خاص| صراع العمالقة.. الصين وأمريكا: من سيصمد للنهاية؟

الاثنين 05 مايو 2025 | 12:11 مساءً
الصين وأمريكا
الصين وأمريكا
كتب : ولاء هيكل

تصاعد التوتر بين الصين وأمريكا في واحدة من أكبر المواجهات الاقتصادية خلال العصر الحديث، وقد نشأت حرب تجارية شرسة بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية. تلك الحرب أعادت رسم ملامح العلاقات الدولية بشكل جديد وغيّرت مسارات الاقتصاد العالمي. حيث بدأت شرارة النزاع في بداية عام 2018، عندما فرض الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رسومًا جمركية صارمة على كثير من السلع الصينية الواردة إلى أمريكا.

وعاد "ترامب" من جديد إلى الرئاسة الأمريكية في يناير 2025 ليبدأ حربًا تجارية جديدة على نطاق واسع، بفرض رسوم جمركية جديدة، لترد بكين هي الأخرى على نفس النمط، فتشتعل سلسلة من الإجراءات المتبادلة التي طالت كل القطاعات.

ويجب علينا أن ننوه إلى أن هذه الحرب لم تكن مجرد خلاف اقتصادي، بل غطّت جوانب سياسية واستراتيجية عميقة، كشفت عن صراع نفوذ عالمي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

تأثيرالصراع الصيني والأمريكي على الشرق الأوسط

محمد وازن الباحث في الشؤون السياسية والدوليةمحمد وازن الباحث في الشؤون السياسية والدولية

وأشار "محمد وازن" الباحث في الشؤون السياسية والأستراتيجية والشأن الدولي، إلى أن الحرب التُجارية بين أمريكا والصين، لها إنعكاس على الشرق الاوسط، من خلال التأثير على الأسعار في كافة المجالات، كأسعار الطاقة فأى تباطؤ يحدُث في الإقتصاد الصيني كنتيجة للحرب التُجارية ستنعكس على أسعار الطاقة في الشرق الأوسط، بإعتبار أن الصين أكبر مُستورديين للنفط من الشرق الأوسط، فتراجُع الطلب على النفط سيؤثر على أسعارهُ في البلاد العربية.

كما أكد الأستاذ " وازن" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الرئيس "دونالد ترامب"، لن يتراجع عن حربهُ التُجارية ضد الصين، وذلك من خلال خطابهُ الإقتصادي المُهاجم والموُجه بصفة خاصة لدولة الصين في جميع المؤتمرات الصحفية، ولكن من المُمكن أن يقوم "ترامب" بإعادة ترتيب أولويات المعركة الإقتصادية، بحث تُصبح أكثر إنتقائية وتكنولوجية، مُستهدفاً قطاعات مثل الذكاء الإصطناعي وتطبيقات الإتصالات، بدلاً من القطاعات التي لها دلالات سياسية وتخُص دولة بعينها.

من الأقوى اقتصاديًا؟ ومن سيصمد للنهاية؟ وهل الصين قادرة على الصمود؟

وأشار "وازن" إلى أنهُ على الرغم من أن الصين تُعتبر من الدول الكُبرى إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت الأقوى إقتصادياً، فأمريكا تمتلك القدرة على فرض العقوبات على باقي الدول كما فعلت مع روسيا في بداية الأزمة الإوكرانية، حيث أنها تملك قوة مالية من خلال إمتلاك سندات تتجاوز التريليون دولار حسبما أفاد صندوق النقد الدولي، ولكن الصين لا يُمكن أن يُستهان بقوتها، فمن المُتوقع أنها سوف تُفاجئ الجميع بقرارات تجعل أمريكا تخضع في النهاية لها، مثلما فعلت عندما منعت تصدير خمس معادن ثمينة لأمريكا مُنذُ أيام قليلة، وهي قادرة على الصمود بشكل كبير لفترات طويلة.

الصين وأمريكا يُشكلان نصف إقتصاد العالم

الدكتورة نادية حلمي.خبيرة في الشؤون السياسية الصينية والأسيويةالدكتورة نادية حلمي.خبيرة في الشؤون السياسية الصينية والأسيوية

وأوضحت الدكتورة "نادية حلمى" الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية – وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف، بشأن الحرب الإقتصادية بين أمريكا والصين، فهم أكبر قوى تؤثر على العالم بالإضافة إلى التأثير على الشرق الأوسط، فأمريكا والصين يُشكلات نصف أقتصاد العالم، فالحرب التُجارية بينهُم ستدفع إلى الركود وتباطؤ في النمو الإقتصادي العالمي، فمن المُرجح أن يلحق ذلك الضرر بإقتصادات الدول الأخرى من خلال تباطؤ النمو العالمى، ويرجح أن يعانى الإستثمار العالمى بسبب حربهما التجارية المُستمرة.

كما أشارت "نادية حلمي"، في تصريح خاص "لبلدنا اليوم"، بأن قرار رفع الرسوم الجمركية يُسئ إلى سُمعة القيادة في واشنطن، والمسؤوليين الإقتصاديين حول الرئيس "ترامب"، وقد وصف وزير الخارجية الصيني تلك الرسوم بأنها شئ غير مُبرر، وأنها سوف تُلحق الضرر بكل الأسواق العالمية، مُؤكدة على أن الصين سوف تقوم بردود غير مُتوقعة وحاسمة إذا لم تتوقف أمريكا عن أفعالها المُعادية للتجارة الصينية.

التعريفات الجمركية الامريكية على الصين مُجرد لعبة أرقام

وأضافت الدكتورة "نادية حلمي"، أنهُ قد أصبح فرض الولايات المتحدة المتتالى للتعريفات الجمركية المرتفعة بشكل مفرط على الصين مجرد لعبة أرقام، دون أى أهمية إقتصادية حقيقية لذلك، وهو ما يكشف فقط عن ممارسات الولايات المتحدة المتمثلة فى تسليح التعريفات الجمركية كسلاح للتنمر والإكراه ومواجهة الدول التي تقع في دائرة الإختلاف السياسي معها. 

اقرأ أيضا