مها نصير.. هل قتل الميراث فتاة «الصحة النفسية»؟

الاربعاء 15 اغسطس 2018 | 08:27 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

لم تتخيل يومًا أن يُصبح اسمها محلّ حديث الجميع، الوحيدة التى تعرف حقيقة ما حدث، جميعهم يتكهنون لكن ما زال هناك غموض حول هذا الأمر.

 

بداخل غرفة مغلقة جلست بمفردها، تُحاول استيعاب ما تعيش به الآن هل هو واقع أم مجرد كابوس سينتهي قريبًا؟، الجميع ينتظر خروجها لإثبات الحقيقة ، أهى مريضة كما يتحدث البعض أم ظُلمت بتواجدها في هذا المكان كما يؤمن الكثيرين.

 

«مها نصير» فتاة في العقد الثالث من عمرها، إحدى فتيات قرية تلبنت القيصر التابعة لمحافظة الغربية، كانت حديث وسائل التواصل الاجتماعي الأيام القليلة الماضية، تلك الفتاة التي اشتهرت بأنّ شقيقها أجبرها على الدخول لمستشفى الأمراض العقلية التابعة لجامعة طنطا، للحصول على ميراثها بعد وفاة والدها ووالدتها، بحديث جميع المقربين من الفتاة لم يصدر منها شيئ يدل على مرضها، حتى شقيقها المتهم هو الآخر يقر بأنّ شقيقته ليست مجنونة لكنّها مريضة باضطراب عقلي، منذ الصغر ولذا يُحاول علاجها.

 

 

حديث جميع المقربين من الفتاة يشير إلى أنها لم يصدر منها شىء يدل على مرضها، حتى شقيقها المتهم هو الآخر يقر بأنّ شقيقته ليست مجنونة، لكنّها مريضة ببعض الاضطراب العقلى البعيد عن الجنون، منذ الصغر، ولذا يُحاول علاجها.

 

الماجيستير كان مؤهل مها فى كل المنشورات التى تحدّثت عنها، لكن الحقيقة أنّ الفتاة حاصلة على دبلومة فى علم النفس، فهى إحدى خريجات جامعة الأزهر كلية الدراسات الإنسانية قسم علم النفس، بعد تخرجّها حاولت البحث عن عمل، فلجأت إلى إحدى شركات التغذية بطنطا، بالإضافة إلى انضمامها إلى جمعية حماة المستقبل، فكانت تقوم بعمل ندوات لعلاج الإدمان، وتساعد كثيرًا فى عمل الخير بشهادة جميع من عملوا معها.

 

الحقيقة حتى الآن لم تظهر، فالطرفان يحاول كل منهما أن يثبت أنّه على صواب، أصدقاء مها والعاملون معها بالشركة يؤكدون على سويّها وأنّهم غير مقتنعين نهائيّا بأنّ تلك الفتاة مريضة، أقارب مها وشقيقها يؤكدون هم الآخرون أنّ الفتاة مريضة منذ الصغر، ودخلت من قبل المستشفى، وخرجت على أمل أن تستمر على العلاج فى المنزل، لكنّها لم تفعل ذلك، وخوفّا على صحتها تمّ إدخالها المستشفى فى الخامس من يوليو الماضى، لكن الحقيقة الوحيدة أنّ مها نصير هى الضحية الوحيدة لكل ما يحدث.

 

فى هذا التقرير نستعرض آراء المحيطين بـ"مها"، في محاولة للوصول إلى حقيقة الأمر الذى شغل الرأى العام.

 

شقيقها «عمرو»: أختى مريضة بـ«نظرية المؤامرة».. وأقمنا دعوى على من شهَّرت بنا

عمرو عبدالسميع نصير، شقيق مها الأصغر ، الذى يبلغ من العمر 29 عامًا، قال إنه فوجئ بما يحدث بعدما أخبره عدد من أهل قريته أن الجميع يتحدثون عنه وعن شقيقته، مشيرا إلى أن السيدة التى تدعى سعاد محمد، والتى أثارت القضية، ليست سوى مديرتها فى العمل، تلك التى قالت إنها من استطاعت إخراج مها من المستشفى من قبل بمساعدة عدد من أهل القرية، لكن هذا الحديث جميعه كذب.

 

وقال إن السيدة تحاول أيضًا الإيقاع بينه وبين شقيقته، حيث إنها أخبرت شقيقتها بأنها ذهبت إليهم -أهل مها-  لتحثهم على إخراجها من المستشفى لكنهم رفضوا، مشيرا إلى أنهم فوجئوا بما فعلته السيدة، فهى لم تذهب إليهم أو تطلب منهم خروج مها.

