في اليوم العالمي لمكافحة التصحر، تعاني المحروسة من نسب جفاف عالية تهدد أرضها، كون تلك الظاهرة تعد من أخطر المشكلات التى تواجه المناطق الزراعية في مصر.
سعى العلماء والباحثون لإيجاد حلول تفضي على التصحر، لأن أضراره لا تقتصر على الأراضي الزراعية فحسب، ولكنه يمتد إلى العصف باقتصاد الدول، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.
مرت الأراضي الزراعية في مصر، خلال الفترة الأخيرة بالعديد من المشكلات، سببها الأول بحسب محمد علي فهيم مدير مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، هو التغيرات المناخية الحادة، والتي نتج عنها عواصف تترواح سرعتها بين 100 كيلو متر في الساعة، و150 كيلو متر، وازادت معدلاتها بمرور الأيام.
وأضاف "فهيم"، في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن السبب في تلك العواصف هو تقلص فصل الربيع، ما أدى إلى انتشار رياح الخماسين، التى لا تحمل الرمال فحسب، ولكن حرارة عالية أيضًا، ما أدى إلى تضاعف الأضرار بالنسبة للأراضي الزراعية.
مدير مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، أكد أيضًا على انتشار ظاهرة التصحر في الأماكن المكشوفة بمصر، خاصة في المناطق الحدودية المتمثلة في النقاط الفاصلة بين الوادي والدلتا، وبين الصحراء، وتترواح مساحتها بين 2 إلى 2.5 مليون فدان من إجمالي 8.4 مليون فدان.
وأشار إلى أن مصر خسرت ملايين الجنيهات، نتيجة لتلك الظاهرة، بعدما فسدت العديد من المحاصيل ذات أهمية عالية في مجال التصدير، منوهًا بأن الزيتون من أولى المحاصيل التي تضررت، بسبب زراعتها في الأماكن المكشوفة، حيث قلت انتاجيته بنسبة 70 %، وخاصة زيتون المائدة، بالإضافة إلى محصول المانجا الذي قلت انتاجيته إلى 50%، وحتى المحاصيل الحولية المتواجدة في الأماكن المكشوفة، قلت نسب انتاجيتها بشكل كبير.
وعن الإجراءات التى يجب أن تتخذها الدولة لتلافي التصحر، قال "فهيم"، إنه يتم العمل على شقين، الأول هو إصدار مركز معلومات تغير المناخ التابع لوزارة الزراعة، تقارير بالإنذار المبكر الخاص بالتقلبات المناخية، إلا أنها غير فعالة بسبب عدم وجود جهاز إنذار قوي يعمل علي توفير المعلومات بشكل أدق وأسرع للمزارع في وقت يمكنه من اتخاذ الإجراءات المناسبة، مضيفًا بألا يتم الزراعة في الأماكن المكشوف دون مصدات الرياح.
واستطرد أن سبب فشل مشروع غرب المنيا، التابع لوزارة الزراعة، هو موجات الرياح العاصفة المتتالية، والتي أدت إلى القضاء على ثلاثة آلاف فدان من القطن، ومئات الأفدنه من محاصيل فول الصويا، والذرة، وغيرها، مشيرًا إلى عدم رجوع الوزارة إلى الأساليب العلمية أو بنتائج تقارير لتفادي التقلبات المناخية.
وفي السياق ذاته تلاقط سعيد خليل، استاذ بمركز البحوث الزراعية، أطراف الحديث، قائلًا: "إن التغيرات المناخية تلعب دورًا كبيرًا في تكوين المشاكل الزراعية، ولكن من الأسباب الأساسية التى تزيد من نسبة التصحر هي قلة المياة الموجود بالأنهار، والتى تستخدم لري المناطق المزروعة".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن مصر دخلت في شح مائي، بعدما قل نصيب الفرد من المياه بشكل كبير، نتيجة الزيادة السكانية، التى تفاقمت في الآونة الأخيرة، وثبات حصة مصر من مياة النيل.