أريج جبر: إسرائيل تماطل في تنفيذ الاتفاق وتستخدم الحرب وسيلة لابتزاز المقاومة والوسطاء (خاص)

الاحد 02 مارس 2025 | 11:31 مساءً
أريج جبر استاذ العلوم السياسية
أريج جبر استاذ العلوم السياسية
كتب : بسمة هاني

أثارت تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل، إيتمار بن غفير، بشأن وقف المساعدات الإنسانية عن قطاع غزة، جدلاً واسعاً، خاصة بعد تأكيده على ضرورة تصعيد الإجراءات ضد القطاع في هذا التوقيت.

وتزامنت هذه التصريحات مع تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، قررت وقف شحنات المساعدات إلى غزة، وسط أنباء عن تنسيق مع الجانب الأمريكي.

كما أفادت مصادر إسرائيلية بأن السلطات أصدرت أوامر بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، مما يثير تساؤلات حول التداعيات الإنسانية والسياسية لهذا القرار.

وفي حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، أكدت الدكتورة أريج جبر، أستاذ العلوم السياسية والمختصة في الشأن الفلسطيني، أن التصريحات الصادرة عن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ليست جديدة، بل تأتي في سياق النهج المستمر للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي تسعى إلى القضاء على المكون الفلسطيني، وطمس القضية الفلسطينية.

ولفتت إلى أن إسرائيل لا ترغب في إنهاء الحرب، بل تسعى إلى تمديدها، بهدف استغلال ورقة المحتجزين لممارسة أقصى درجات الضغط على المقاومة، ودفعها للقبول بشروط الاحتلال دون مقاومة.

الاحتلال يتهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة

وأوضحت الدكتورة أريج جبر أن المرحلة الأولى من الصفقة تمت بوساطة دولية، خاصة من الجانب المصري، حيث أبدت المقاومة الفلسطينية حسن النية عبر الالتزام بتسليم الأسرى وفق شروط الوسطاء، إلا أن الاحتلال لم يلتزم بتنفيذ التفاهمات المرتبطة بالمرحلة الأولى، بل استمر في تنفيذ الخروقات داخل قطاع غزة، عبر عمليات عسكرية وإطلاق نار، فضلًا عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

وشددت على أن إسرائيل تماطل في بدء المرحلة الثانية، حيث لا ترغب في الدخول في أي مشاورات أو مفاوضات حقيقية حول مستقبل قطاع غزة.

إسرائيل ترفض الإنسحاب وتتهرب من إنهاء العدوان

وأشارت الدكتورة أريج جبر إلى أن إسرائيل لم تبدأ أي خطوات للانسحاب من القطاع، كما كان مقررًا ضمن المرحلة الأولى، ما يدل على نيتها في البقاء داخل غزة وفرض واقع جديد.

كما أنها ترفض الإعلان عن إنهاء حالة الحرب، خشية تبعات ذلك على اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يضغط لاستمرار القتال.

وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية تخشى الاعتراف بفشلها في تحقيق أي من أهدافها المعلنة قبل بدء الحرب

كما أنها لا تملك رؤية واضحة لكيفية إدارة المرحلة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بمستقبل القطاع وإمكانية التفاوض مع المقاومة.

دعم أمريكي مطلق لخطط الاحتلال في غزة

ولفتت الدكتورة أريج جبر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يشعر اليوم بأن الظروف الإقليمية والدولية تصب في مصلحته، خاصة في ظل الدعم الأمريكي غير المشروط، والتصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اعتبر فيها غزة "ملكية خاصة له" ما يعكس حجم الانحياز الأمريكي.

وأوضحت أن إسرائيل ترى أن هذه الظروف تمثل فرصة ذهبية لإعادة تموضعها داخل القطاع، وفرض سيطرتها عليه بشكل كامل.

تهديدات الاحتلال ضغط على المقاومة والوسطاء معًا

وأوضحت الدكتورة أريج جبر أن الاحتلال الإسرائيلي لا يسعى إلى حرب مفتوحة كما كان في السابق، لكنه يعتمد على التهديدات المتكررة لإرهاب الوسطاء الدوليين قبل الضغط على المقاومة نفسها.

ولفتت إلى أن الهدف من هذه التصريحات هو إجبار المقاومة على تقديم تنازلات جوهرية، خصوصًا فيما يتعلق بتسليم المحتجزين، مقابل ترتيبات لا تليق بحجم التضحيات التي قدمها قطاع غزة، ولا تتناسب مع جهود الوسطاء، وعلى رأسهم الوسيط المصري.

الجرائم بحق المدنيين

وفيما يتعلق بتصريحات بن غفير حول قطع الكهرباء والمياه عن قطاع غزة، أكدت الدكتورة أريج جبر أن هذه السياسات ليست جديدة، بل تم تطبيقها منذ السابع من أكتوبر، حيث تعمد الاحتلال تدمير البنية التحتية للقطاع، وقطع الاتصالات والإنترنت، ومنع وصول الخدمات الطبية، وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض حصار خانق على الفلسطينيين.

وشددت على أن هذه الممارسات لا تعدو كونها امتدادًا لجرائم الاحتلال المستمرة، التي تستهدف التنكيل بالسكان المدنيين، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.

المنطقة لن تنعم بالاستقرار إلا بقيام دولة فلسطينية

وإختمت الدكتورة أريج جبر حديثها بالتأكيد على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا من خلال تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة.

كما أكدت أن المواقف العربية، وخاصة الموقفين المصري والأردني، تتوافق على أن أي حلول مؤقتة لن تؤدي إلى إنهاء الصراع، بل إن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال، وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم بعيدًا عن الضغوط الإسرائيلية المتواصلة.

اقرأ أيضا