 

وأضاف عمرو أن شقيقته ليست مجنونة، لكنها مريضة، من الممكن أن تكون طبيعية، وأحيانا تتدهور حالتها، لكنها فى الغالب طبيعية، وتم إيداعها بالمستشفى فقط، لرعايتها بشكل أفضل، ولسرعة شفائها، فهى لا تريد الحصول على الدواء فى المنزل ولا تلتزم به، ولذلك فالأطباء قدموا نصيحة إلينا بأنها ستتحسن سريعا بالمستشفى.

 

وأشار إلى أن مها مريضة منذ الصغر، وليست فى تلك الأيام، فهل يعقل أن يفعل أخ مع أخته كل ذلك، لكن التشهير الذى حدث، بها وبأسرتنا، لا يقبله أحد، فأنا كنت أعمل فى السعودية لسنوات وعدت بعد وفاة والدتى ووالدى من أجل رعاية شقيقتى المريضة.

 

لم تكن تلك هى المرة الأولى التى تدخل الفتاة إلى المستشفى، فلو كان شقيقها يبحث عن الميراث -على حد قوله- لم تكن ستدخل إليها فى حياة والدها، لذا فجميع الأحاديث التى يتداولها الكثيرون عارية تماما عن الصحة.

 

السيدة التى تدعى سعاد جاءت منذ فترة، وادعت أن مها عليها ديون 3000 جنيه، وشكت مها لعمدة قريتهم وبعد عقد جلسة عرفية تم دفع المبلغ للسيدة حتى لا تفضح مها -وفقا لشقيقها عمرو-.

 

بداية علاج مها فى المستشفى من أختها الطالبة بكلية الطب، والتى وجدت حالتها تتدهور، فعرضت على الذهاب إلى الدكتور سيد جاد، مدير مركز الصحة النفسية بطنطا، وبالفعل أخذت شقيقتى إلى المستشفى، ومن هنا بدأ علاجها، كونها مصابة بمرض نفسى يجعلها تعتقد أن الجميع يحاولون إيذاءها.

 

ووفقا لحديث عمرو عبدالسميع نصير، شقيق مها نصير، فإنهم أقاموا دعوى قضائية على السيدة سعاد محمد، التى شهَّرت بهم وبشقيقتهم المريضة، دون تحرى الدقة، ولأجل مصالح بعينها لا يعلمها سوى تلك السيدة.

 

مدير مركز الصحة النفسية السابق: تقرير العيادة الشاملة بعدم مرضها سبق دخولها المستشفى

الدكتور السيد تاج، مدير مركز الصحة النفسية السابق، قال إنه ليس بالضرورة أن يعرف جميع الحالات التى دخلت المركز، خاصة وأن تلك الحالة دخلت عن طريق أستاذ من أكبر الأساتذة فى طنطا، الدكتور السيد جاد، ولم تقدم له شكوى رسمية من أى شخص يقول إنها محجوزة بالمركز، وهى ليست مريضة، لكن جميع الحديث كان لـ"الشو" فى الميديا فقط، لكن على المستوى الرسمى فالفتاة مريضة.

 

وأضاف تاج: "قبل رحيلى من العمل بالمستشفى أُخبرت بأن محامى الفتاة سيأتى لمقابلتى، لكنه لم يأت مطلقًا، حتى رحلت هى من المستشفى".

 

وأشار إلى أن التقرير الذى خرج من العيادة الشاملة، وذُكر فيه بأنها ليست مريضة، ووقع عليه أطباء أمراض نفسية، كان قبل دخولها المستشفى، لذا لم يدل على شىء، مضيفًا أن رجال نيابة أول طنطا حضروا بعدها مباشرة، وتم التحقيق فى هذا الأمر، أكثر من ذلك ليس لدى أدنى فكرة عن الأمر، لكن رسميّا لم أتخذ أى إجراء مع تلك الحالة.

 

والحالي: تعتقد أنّ المقربين منها يحاولون إيذاءها

الدكتور سيد جاد، مدير مستشفى الصحة النفسية بجامعة طنطا، قال إن مها نصير، دخلت إلى المركز الطبى منذ عامين أثناء وجود والدها على قيد الحياة، ولم يكن هناك خلاف على ميراث أو غيره، وحتى لو كان هناك خلاف على ميراث، فلن يُسقطه مرضها.

 

وأوضح أن شقيق الفتاة، إذا لم يكن قد أدخلها المستشفى، فهو يمتلك تقارير طبية منذ عامين تثبت مرضها، كانت كفيلة أن يقوم بـ"الحجر عليها دون أن يحتاج لإدخالها المستشفى مرة أخرى".

