الرائحة الكريهة.. «الشم» يفضح جرائم منتصف الليل في الحي الراقي

رغم منازلهم الجميلة، وسياراتهم الفاخرة، ومعيشتهم المرفهة، سيطرة على حياتهم المشاكل الصغيرة التي قلبت أحلامهم رأسًا على عقب، فمن يراهم يعتقد أن حياتهم جميلة الأوصاف كبيوتهم، ولكن من تدبر معانيها يجدها ممتلئة بالمشاكل الصغيرة التي تسللت إلى أفكارهم، ونتج عنها جرائم بشعة سيطرت عليها الطلاسم التي حيرة الجميع في فك شفرتها.

بلدنا اليوم تستعرض في تقريرها التالي، عددًا من الجرائم التي هزت أرجاء حي الرحاب، والتي بدات غامضة وكشفتها رائحة الجريمة بعد أيام.

يبدو أن تلك المنطقة الراقية تعودت على تلك الجرائم البشعة التي تكون غامضة الأوصاف، حتى حيرة الجميع في فك شفرتها، وفي النهاية يكشفها الرائحة التي تنبعث من الجثة الهامدة بعد أيام قليلة من ارتكاب الجُرم.

نيجيري ضحية الحي الراقي.. والرائحة سبب دفنه

استيقظ أهالي الحي الراقي، صباح أمس الجمعة، على حادث مأساوي، راح ضحيته شاب نجيري قُتل داخل شقة بمدينة الرحاب.

وبحسب التصريحات الأمنية التي تداولت عقب حدوث الواقعة، كشفت أن قسم شرطة التجمع الأول تلقى إخطارًا من أمن جهاز منطقة الرحاب، يفيد بانبعاث رائحة كريهة من داخل إحدى الشقق بمجموعة 126، من ترجح أنها رائحة شاب لقى مصرعه منذ أيام.

وعلى الفور انتقلت القوات الأمنية إلى مكان البلاغ، حيث تبين صحة الإخطار الوارد إليهم، بأن جثة لشخص يحمل الجنسية النيجيرية، يدعى "أوماتولاه" في الثلاثين من عمره، وقع قتيلًا في بانيو الشقة.

وكالعادة التي تتكرر في العديد من الجرائم التي ترتكب في هذا الحي المشؤوم، عقب اقتحام القوات الأمنية إلى المنزل الذي به الجثة، لم يكون هناك أثار للجريمة ولم يوجد أي تبعثر للمحتويات الموجودة في الشقة، ما يوضح أنها تمت بدقة عالية مثل سبيقتها.

وأوضحت المعاينة أن الجثة لنيجيري يبلغ من العمر 33 عامًا، وعُثر عليه عارياً داخل "البانيو"، وعثر بجواره على فتاة.

قتل أولاده ثم انتحر والرائحة تكشف جريمتهم

القضية السابقة تعيد إلى أذهان الجميع جريمة رجل الأعمال "عماد سعد" البالغ من العمر 56 عامًا، الذي قتل زوجته "وفاء فوزي" صاحبة الـ43 عامًا، وأولاده "محمد" البالغ من العمر 22 سنة، "نورهان"،العشرينية، "عبدالرحمن"،في الثامن عشر من عمره، بالرصاص الحي، كما أكدت تحريات الأدلة الجنائية ثم انتحر داخل ڤيلته لتعثره ماليًا.

جريمة رجل الأعمال اثارة جدلًا واسعًا على الساحة الإعلامية، بسبب الطلاسم التي نقشت على ملامحها، وحيرة رجال الأمن في فك شفرتها، إلا أن الرائحة التي انبعثت من الجثث اقطحمت المنازل المجاورة للفيلًا، حيث أبلغوا على الفور رجال القوات الأمنية، للتحقيق في الجريمة وكشف غموضها، وتم تعين فريق أمني على مراقبة الڤيلا ومعاينة المنطقة وفحص المترددين عليها، وبدأ العمل على فحص سجل المكالمات الأخيرة للمتوفين بعد مخاطبة شركات المحمول، وحصر خلافات الضحايا وعلاقاتهم.

أما اللواء محمد منصور، مدير مباحث القاهرة، أمر حينها بتشكيل فريق بحث عالي المستوى من ضباط البحث الجنائي وقطاع القاهرة الجديدة يعاونه فريق من قسم المساعدات الفنية والأدلة الجنائية والأمن العام لفك الغموض المحيط بالحادث.

وعقب التحقيقات التي استمرت عدة أيام في القضية، وتوصلوا إلى أن القاتل هو الأب، أمرت النيابة العامة بالقاهرة الجديدة بنقل جثامين الأسرة  كاملة، التي لقت مصرعها داخل فيلا على يد الأب بمدينة الرحاب إلى المشرحة، واستعجلت الصفة التشريحية وتقرير الطب الشرعي لكشف ملابساتها.

قتلت خطيبها من أجل والدها والرائحة تفضحها

عقب حدوث الجريمة السابقة بأشهر قليلة، تكرر السينايور مرة ثانية بنفس الطلاسم والغموض راح ضحيته الطالب "بسام أسامة" في الجامعة البريطانية، والقاطن في مدينة الرحاب، حيث قتل على يد خطيبته ووالدها في فيلاتهم بسبب ما الأسرار التي عرفها عن والد خطيبته.

والد الطالبة المتهم بقتل الطالب يدعي "أشرف حامد" اعترف خلال التحقيقات التي أجرتها النيابة، أنه  "يوم الواقعة اتفقت مع ابنتى لاستدراج خطيبها وقمت بالاتصال به بحجة إننى سأقوم بمنحة أموالا، ولدى وصوله استعنت بـ5 أشخاص قاموا بوضع لاصق طبى على فمه وتوثيقه بالحبال والتعدى عليه بالضرب لتأديبه، وبعدها قمت بخنقة، مستطردا:" قتلته لأنه عرف كل الخبايا وكل حاجة عنى، خوفت يبلغ عنى وأروح فى داهية، يوم الوقفة حاول يهرب ربطه من رجله ويده وخنقته لحد ما مات".

وأضاف المتهم،"وضعت الجثة داخل صندوق خشب، وحطيت عليها فحم وشبك وزلط لعدم خروج روائح من الجثة، وحطيت الجثة فى تابوت ورميت عليها رمل وأسمنت وبلطت المكان من تانى جوا الشقة، ولكن الجريمة كشفت من خلال الرائحة التي تسربت أثناء عمل العمال في المكان الذي دفن فيه الطالب".

موضوعات متعلقة:

النيابة تأمر بضبط خطيبة طالب الرحاب المقتول ووالدتها

مذبحة الشروق.. تجديد حبس قاتل ”طالب الرحاب” وخطيبته و5 آخرين 15 يوما