بعد أن تأكد من انتشار الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، تحول اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى التطوير والتقدم، فكان أول مجالين حرص على تطويرهما هما الصحة والتعليم، ففي الصحة حيث حرص على القضاء على قوائم الانتظار في المستشفيات، والنهوض بمنظومة التأمين الصحي.
أما بالنسبة للتعليم، فأكد الرئيس السيسي على اهتمامه الشديد بتطويره، خلال مؤتمر الشباب الذي استمر انعقاده على مدار اليومين الماضيين، والذي بدأها من اختيار موقع هذا المؤتمر، والذي انعقد في جامعة القاهرة، بالإضافة إلى إعلانه عام 2019 هو عام التعليم.
وخلال المؤتمر أوضح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن المرحلة الابتدائية منظومة ضخمة تشكل 40% من قطاع التربية والتعليم في مصر، مشيرا إلى أننا لا ننملك رفاهية الانتظار لتحسين منظومة التعليم ونسابق الزمن لتحقيق ما نطمح إليه، وأن هدف استراتيجية الوزارة الأساسى هو الأطفال، مشددًا على أن ثروة مصر الحقيقة فى أطفالها، ومؤكدًا على أن الوزارة ستبني نظامًا تعليميًا جديدًا لجمهورية مصر العربية، وأجيال قادرة على التعلم وتلقى التعليم الراقي، وهذا ما سيتم تحقيقه فى سبتمبر المقبل لأطفال مصر.
معالم منظومة التعليم الجديدة
قال الدكتور طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الفني الأسبق، إن منوظمة التعليم الجديدة تنقسم إلى جزئين، أحدهما يختص بتطوير التعليم الثانوي، أما الآخر فيختص بتطوير التعليم الإبتدائي، ورياض الأطفال.
وأضاف الدكتور طارق في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه خلال مؤتمر الشباب، تم توضيح معالم هذه المنظومة، كما تم مناقشة المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تواجه هذه الاستراتيجية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي أنه لم يتم إلى الآن كتابة ملامح منظومة التعليم الجديدة، ولكن ما أوضحه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أن المنظومة الجديدة ستشمل تطوير نظام التعليم بالنسبة لرياض الأطفال، والصف الأول الإبتدائي، وتسليم مليون تابلت لطلاب ومعلمي الصف الأول الثانوي.
وأضاف الدكتور كمال مغيث، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه سيتم أيضًا تطوير نظام امتحان الثانوية، وتعدد مرات امتحان الثانوية العامة، تصل إلى 12 مرة يختار منهم الطالب 6 مرات، مشيرًا إلى أنها ليست نظومة واضحة، ولكنها بناء على تصريحات الوزير.
التحديات التي تواجه المنظومة الجديدة
وأكمل الدكتور نور الدين حديثه موضحًا أن هناك العديد من التحديات التي يمكن أن تواجه عملية تطوير التعليم، والتي جاء على رأسها تهالك البنية التحتية للمدارس، بالإضافة إلى ضعف الدعم المادي.
وأوضح "مغيث" أن من أهم معقوقات عملية تطوير نظام التعليم، هو عدم وجود مدارس فعالة، كما أن ميزانية التعليم محدودة، انصراف المعلمين عن الطلاب، والعملية التعليمة، وذلك لانخفاض المرتبات، وجود عملية تعليمية شكلية تنتج طلاب يصلون لمرحلة الثانوية العامة غير قادرين على القراءة والكتابة، لافتًا إلى أنه لتحقيق أهداف استراتيجية منظومة التعليم الجديدة يجب ان يتم زيادة ميزانة التعليم، وإعطاء مرتبات جيدة للمعليمن، والاهتمام بالأنشطة في المدارس، وانضباط العملية التعليمة، وتطوير الامتحان حتى يقيس المهرات الحقيقية للطلاب، وتطوير الإدارة المدرسية حتى تكون العملية التعليمية حقيقية.
كيفية مواجهة التحديات
وعن كيفية مواجهة هذه المعوقات، أوضح الدكتور نور الدين، أنه يجب أن يتم توفير الدعم المادي للمنظومة الجديدة، وتقليل المخاطر من خلال تجهيز البنية التحتية للمدارس وتوصيل شبكات الإنترنت، منوهًأ إلى أن هذه المنظومة سيتم تطبيقها سنويًا، ولذلك يجب أن يكون هناك مصدر للإنفاق سنويًا على منظومة التعليم، وتوفير التابلت للطلاب.
ومن جانبه أكد الدكتور كمال مغيث أن هذه المنظومة ليست كافية، فيجب أن تتناول تطوير أهداف التعليم، والتاكيد على أهداف وطنية وثقافية وإنمائية في التعليم، وزيادة ميزانية التعليم، وتطوير المعليمن، والمناهج وطرق التدريس، بالإضافة إلى تغيير طرق الامتحان، والتأكيد على عودة المدرسة لتكون فعالة، وهذه هي الاستراتيجية التي سيتم التركيز عليها في المؤتمر.