قال الدكتور عبدالله نعمة، الخبير في العلاقات الدولية والباحث الاستراتيجي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تأتي في توقيت حساس وتعكس عمق العلاقات بين مصر وفرنسا، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي.
توقيت الزيارة وأبعادها الإستراتيجية
ولفت نعمة إلى أن توقيت زيارة ماكرون، له دلالات مهمة خاصة في ظل التطورات الجارية في الشرق الأوسط، حيث تسعى فرنسا إلى لعب دور إقليمي أكثر تأثيرا من خلال تعزيز شراكتها مع مصر.
وأشار نعمة إلى أن هذه الزيارة تعزز الدور الفرنسي في المنطقة خصوصًا مع اهتمام ماكرون بدعم الأجندة المصرية 2030 التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار.
البعد السياسي والأمني للزيارة
وأكد نعمة أن الزيارة تحمل أبعادا سياسية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بالحرب في غزة، إذ تسعى فرنسا إلى تقديم نفسها كطرف فاعل في إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة، بالتنسيق مع مصر والأردن.
كما أن التوافق بين القاهرة وباريس في ملفات ليبيا وسوريا ولبنان يعكس مساعي الدولتين لإيجاد ترتيبات سياسية وأمنية تضمن الاستقرار الإقليمي.
زيارة تعكس التقارب الشعبي والسياسي
وأوضح نعمة أن جدول الزيارة حمل رسائل رمزية مهمة، بدءًا من جولة ماكرون في المتحف المصري الكبير مرورا بزيارته لمنطقة الجمالية وخان الخليلي، حيث تفاعل مع المواطنين وسط أجواء إحتفالية.
كما كان لافتا إصطحاب الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي إلى مطعم نجيب محفوظ التراثي، في دلالة على التقارب الثقافي والشعبي بين البلدين.
فرنسا وأفريقيا عودة عبر البوابة المصرية
ونوه نعمة إلى أن فرنسا تسعى إلى استعادة نفوذها في إفريقيا عبر التعاون الوثيق مع مصر، التي باتت تلعب دورًا إقليميا محوريا.
كما أن هذه الزيارة تعدّ رسالة واضحة لأوروبا بأهمية التنسيق مع القاهرة لمنع إنزلاق المنطقة إلى حرب جديدة، وللولايات المتحدة بأن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في غزة، بعيدا عن أي خطط لإعادة رسم المشهد الجغرافي في المنطقة.
الإقتصاد في مصر 2030
و إبرز نعمة البعد الإقتصادي للزيارة، مؤكدًا أن دعم فرنسا لخطة مصر 2030 يعكس ثقة باريس في قدرة القاهرة على تحقيق نهضة اقتصادية كبيرة.
وأضاف أن هذه الزيارة ترسّخ دور مصر كقوة إقليمية صاعدة، مشيرًا إلى أن القاهرة باتت لاعبا رئيسيًا في حماية الأمن القومي العربي، مما يجعلها شريكا أساسيا لأوروبا في تحقيق الاستقرار الإقليمي.