 

وتابع مدير المستشفى، أنّه قبل أن يقبل دخول الفتاة المستشفى، قابل نحو 12 فردًا من عائلتها، جميعهم أثبتوا أنّ الفتاة مريضة بمرض نفسى، وتحتاج لدخول المستشفى، وبعد إجراء الكشف الطبى عليها أثبتوا مرضها، وبالنسبة للشهادة الطبية التى خرج الكثيرون ليتحدّثوا عن أنّ الفتاة حصلت عليها من جامعة طنطا تفيد بصحة قواها العقلية، فتلك الشهادة -وعلى حد قول «جاد»- وقَّع عليها طبيب واحد فقط، والأصح أن يتم التوقيع من جانب 8 أطباء، وتختم، لإثبات صحتها، لكن هذا لم يحدث.

 

وأشار إلى الكثير من المواطنين يعتقدون أنّ المرض النفسى عبارة عن شخص يسير فى الشارع بملابس رثة، ويأتى بأفعال غير معتادة، لكن هذا خطأ، فهناك الكثير من الأمراض العقلية التى لا تثبت على الشخص ولا تظهر عليه، وهذا ما حدث مع الفتاة، فهى مصابة باضطراب يجعلها تعتقد أنّ المقربين منها يريدون أذيتها، ويفعلون مؤامرات ضدها، لكنّه يظهر طبيعيّا للجميع، حتى التدهور فى شخصيته لا تكون بشكل كبير.

 

واستطرد: "هذا المرض يندرج تحت فئة الأمراض العقلية، لكن يمكن العلاج منه بشكل سريع، إلا أن الفتاة فى الحقيقة تفعل الكثير من الأشياء غير الطبيعية مع أشقائها، وأقاربها، لكنّها لا تقضى مدة طويلة بالجمعية التى تشارك بها، حتى تظهر عليها أعراض المرض، فهى مريضة ونحاول علاجها بكل الأشكال، لكن ما حدث من عملية تشهير بها، قد أضرّها بشكل كبير".

 

طبيبتها: تعانى من «الفصام المصحوب بعقدة الاضطهاد».. وتشخيصه يصعب على غير المتخصصين

الدكتورة هند عارف، الطبيبة المعالجة لـ"مها نصير" بمستشفى الصحة النفسية بطنطا، تحدّثت عن أنّ الإثارة والضجة، التى حدثت بشأن مها لا صحة لها، فالفتاة دخلت المستشفى فى حياة والدها، وكانت أيضًا مريضة، ولم يكن هناك حديث عن ميراث أو غيره، إضافة إلى أنّ مرضها لا يمنعها من الحصول على نصيبها فى الميراث، وبالنسبة للشهادة التى حصلت عليها من الجامعة فلا يعتد بها، لأنّها كانت بإمضاء طبيب صغير، ولم يُجر الكشف الطبى عليها، خاصة أنّ مرضها ليس عقليًا يظهر للجميع، بل هى مصابة بضلالات تجاه شخص معين، تعتقد دائمًا أنّه يُحاول أذيتها.

 

وتابعت هند عارف، أنّ شقيق الفتاة يُحاول أن يبحث عن علاج لها، ويأتى إليها يوميّا للاطمئنان عليها، وأدخلها القسم غير المجانى بالمستشفى حتى تحصل على خدمة ورعاية أفضل، ولم نجد من هذا الشاب تجاه شقيقته إلّا كل خير، لكن التشهير الذى حدث بالفتاة والمستشفى بل والأطباء لا يمكن السكوت حياله.

 

وأوضحت أن مها نصير مصابة بمرض عقلى، وهو نوع من أنواع الفصام  يسمى "الفصام المصحوب بعقدة الاضطهاد"، يصعب جدا تشخيصه على غير المتخصصين، وقد ينخدع المرء فى المريض للوهلة اﻷولى فيحسبه بكامل صحته العقلية، بينما يضجر المقربون منه.

 

مديرتها فى العمل: استنجدت بنا من داخل المصحة.. وطبيب هددنى بعد مساندتى لها

وقالت سعاد محمود، مديرة فريق شركة «زبتر» التى تعمل بها «مها»، إن أى فتاة تمر بعد دورات واختبارات قبل أن تدخل الشركة، و"مها" اجتازتها بالكامل، وهذا الأمر دليل على قوة صحتها العقلية، إضافة إلى أنها كانت تتعامل مع الكثير من العملاء وأسلوبها كان طبيعيا، وكانت من أفضل العاملين.

