يرتدي بدلته السوداء، يمتاز بالوقار، معارض دائمًا في مواقفه السياسية مع كل المؤسسات والقيادات، فيظهر على وجهه ملامح الشيخوخة، لبلوغه الـ77 عامًا، ويكسو رأسه الشعر الأبيض، الذي يمنحه دور القائد حيث حارب مع الفدائيين ضد العدوان الثلاثي، فى ديسمبر 1956، وتم القبض عليه وأفرجت عنه القوات الفرنسية بعد شهرين.
الدكتور نعمان جمعة، الرئيس الأسبق لحزب الوفد، ولد في شبين الكوم بالمنوفية، وتربى وسط 10 أبناء، خمسة أولاد، وخمس بنات، كان أصغرهم جميعًا، وعندما كان عمره 14 عامًا انضم إلى لجنة الطلبة الوفديين، وذلك بعدما شجعه والده على الانضمام إليه، والمشاركة في التظاهرات المنددة بالاستعمار، والمطالبة بإجلاء الإنجليز عن مصر.
ولم يتوقف رئيس بيت الأمة، من افتعال الصراعات والحروب حتى بعد انتهاء عصر الإنجليز، إلا أنه استمر حتى أصبح داخل حزب الوفد، وكأن اسم الحزب مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالصراعات مع السلطة داخل أروقة المحاكم، ليتمكن الدكتور نعمان جمعة من الحصول على حكم تاريخي بعودة الوفد إلى الحياة السياسية عام 1984، ومنذ ذلك التاريخ، والدكتور نعمان هو الذراع اليمنى، والرجل الثاني لفؤاد باشا، ظل ملاصقًا له، يشاركه تحركاته، وقراراته، وكل معارك الوفد.
«انتخبوني وحاسبوني».. كلمتان يرددهما كل مَن يريد أن يحصل على منصب قيادي بإحدى مؤسسات الدولة، فكانت تلك الكلمتان شعار "جمعة" في الوقت الذي لم يجرؤ الكثيرون على الوقوف أمام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليقرر الترشح بالانتخابات الرئاسية، وحصل على المركز الثالث بنسبة 3% من الأصوات، لم يمر وقت طويل حتى أصبح خلف الأسوار، بعد أن عزلته الأمانة العامة لحزب الوفد، واتهمته النيابة بمحاولة اقتحام الحزب بالقوة، وإطلاق الرصاص الحي، هو وأنصاره، ليجاور في سجنه صديقه المعارض، أيمن نور، الذي اتخذ نفس قراره في منافسة مبارك على كرسي الرئاسة ابن المنوفية.
وعلى الرغم من ذلك إلا أنه أصرّ على أنه الرئيس الشرعي لحزب الوفد، ورشح 15 من أنصاره في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى 2007 على أساس أنهم مرشحو حزب الوفد، لكن لجنة الانتخابات رفضت الاعتداد بتوقيعه رئيسًا للحزب.
وبعد وفاة سراج الدين، رئيس حزب الوفد السابق، أصبح الدكتور نعمان جمعة رئيسًا للحزب، حيث كان يتقلد منصب نائب رئيس الحزب، وفور تقلده للمنصب الجديد تخلص "جمعة" من أقوى الشخصيات تأثيرًا فى الحزب الذي كان على صلة قوية بالراحل فؤاد سراج الدين، وهو سعيد عبدالخالق، من رئاسة تحرير جريدة الوفد، والتي كانت تعتبر لسان حال الحزب.
"سعيد عبدالخالق"، هو الرجل الذي كان يستمد قوته من الراحل فؤاد سراج الدين ومن ثم كان في خلاف دائم مع نعمان جمعة، خاصة أنه لم يسمح له بأن يستغل صفحات الجريدة من أجل ترويج مصالح ذاتية.
كما أقام دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، للطعن على قرار الرئيس السابق عدلي منصور بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول أحداث «30 يونيو» وما بعدها، مؤكدًا أن أعمال اللجنة «تتعارض مع أعمال السلطة القضائية»؛ لأنها تنظر في قضايا محل تحقيق أمام المحاكم.
وظل "الدكتور نعمان جمعة، فى افتعال الأزمات والصراعات سواء كانت مع الدولة أو قيادات الحزب، حتى تعرّض لأزمة صحية خلال زيارته مؤخرًا إلى باريس، وأصيب بإغماء أثناء سيره في الشارع نُقل بعدها إلى المستشفى للعلاج.
موضوعات متعلقة:
- لجنة الطعون والتظلمات العليا لحزب الوفد تنهي عملها
- بهاء أبو شقة: سادفع مستحقات المنسحبين من انتخابات الهيئة العليا من جيبي الخاص