نائب رئيس جامعة الأزهر يؤكد أهمية التوازن بين التكنولوجيا والإنسانية

الذكاء الاصطناعي بين التحديات والفرص.

الاثنين 17 فبراير 2025 | 01:59 مساءً
نائب جامعة الأزهر
نائب جامعة الأزهر
كتب : محمود عبد الرحمن

أكد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، أهمية دور الإنسان في عصر التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ويمثل تحولا جوهريا في مختلف مجالات البحث العلمي.

الدراسات الإنسانية والبحث العلمي في ظل الذكاء الاصطناعي

 جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني عشر، الذي تنظمه كلية الدراسات الإنسانية للبنات بالقاهرة، تحت عنوان:"الدراسات الإنسانية والبحث العلمي في ظل الذكاء الاصطناعي: التحديات والفرص.. رؤية مستقبلية". 

وأعرب الدكتور فكري عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث العلمي الكبير، الذي يجسد جهودا مخلصة لتعزيز الدراسات الإنسانية والبحث العلمي، لافتا إلى أن العصر الحالي يشهد نقلة نوعية في المعرفة الإنسانية بفضل التطورات التكنولوجية. 

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح عاملا مؤثرا في مختلف التخصصات، ما يستدعي إعادة النظر فيه كأداة قوية لتعزيز البحث العلمي وتطوير الدراسات الإنسانية، مع ضرورة طرح التساؤلات حول دوره في إعادة تشكيل هذه المجالات. 

وتساءل نائب رئيس جامعة الأزهر: "هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الباحثين والمفكرين، أم سيكون وسيلة تمكينية تفتح آفاقا جديدة للمعرفة؟"، مشددا على ضرورة التعامل مع هذه التقنية بوعي ومسؤولية، واستغلال إمكانياتها في تحسين جودة الحياة، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي، مع الحفاظ على القيم الإنسانية وضمان الاستخدام الأخلاقي لها. 

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد فكرة مستقبلية، بل أصبح واقعا ملموسا يغير أنماط الحياة، ويتيح فرصا غير مسبوقة في مجالات الصحة، والتعليم، والصناعة، والاقتصاد، وحتى في الفنون والثقافة. 

وأشار إلى أن هذا التقدم التكنولوجي السريع يفرض علينا تحديات كبيرة، تتطلب استعدادا وتأهيلا مناسبا لمواكبة هذه المتغيرات واستثمار الفرص التي يوفرها العصر الرقمي. 

وفي هذا الإطار، أكد الدكتور فكري أن المؤتمر يعكس التزام كلية الدراسات الإنسانية بمواكبة التطورات العلمية، وسعيها للريادة في مجالات التعليم والبحث وخدمة المجتمع، مشددا على أن جامعة الأزهر تؤمن بضرورة التوازن بين التكنولوجيا والإنسانية لتحقيق مجتمع متكامل ومستدام. 

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في مختلف القطاعات، لكنه في الوقت ذاته يثير تساؤلات حول دور الإنسان في المستقبل، وهو ما يبرز أهمية الدراسات الإنسانية، التي تقدم رؤى أكثر عمقا وارتباطا بالجانب البشري، سواء في الفلسفة، أو الأدب، أو التاريخ، أو علم الاجتماع.

 وأوضح أن هذه الدراسات تساعد في فهم الإنسان ومعتقداته وأخلاقياته، وتتناول الجوانب التي لا يمكن للآلات أن تحل محلها. 

وأكد الدكتور فكري أن المشاركة في هذا المؤتمر ليست مجرد قيمة علمية مضافة، بل هي دعم لرؤية مصر 2030، تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الابتكار، وبناء مجتمع قائم على المعرفة في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، خاصة مع ظهور الذكاء الاصطناعي. 

واختتم حديثه بالإشارة إلى دعم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لهذا المؤتمر، مما يعكس رؤيته العميقة لأهمية العلم في بناء المجتمعات وخدمة الإنسانية. 

كما أكد أن الأزهر الشريف يسهم بدور جوهري في توجيه العالم الإسلامي نحو المعرفة، وتعزيز التعاون الدولي، وترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية في عصر التكنولوجيا الحديثة.

اقرأ أيضا