 

وأوضحت أن مها كانت تخبرهم بما يفعله شقيقها معهم حتى قبل وفاة والدتها، والتى تعدى عليها للتنازل عن قطعة أرض، وبالفعل حصل عليها، بعد إجبار الأم.

 

وتابعت: "فجأة، وتحديدا قبل الخامس من يوليو، تغيبت الفتاة ما يقرب من 10 أيام، بدأنا البحث عنها، لا نعلم مصيرها، أو أين ذهبت، فليس من عادتها التغيب تلك الفترة الطويلة، وقررت تقديم بلاغ يفيد باختفائها، حتى فوجئت باتصال من داخل المستشفى يخبرها بوجود الفتاة مند 10 أيام، وتطلب منها نجدتها".

 

لم تكن تلك المرة الأولى للفتاة بدخولها المستشفى، فدخلت من قبل وحصلت على ما يقرب من 3 جلسات كهرباء، حتى استطاعت "سعاد" -على حد قولها- إخراجها بمساعدة البعض.

 

واستطردت سعاد، أن شقيقات مها، لا حول لهن ولا قوة، فإحداهما مطلقة، والأخرى متزوجة من ابن خالها، الذى يقف فى صف شقيقها، بل إنه تعدى بالضرب على مها فى إحدى المرات.

 

وقالت مديرة الفتاة، إن "مها" لم يكن معها شىء تتواصل به معنا، خاصة بعد منع الزيارة عنها، فلجأت إلى الغرباء الذين يزورون المرضى، وأجرت اتصالا بى، وطلبت منى نجدتها وسرعة إخراجها من المستشفى.

 

سعاد محمود ذكرت أيضًا أن أحد الأطباء بالمستشفى، جاء إلى شركتها وهددها، بعدما اكتشف أنها تقف مع الفتاة، وتصر على مساندتها، وطلب منها أن تقف فى صفهم، متابعة، أنها رفضت هذا الأمر، فالفتاة مظلومة وتستحق المساندة.

 

واختتمت مشيرة إلى أن الطبيب هددها، بدعوى أنها شهَّرت بالفتاة، وأن أهلها سيرفعون دعوى ضدها، ويعاقبونها على كل ما فعلته.

 

«الدرينى»: خالها شارك فى نقلها للمركز الطبى «متكتفة».. وأطالب بلجنة من خارج جامعة لفحصها

مروة الدرينى، رئيس جمعية حماة المستقبل، التى كانت مها إحدى متطوعيها، ذكرت أنّه بمجرد وفاة والد مها؛ ترصد لها أخوها وخالها فى الشارع أثناء خروجها من عملها، وأخذوها -"بعد تكتيفها"- ونقلوها إلى المركز الطبى النفسى التابع لجامعة طنطا، وعلى حد قول "الدريني" فإنّ "الفتاة احتجزت فى المستشفى بموافقة من مدير المركز، الدكتور السيد جاد، رئيس قسم الطب النفسى فى جامعة طنطا، و(مشارك مالى فى المركز)، دون الكشف عليها".

 

وتابعت «الدرينى» أنّه وبشهادة جميع من يعرفون مها من أصدقاء وأقارب، فإنّ الفتاة لم يصدر منها فى أى يوم ما يثبت كونها مريضة أو حتى إنسانة غير سوية، بل هناك تقرير من جامعة طنطا يفيد بأنّ الفتاة بصحة جيدة، ولا تعانى من أى مشاكل نفسية، وحصلت مها على هذا التقرير منذ أكثر من عام بعدما حاول شقيقها حجزها فى نفس المركز، لكنها خرجت بضغط من مديرتها فى العمل على شقيقها.

 

واستطردت: "من الواضح أنّ مها تتعرض لضغط نفسى كبير فى المركز، وممنوع عنها الزيارة والحديث الهاتفى، وحجزها يخالف تمامًا بنود القانون ٧١ لسنة ٢٠٠٩ المنظم لحقوق المريض النفسى، وهو القانون الذى لا يطبق عرفًا على المستشفيات الجامعية"، مطالبة بـ"لجنة طبية متخصصة من خارج جامعة طنطا" لتوقيع الكشف على مها، بعد سحب كل الأدوية التى يجبرونها على تعاطيها فى المركز، أو حتى نقلها لمستشفى خارج جامعة طنطا.

