أزمة الكهرباء في غزة.. السكان يلجؤون إلى صيانة الألواح الشمسية

استمرار أزمة الكهرباء يدفع سكان غزة إلى البحث عن حلول بديلة، معتمدين على صيانة الألواح الشمسية المتضررة لتلبية احتياجاتهم الطاقوية الأساسية

الاحد 16 مارس 2025 | 02:09 مساءً
كتب : أمنية محمد السيد

منذ أكتوبر 2023، يعاني سكان قطاع غزة من انقطاع متواصل للكهرباء أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المنطقة. 

ومع استمرار الأزمة دون بوادر للحل، باتت الألواح الشمسية، رغم تضررها، الحل الوحيد والأخير للكثير من الأسر في غزة لتأمين حاجتهم من الطاقة الأساسية. 

ورغم ما تحمله هذه التكنولوجيا من أمل في توفير الطاقة البديلة، إلا أن الألواح الشمسية في غزة تحتاج إلى صيانة مستمرة نتيجة الظروف المناخية القاسية وتدهور البنية التحتية. في هذا التقرير الخاص، تستعرض"بلدنا اليوم" عن كيف أصبحت صيانة هذه الألواح شريان حياة لسكان غزة في ظل غياب حلول بديلة للتخفيف من حدة أزمة الطاقة المستمرة.

ويشهد قطاع غزة أزمة خانقة في إمدادات الكهرباء منذ أكتوبر 2023، حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي المستمر إلى شلل كبير في الحياة اليومية لسكان القطاع. 

وبينما يعتمد معظم سكان العالم على الكهرباء بشكل أساسي لتلبية احتياجاتهم من طاقة التشغيل والإضاءة والتدفئة، يجد سكان غزة أنفسهم في مواجهة تحديات غير مسبوقة فيما يتعلق بتأمين أبسط احتياجاتهم الطاقوية.

أسباب أزمة الكهرباء في غزة تعود إلى عوامل متعددة، بما في ذلك الحصار الذي يفرض قيودًا على واردات الوقود وقطع الغيار، فضلاً عن التوترات السياسية والاقتصادية المستمرة. 

وهذا الوضع ترك قطاع غزة يعتمد بشكل رئيسي على مولدات الكهرباء الخاصة والألواح الشمسية التي تنتشر على أسطح المنازل والمباني.

 دور الألواح الشمسية في التخفيف من الأزمة  

منذ سنوات، أصبحت الألواح الشمسية حلاً عمليًا لتلبية احتياجات سكان غزة الطاقوية، خاصةً في ظل استمرار انقطاع الكهرباء لفترات طويلة.

والطاقة الشمسية، التي تعتمد على استغلال ضوء الشمس لتوليد الكهرباء، وفرت للسكان فرصة لتوليد طاقة نظيفة وآمنة دون الحاجة إلى الوقود. 

ولكن هذه الألواح ليست بمنأى عن التحديات، حيث تتعرض للأضرار الناتجة عن التغيرات المناخية والظروف البيئية الصعبة في المنطقة.

ومع تدهور حالة البنية التحتية وغياب الصيانة الدورية، بدأت العديد من الألواح الشمسية تعاني من ضعف الأداء أو التوقف عن العمل، ما دفع سكان غزة إلى اللجوء إلى صيانتها كحل أخير لمواجهة انقطاع الكهرباء المتواصل. العديد من الأسر تعتمد على فنيين محليين لإصلاح الألواح الشمسية المتضررة، الذين يحاولون بجهود بسيطة إبقاء هذه الألواح تعمل، نظرًا لنقص قطع الغيار المتوفرة في السوق المحلي بسبب الحصار.

 تحديات صيانة الألواح الشمسية  

يواجه سكان غزة مجموعة من التحديات عند صيانة الألواح الشمسية المتضررة. أولها نقص الخبرة الفنية المتقدمة في إصلاح هذه الأنظمة، حيث يعتمد الفنيون المحليون غالبًا على معرفتهم الذاتية وموارد محدودة. ثانيًا، يعاني السوق من نقص شديد في قطع الغيار بسبب القيود المفروضة على استيراد التكنولوجيا والمعدات الضرورية. 

وهذا يجعل عملية الصيانة مكلفة ومعقدة، ما يزيد من الضغوط على الأسر التي تعتمد على هذه الألواح.

وكما تؤثر الظروف البيئية القاسية في غزة، مثل الرياح القوية والعواصف الرملية، على أداء الألواح الشمسية. 

وتتطلب هذه الأنظمة تنظيفًا وصيانة مستمرة لضمان فعاليتها، وهو أمر قد يكون صعبًا بالنسبة للأسر ذات الموارد المحدودة.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي  

اعتماد سكان غزة على الألواح الشمسية كحل بديل لمواجهة أزمة الكهرباء المتواصلة له آثار اقتصادية واجتماعية متعددة. 

فعلى الصعيد الاقتصادي، أصبحت الألواح الشمسية تمثل استثمارًا ضروريًا، لكن مكلفًا، للأسرة الغزاوية. هذا الاستثمار يشمل تكلفة تركيب الألواح، فضلاً عن تكلفة الصيانة التي تزداد مع مرور الوقت وازدياد تلف الألواح.

واجتماعيًا، تؤثر أزمة الكهرباء بشكل كبير على نوعية الحياة في غزة. فقد تأثرت الخدمات الأساسية، مثل المستشفيات والمدارس، بانقطاع التيار الكهربائي، ما يزيد من معاناة السكان. 

وفي ظل هذه الأزمة، أصبحت الطاقة الشمسية ليست مجرد وسيلة لتوفير الكهرباء، بل أيضًا رمزًا للصمود والأمل في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني.

 دور المجتمع الدولي  

أمام هذه الأزمة المتفاقمة، يبقى دور المجتمع الدولي في تقديم الدعم لسكان غزة حيويًا. 

والعديد من المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية تعمل على تقديم المساعدة في مجال تزويد الأسر الفلسطينية بأنظمة الطاقة الشمسية البديلة وتقديم التدريب على صيانتها. هذه الجهود ساهمت في تحسين الوضع إلى حد ما، لكنها لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان.

ومع تواصل الأزمة، فإن الحاجة أصبحت ماسة لدعم دولي أكبر يركز على تعزيز قدرة سكان غزة على صيانة الألواح الشمسية وتوفير قطع الغيار اللازمة لها، فضلًا عن إدخال حلول طاقوية أخرى أكثر استدامة وفعالية.  

وأزمة الكهرباء في غزة التي بدأت في أكتوبر 2023 لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا لسكان القطاع، الذين اضطروا للبحث عن حلول بديلة لتلبية احتياجاتهم اليومية من الطاقة. 

وصيانة الألواح الشمسية أصبحت وسيلة حيوية لضمان استمرارية الحياة في ظل انقطاع التيار الكهربائي، رغم التحديات العديدة التي تواجهها. يبقى الأمل معقودًا على تقديم دعم أكبر من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لمساعدة سكان غزة على تحسين البنية التحتية للطاقة الشمسية وضمان استمرارية هذا الحل البديل في مواجهة أزمة لا يبدو أن لها نهاية قريبة.

اقرأ أيضا