح للتصدي للصواريخ من قطاع غزة.
وتعتمد المنظومة على 3 مكونات؛ رصد الهدف وتعقبه ثم اعتراضه بواسطة صواريخ موجهة عن طريق الرادار، وتستطيع تلك المنظومة اعتراض الصواريخ من نوع "كاتيوشا" التي تبلغ مداها من 5 إلى 70 كم، بالإضافة إلى قدرتها على اعتراض قذائف "المورتر" في الجو.
وقدّر خبراء عسكريون إسرائيليون نسبة نجاح المنظومة في اعتراض الصواريخ التي تطلق من غزة ما بين 75% إلى 90%.
برهوم: سلاح إسرائيل وقف عاجزًا أمامنا
فوزي برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، ذكر أنّ ما حدث أمس كان مجرد ردّ بسيط من المقاومة على الجُرم الذي فعله الاحتلال، ولم يكن هذا الرد الوحيد بل ستستمر المقاومة في التصعيد وإطلاق الصواريخ للثأر لشهدائنا.
وتابع المتحدث باسم المقاومة الفلسطينية، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنّ القبة الحديدية سلاح إسرائيل التي تعتقد أنّه يقف حائلاً بين صواريخ المقاومة ومدنها، لم يفعل شيئًا ولم تكن تلك المرة الأولى التي يفشل سلاحهم في صد صواريخ المقاومة كما يتحدّث البعض، لكن الإعلام العبري كان دائمًا يصدر أنّ سلاح القبة اعترض الصواريخ حتى يضعف من قدرات المقاومة، ويبرر أيضًا عدوانه على غزة، مؤكدًا أنّ المقاومة من حقها أن تستخدم كل أدواتها وبما تقتضيه طبيعة الرد على العدوان، حتى توازن الردع وتفرض معادلاتها على العدو بما يحمي أبناء شعبنا ويدافع عنهم.
الناطق باسم حماس: المقاومة حاضرة وبقوة
ومن جانبه، قال حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس، إنّ المقاومة حاضرة دائمًا وبقوة ولن تصمت على دماء رجالها بل سيكون الثأر عنيفًا لأبناء شعبها من الاحتلال الصهيوني.
وتابع "قاسم" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنّ المعركة الأمنية والاستخبارية بين الاحتلال والمقاومة لا تتوقف؛ فهناك محاولات مستمرة لجيش الاحتلال للاعتداء على شعبنا ومقاومته، والمقاومة من جانبها برغم قلة الإمكانات تتصدى لهذه الجهود من الاحتلال وما حصل ليلة أمس خير دليل على ذلك، فلم تستطع أسلحة الاحتلال الصهيوني أن تتصدى ووقفت عاجزة أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية.
المقاومة الفلسطينية: ما حدث رد موجع للاحتلال
وفي بيان لها بحسب ما نشرته وكالة "فلسطين اليوم"، ذكرت المقاومة الفلسطينية، أن ما حدث من ضربات موجعة وقاتلة بفعل صواريخ المقاومة منذ البداية، كان ردًّا طبيعيًّا على تمادي العدو الصهيوني في جرائمه التي استهدفت أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضافت المقاومة الفلسطينية، أن استمرار العدوان بهذه الطريقة واستهداف العدو للبيوت والأماكن العامة والمقرات المدنية قد جعل المقاومة تتخذ قرارًا بتوسيع دائرة الرد، موضحًا أنّ قرار المقاومة الآن لقطعان المستوطنين في مدينة تل الربيع المحتلة بالبقاء إلى جانب ملاجئهم.