شهدت إيران في الأيام القليلة الماضية أزمات عديدة خاصة بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات عليها، تلك التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، الأمر الذي دفع الكثيرين من أبناء الشعب الحكومة بالاستجابة لمطالب الولايات المتحدة الأمريكية مخافة حدوث كوارث ستحل بالبلاد.
الرئيس الإيراني حسن روحاني هو الآخر واجه العديد من الماكل، خاصة بعدما رفع برلمان بلاده كآفة التساؤولات المتعلقة بروحاني إلى القضاء، بعدما أخفق في تقديم إجابات مقنعة للنواب أثناء مثوله أمامه ، بشأن الأوضاع الاقتصادية السيئة من ارتفاع معدلات البطالة إضافة إلى تهاوى سعر العلة الوطنية أمام العملة الأجنبية، وفقدان ما يقرب من نصفف قيمتها منذ إبريل الماضي.
وبحسب وكالة فارس الإيرانية، فإنّ الجلسة التي شهدها البرلمان الإيراني صباح اليوم، وأثناء تواجد «روحاني» أعلن النواب عن عدم اقتناعهم بحديث روحاني حول البحث عن حلول للمشاكل التي تؤرقهم، لذا قرروا رفع كآفة التساؤولات المتعلقة بأزمات البلاد إلى السلطة القضائية لنقاشها.
وجاءت جلسة استجواب الرئيس الإيرانى بعد يوما من إقصاء البرلمان رجلين من فريق روحانى الاقتصادى وحلفاءه فى شهر واحد، وهم وزير الاقتصاد والمالية مسعود كرباسيان الذى تم عزله الأحد الماضى، بعد استجوابه حول أدائه تجاه الظروف الاقتصادية وصوت 137 نائبا لصالح قرار حجب الثقة عنه، والثانى كان وزير التعاون والعمل والشئون الاجتماعية علي ربيعي تم إقصاءه فى الـ 8 من أغسطس الماضى، وصوت 129 نائبا على عزله.
روحاني يثير تعاطف البرلمان بالهجوم على أمريكا
وخلال خطابه فى البرلمان حاول روحانى كسب تعاطف البرلمانن مما دفعه للهجوم على الولايات المتحدة الأمريكية، والتخلي عن نبرة الاعتدال التى اعتاد عليها، على نحو ما قال،«أنه من الخطأ تماما التصور بأن اليوم سيكون البداية لحدوث شرخ بين الحكومة والبرلمان، مؤكدا بأن الولايات المتحدة، ستصاب بخيبة الأمل فى ختام اجتماع اليوم»، مشددا على أنه لن يسمح لواشنطن تمرير مؤامراتها.
الرئيس الإيراني يستنجد بالمرشد
واستنجد روحانى بالمرشد الأعلى، على خامنئي، الذي يؤيد بقائه فى الحكم حتى نهاية ولايته فى 2021، خاصة وأنّ هناك الكثير من المطالب لعزل، بينما لا يزال يحظى الرئيس الإيرانى بدعم خامنئي الذى يلعب دورًا حساسًا لإحداث توازنا بين التيارات السياسية الإيرانية.
روحاني يُهاجم المتظاهرين
وفى محاولة منه لتوجيه رسائل للداخل الإيرانى، هاجم روحانى المتظاهرين محملهم إياهم مسئولية انسحاب واشنطن من الاتفاق النووى مايو الماضى، خاصة بعد اندلاع المظاهرات في البلاد، بحسب حديثه فإنّ هذا الأمر كان سببًا في اتخاذ ترامب قرار الانسحاب من الاتفاق النووي.
ويأتى استجواب روحانى وفريقه الاقتصادى بعد أشهر من الغضب المتصاعد بسبب إخفاق حكومته فى معالجة الأزمة الاقتصادية التى تفاقمت مع إعادة فرض العقوبات الأمريكية، وهروب الشركات الأوروبية من إيران، ففى ديسمبر بدأت احتجاجات على تردى الوضع الاقتصادى فى البلاد وامتدت المظاهرات إلى أكثر من 80 مدينة وبلدة وقتل فيها 25 شخصا، وتشهد البلاد منذ ذلك الوقت احتجاجات متفرقة لسائقى الشاحنات والمزارعين والتجار وتخللتها من حين لآخر مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
ويعانى الاقتصاد الإيرانى من ارتفاع معدل البطالة وانخفاض قيمة العملة إلى النصف، وتواجه طهران مشاكل اقتصادية منها تباطؤ الاستثمارات، وارتفاع معدل التضخم وارتفاع جنونى فى الأسعار، ولم يتمكن الفريق الاقتصادى الحالى من تقديم حلول لها.