 

محامى الفتاة: غرفتها محاطة بحديد مشابه لـ«الزنزانة».. وأصدقاؤها قدموا بلاغًا للنائب العام

المحامى، محمد شبل، المسؤول عن قضية مها نصير، قال إنّ موكلته دخلت مركز الطب النفسى التابع لجامعة طنطا يوم 5 أغسطس الجارى، ولم يكن أحد من المحيطين بها، سواء العاملين معها فى الشركة أو رفقائها فى الأنشطة التطوعية، على علم بمرضها النفسى -كما يدعى البعض- إلا بعد محاولة إدخالها المركز من قبل، وظلت به ما يقرب من أسبوع، حيث تم إخراجها لعدم إثبات صحة مرضها.

 

وأوضح أن مها لم تعانِ من أى مشاكل نفسية، بشهادة جميع المقربين منها، وبعدما تفاقمت المشاكل بينها وبين شقيقها، استطاعت الحصول على تقرير طبى من العيادة الشاملة التابعة لمستشفى جامعة طنطا، يفيد بأنها ليست مريضة نفسية، خوفًا من أن يُلقى بها شقيقها فى المستشفى مرة ثانية.

 

وتابع محمد شبل، أن دخول مها للمستشفى مرة ثانية، هو من دفعنا للتحرك، خاصة أنه وبشهادة الجميع الفتاة سوية، وليست مريضة، كما يدعى شقيقها وخالها، فقد كانت نموذجًا للإنسان النشيط، تعمل بجامعة طنطا، إضافة إلى عملها كمتطوعة فى إحدى الجمعيات، وأيضًا كانت تعطى ندوات توعية عن خطورة الإدمان، ولم نعلم أنها متواجدة بداخل المركز، إلا من خلال خبر نشر فى إحدى الجرائد المصرية، بعدها مباشرة قدم زملاؤها بلاغًا للنائب العام، وقررت النيابة انتداب لجنة لإجراء الكشف الطبى على الفتاة.

 

وبسؤاله عن معرفته عن كيفية التعامل مع مها داخل المصحة، من حيث حصولها عل جلسات كهرباء، ذكر «شبل»، أن هناك معلومات خرجت من داخل المركز أثبتت صحة هذا الحديث، وقد دخلت المركز بنفسى، واستطعت الوصول إلى غرفة مها، فوجدت الغرفة مُحاطة بحديد أشبه بـ"زنزانة سجن"، كأنها متواجدة فى إحدى عنابر الحالات الخطرة.

 

وأكد أنه يحاول إيصال كل تلك المعلومات إلى النيابة العامة، للتحرى من دقتها، لكن ما يستطيع قوله، هو أن وجود الفتاة بالمركز الصحى خطر كبير على حياتها.

 

إحدى أصدقائها: كان يضربها.. وجاءتنى هربًا منه

إحدى أصدقاء مها نصير -والتى رفضت ذكر اسمها- قالت إن حالة الأخيرة يرثى لها، فزيارتها ممنوعة، مشيرة إلى أن مها لو كانت مريضة -كما يدعى الأطباء- لماذا يغلقون عليها فى المستشفى هكذا، فأى حالة من الممكن أن تُفتح الزيارة لها بخلاف مها، أهلها فقط هم من يقومون بزيارتها.

 

وأشارت إلى أنها لم تقتنع بمرض مها، لأنها على علاقة وطيدة بالفتاة منذ أكثر من 12 عامًا، وكانت تعتبرها بمثابة ابنتها، وتعلم أنها سوية وغير مريضة بأى مرض نفسى مطلقًا، موضحة أنه من الممكن أن تتعرض الفتاة لتوتر عصبى ونفسى نتيجة الضغط المعهود فى العمل، بل الحياة بأكملها، كما أن والدتها أصيبت بالسرطان، ووالدها دخل فى غيبوبة كبد، كل ذلك وهى بمفردها، كيف لا تتوتر نفسيا، لكن لا يمكن أن تكون مريضة نفسيًا.

 

وأشارت إلى موقف لا يمكن نسيانه من مها، حيث جاءتها منهارة، وتبكى بشدة، وتشكو أسرتها، وتحديدًا شقيقها، بعدما تعدى عليها بالضرب المبرح، قائلة، لكننى حاولت دعمها ولو بكلمات.

 

ولفتت إلى أنه منذ ما يقرب من عام، زادت المشاكل بين مها وشقيقها بسبب الميراث، وعقدت الكثير من الجلسات العرفية، لكنه كان يتعنت كل مرة، ويعطى وعودًا أمام الرجال بالجلسة العرفية، ولا ينفذها، ولم يكتف بمنع الميراث عنها، بل كان يصل به الحال إلى ضربها وإهانتها، وأخيرًا إدخالها مستشفى الصحة النفسية.

اقرأ أيضا