أسامة الدليل: سياسات ترامب الجمركية تهدد الاقتصاد العالمي وتعيد رسم خارطة التجارة (خاص )

الاربعاء 26 فبراير 2025 | 04:14 مساءً
رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي
رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي
كتب : بسمة هاني

قال رئيس قسم الشؤون الدولية بمجلة الأهرام العربي أسامة الدليل، إن الهدف الأساسي من فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية على جيرانه وحلفائه قبل منافسيه هو تقليل العجز التجاري الضخم للولايات المتحدة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، أن واشنطن تستورد أكثر بكثير مما تصدر، موضحا أن هذه الرسوم تهدف أيضاً إلى تشجيع الشركات الكبرى على نقل مصانعها إلى الأراضي الأمريكية، ما يؤدي إلى خلق فرص عمل وتعزيز الصناعة المحلية.

التضخم والركود

ولفت إلى أن هذه الإجراءات لن تحقق نتائجها فوراً، بل تحتاج إلى وقت طويل حتى تؤتي ثمارها، لكنه شدد على أن التداعيات المباشرة ستكون ارتفاع معدلات التضخم داخل الولايات المتحدة، حيث ستقوم الشركات المستوردة بتحميل تكلفة الرسوم على المستهلكين من خلال رفع الأسعار، مما قد يؤدي إلى ركود في سوق السلع المستوردة، وهو ما يشكل خسائر محتملة للشركات الأمريكية نفسها.

ردود الفعل الدولية والإجراءات المضادة

وأشار إلى أن الدول المستهدفة بهذه الرسوم لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستلجأ إلى فرض إجراءات جمركية مماثلة على المنتجات الأمريكية، مما سيرفع أسعارها في الأسواق العالمية، ويؤدي إلى انخفاض فرص التصدير.

وأكد أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى موجة تضخم عالمية، حيث سترتفع الأسعار في الأسواق الغربية والصينية، مما قد يضع الاقتصاد العالمي في حالة من عدم الاستقرار.

نقل الصناعات إلى أمريكا: حل البطالة على حساب الآخرين

وأوضح أن الهدف النهائي لترامب هو إجبار الشركات العالمية على نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة بدلاً من دول مثل الصين والمكسيك، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة في الدول التي ستخسر صناعاتها لصالح السوق الأمريكية، مشددا على أن هذه الاستراتيجية، رغم تأثيراتها السلبية على المدى القصير، قد تحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للولايات المتحدة مستقبلاً.

ترامب ومواجهة محاولات التخلص من هيمنة الدولار

وأشار رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي إلى أن ترامب ينطلق من رؤية أوسع تتجاوز مسألة العجز التجاري، إذ يسعى لإجهاض أي محاولات دولية للتخلي عن الدولار كعملة رئيسية في التبادلات التجارية.

وأوضح أن هناك تكتلات اقتصادية بدأت تناقش فكرة العودة إلى معيار الذهب بديلاً عن اتفاق بريتون وودز، الذي جعل الدولار الوسيط الرئيسي في التجارة العالمية منذ عام 1949.

مستقبل الرسوم الجمركية نجاح غير محسوم

وأكد أن نجاح هذه السياسات لا يزال غير واضح، حيث بدأت بعض الدول في التفاوض مع الولايات المتحدة لتجنب الرسوم، مما دفع ترامب إلى تأجيل تطبيق بعض العقوبات.

ولفت إلى أن المكسيك مثلاً قدمت حلولاً لمشكلة الهجرة غير الشرعية كجزء من التفاوض، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي التوصل إلى حل وسط عبر زيادة وارداته من النفط والغاز الأمريكي.

قرارات تحتاج إلى وقت

وشدد رئيس قسم الشؤون الدولية بالأهرام العربي، على أن التسرع في تقييم هذه الإجراءات قد يكون غير دقيق، حيث لم يُكمل ترامب عاماً في منصبه، وبالتالي لا يمكن حتى الآن تحديد الأثر الفعلي لهذه السياسات على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.

اقرأ أيضا