صوت تعلّق في أذهان محبيه، كان له روّاد كثيرين، أحد أعلام وأئمة القرآن الكريم، ابن من أبناء الصعيد، كانت تلاوته للقرآن تدخل القلب فور سماعها، فكان يُضفي لمسة حزينة على تلك التلاوة، اليوم، العشرين من يونيو، ذكرى وفاة ، القارئ والمنشد المصري محمد صديق المنشاوي.
نبذة عن حياته
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي في محافظة سوهاج، إحدى محافظات الصعيد، نشأ بداخل أسرة قرآنية، كان والده شيخًا جليلًا عمل على تعليم ابنه تلاوة القرآن الكريم، فوجد في صوته منذ نعومة أظافره الخشوع، الصوت الباكي الذي لقبّه به الكثيرين.
في سنوات شبابه الأولى ذاع صيت المنشاوي كقارئ في أرجاء المحروسة بأكملها، خاصة كونه أجاد مقامات القراءة، بالإضافة إلى عذوبة صوته وجماله، وله تسجيل كامل للقرآن الكريم بصوته، إضافةً لتسجيلات المسجد الأقصى وسوريا وغيرها من البلدان.
تزوج صديق المنشاوي مرتين، أنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، ومن الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وقد توفيت زوجته الثانية وهي تؤدي مناسك الحج قبل وفاته بعام.
محاولة قتله
لكل ناجح لا بد له من أعداء، بعدما ذاع صيت الشناوي في المحروسة، حقد عليه الكثيرين، فدعاه بعضهم لتناول العشاء معه، بعد سهرة لتلاوة القرآن، هذا العشاء الذي كاد أن يكون الآخير في حياة الشيخ، بعدما طلب أحدهم من الطباخ وضع السم للشيخ في الطعام، إلّا أنّ الطباخ ضميره طغى عليه، وقرر إبلاغ الشيخ وبالفعل ذهب له وأخبره بالمكيدة التي تُدبر له .
رفض الشيخ دعوة العشاء، حتى أنّ صاحب الدعوة أرسل عدد من أقاربه لإقناع الشيخ بالقدوم، فوافق الشيخ على الدعوة وحضر لتناول العشاء عند صاحب المنزل وقبل البدء في تناول الطعام، كان الطباخ قد وصف له من قبل شكل ونوع الطبق المسمم، وعندما جاء الطباخ بالطبق المسمم ودفعه إلى الشيخ المنشاوي، عرفه كما وصفه له الطباخ، فاعتذر لأصحاب المنزل عن تناول المزيد من الطعام، فأخذوا يحلفونه ويقسموا عليه ليأكل منه، فأخذ قطعة من الخبز وأكلها، وقال: هذا يبر قسمكم، وبذلك يكون قد أنجاه الله من هذه المحاولة الخبيثة لقتله.
رفضه القراءة أمام عبدالناصر
أثناء حكم عبدالناصر قام أحد وزرائه بدعوة الشيخ لحفلة سيحضرها الرئيس، وتحدّث معه أنّ له الشرف لحضور حفلة يتواجد بها الرئيس ، فكان ردّ الشيخ صادمًا للكثيرين، حيث قال "ولم لا يكون الشرف لعبد الناصر أن يحضر حفلةً يستمع فيها للقرآن بصوت المنشاوي"، ورفض حينها حضور الحفل مما آثار صدمت الوزير.
وفاته
في عام 1966 أصيب الشيخ بمرض دوالي المريئ، وبرغم من مرضه إلّا أنّه لم يكف عن القراءة وظلً يُرتل القرآن بصوته، حتى وافته المنية يوم الجمعة، في العشرين من يونيو عام 1969.