تعتبر مسألة ختان الإناث من المسائل المحيرة التي لا يسهل إبداء الرأي الصحيح فيها من أي جانب، وإذا حدث وأبدي شخص رأيه فتكون محل خلاف بين الجميع، فلا يتفق جميع الأطراف على رأي واحد بعينه، فمنهم من يذهب بشرعيتها ومنهم من يذهب بعدم حليتها وأن هذا شيئًا جرميًا ولا فائدة منه.
وفي التقرير التالي نستعرض آراء رجال الدين في إشكالية ختان الإناث.
ختان الإناث ثابت في الشرع
من جانبه قال الداعية السلفي سامح عبدالحميد، إن ختان الإناث ثابت في الشرع، مستشهدا بقول شيخ الأزهر الأسبق الشيخ جاد الحق علي جاد الحق بعد أن عرض الأقوال في المسألة : (وخلاصة هذه الأقوال إن الفقهاء اتفقوا على أن الختان في حق الرجال والخفاض في حق الإناث مشروع).
وتابع عبدالحميد في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم": "وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ومس الختان الختان فقد وجب الغسل) فيه دليل على أن النساء كن يختتن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الإمام البيضاوى إن حديث: "خمس من الفطرة" عام في ختان الذكر والأنثى، وقال أبن قدامة في المغني: إن الختان واجب على الرجال ومكرمة في حق النساء وليس بواجب عليهن".
وأردف: "ومن زعم من الأطباء أن ختان الأنثى يضر بها فقد أخطأ؛ ولا نلتفت لقوله، لأن كلامه مُصادم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
ختان الإناث لا فائدة منه بناء على مبدأ الطب
وفي سياق مغاير قال الدكتور مجدي عاشور أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أحاديث الختان بالنسبة للنساء كحديث ابن عطية وغيره بها ضعف، مشيرًا إلى أنه حدث اختلاف بين العلماء بشـأن تلك المسألة في الفقه القديم.
وأضاف عاشور خلال لقائه ببرنامج "فتاوى الناس" المذاع على فضائية الناس، أن دار الإفتاء المصرية، قالت إن تلك المسألة في الماضي كان يعتمد فيها أهل الفقه على التجربة، أو كانوا يسألون أهل الاختصاص لكنهم لم يكونوا كثيرا، أما الآن فأصبح لدينا مؤسسات طبية كثيرة، وأن تلك المسألة لم تعد محض فقه فقط، بل الفقه بها مبني على شئ في الطب، لأنه يخص جسد الإنسان أو الإنسانة.
وتابع: "تلك الإنسانة جسدها محترم، ولا نقترب منه إلا بمصوغ قوي، فتم الاستعانة بالأطباء، وبينوا أن الأمر لا يحتاج إلى ختان، وليس كما يظن البعض عن الشهوة أو غيره، لأنه لا يوجد معيار معين، فبناءً على قول الأطباء فلا ينبغي ختان الإناث، بل إن القانون يجرم هذا، لأن الأطباء المسؤولين عن هذا الأمر، قالوا إنه ليس له جدوى، إلا في بعض الحالات المرضية ويحددها الأطباء، ونحن نسير وراء الأطباء في هذا الأمر".