خاص | نُذر الحرب تُلوح في الأفق.. صراع الهند وباكستان يتجاوز كشمير ويهز استقرار المنطقة

الاثنين 05 مايو 2025 | 01:52 مساءً
الصراع الهندي الباكستاني
الصراع الهندي الباكستاني
كتب : ولاء هيكل

منذ لحظة الانفصال بين الهند وباكستان عام 1947م، يعيشون بشكل دائم على صفيح ساخن، حيث تحول الخلاف حول إقليم كشمير إلى نزاعات مسلحة بشكل متكرر وحروب دامية، وتوترات حدودية لا تنتهي، حيث إن الخلاف بين قوتين نوويتين لا يقتصر على الجغرافيا، بل يمتد إلى الهويات الدينية، بالإضافة إلى التحالفات الإقليمية والدولية.

وبدأت الهند تعزيز شراكاتها الإستراتيجية مع قوى عالمية، ومنها دولة إسرائيل التي أصبحت اليوم واحدة من أكبر موردي الأسلحة والتكنولوجيا الأمنية لنيودلهي، حيث إن العلاقة بينهما أصبحت تشهد تطورًا كبيرًا، وبشكل خاص في مجال الطائرات المُسيرة بدون طيار، وأنظمة المراقبة، والتقنيات السيبرانية.

صراع تجاوز الحدود العسكرية إلى أبعاد إستراتيجية وأمنية

المحلل اللبنانيالمحلل اللبناني

وأكد المُحلل السياسي اللبناني "عبد الله نعمة" أن المنطقة تشهد مزيد من التصعيدات المُتسارعة بين الهند وباكستان بشكل غير مسبوق، وتداعياته تتجاوز الحدود العسكرية إلى أبعاد استراتيجية وأمنية قد تهدد الاستقرار في جنوب آسيا بالكامل، كلا الطرفين يمتلك أسلحة نووية ،رغم ان المؤشرات الحالية ترجح سيناريو التصعيد المحدود بدل الحرب الشاملة ،كما

وأوضح، "عبد الله نعمة" أن سبب التوتر بين البلدين هو نتيجة هجوم إرهابي مروع وقع في منطقة باهالغام بكشمير الهندية اسفر عن مقتل 26 سائحا معظمهم من الهندوس، وإصابة اكثر من 20 اخرين ،الهجوم الذي يعتبر الاعنف ضد المدنيين في كشمير منذ سنوات نُسب لجماعة "لشكر طيبة" التي تتخذ من باكستان مقرا لها، بالرغم من نفي إسلام آباد اي علاقة لها بالحادثة، فهذا التوتر اسفر عن تبادل لاطلاق النار بين القوات الهندية والباكستانية وبدء التصعيد والهجمات بالاسلحة الصاروخية والمدفعية واستخدمت الطائرات المسيرة بين الطرفين وبدءت الاتهامات بين الطرفين كما أن باكستان تتهم الهند باضطهاد مسلمي كشمير في كلتا الدولتين.

إرتدادات الهجوم على الهند

وأضاف، أن الهند تتهم باكستان بدعم الجماعات المسلحة المسؤولة عن الهجوم، وردت بالإجراءات الدبلوماسية والاقتصادية الصارمة، بالإضافة إلى  اغلاق الحدود البرية ،وفي المُقابل نفت باكستان مزاعم الهند واغلقت المجال الجوي أمام الهند وأوقفت التجارة معها وطردت دبلوماسيين هنود وقلصت البعثة الدبلوماسية الهندية في إسلام آباد، مُشيرا إلى أن هذا التصعيد بين البلدين قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة مما آثار القلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية والصين ودول الخليج، وخاصة مع استمرار التبادل الناري والتحركات والحشود العسكرية ،التي زادت حدة التوتر على الحدود بين البلدين، حيث أن البلاد الكُبرى بدأوا في مُمارسة الضغط بشكل قوي لاحتواء التوتر وعدم الانزلاق نحو مواجهة شاملة، خاصة أن التوقيت حساس في ظل أزمات دولية أخرى، وفي النهاية يبقى احتمال الحرب قائما وذلك لعدة اعتبارات استراتيجية.

اقرأ أيضا