تحديات ومستقبل المفاوضات بين واشنطن وطهران: رؤية تحليلية "خاص:"

الاحد 16 فبراير 2025 | 10:08 صباحاً
تحديات ومستقبل المفاوضات بين واشنطن وطهران
تحديات ومستقبل المفاوضات بين واشنطن وطهران
كتب : بسمة هاني

تشهد العلاقات الأميركية-الإيرانية محاولاتٍ للتواصل وسط أجواء متباينة بين التفاوض والتصعيد، وفقًا لما كشفه مسؤول أوروبي رفيع.

وأشار إلى أن إيران قد تقبل بأي اتفاق، شريطة رفع العقوبات المفروضة عليها.

نفوذ حلفاء طهران في المنطقة

وأوضح المصدر أن تراجع نفوذ حلفاء طهران في المنطقة، خصوصًا بعد الخسائر التي تكبدها حزب الله وسقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، قد يفتح الباب لاتفاق لم يكن ممكنًا قبل عامين.

من جانبه، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رغبته في التفاوض مع إيران، لكنه لم يستبعد المواجهة العسكرية، مؤكدًا أن أي اتفاق سيمنع إسرائيل من شن ضربات ضد طهران.

كما شدد على تفضيله لحلٍّ دبلوماسي يتيح لإيران النمو اقتصاديًا بدلًا من التصعيد.

ورغم ذلك، وقع ترامب مذكرةً رئاسية لإعادة فرض العقوبات الصارمة على إيران، في إطار سياسة "الضغوط القصوى"، مبررًا ذلك بمخاوف تتعلق ببرنامجها النووي.

وهو ما أثار انتقاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي اعتبر أن فرض العقوبات يتناقض مع أي نية حقيقية للتفاوض.

أسامة حمدي: باحث في الشؤون الإيرانية وقضايا الشرق الأوسط

قال حمدي إن الولايات المتحدة وإيران، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، تحافظان على قنوات اتصال سرية لتبادل الرسائل والتفاهمات.

وأشار إلى أن هذه القنوات غالبًا ما تتم عبر سويسرا وسلطنة عمان، وأخيرًا قطر.

ولفت إلى أن مفاوضات سرية جرت بين واشنطن وطهران في سلطنة عمان قبيل الاتفاق النووي لعام 2015، الذي أُبرِم في عهد إدارة أوباما، موضحًا أن مسقط لعبت دورًا مهمًا في الوساطة بين الطرفين حول بنود الاتفاق.

وأكد أن هذا الاتفاق انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاحقًا في عام 2018.

وشدد حمدي على أن العلاقات الدولية لا تعرف القطيعة التامة في الاتصالات بين أي دولتين، بل تظل هناك قنوات غير رسمية عبر وسطاء موثوق بهم.

وأوضح أن جوهر الأزمة بين واشنطن وطهران يتمثل في كيفية التوصل إلى اتفاق يُرضي الطرفين، مشيرًا إلى وجود صراع إرادات واضح بين الدولتين.

وأكد أن واشنطن تسعى لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي قد يهدد مصالحها في المنطقة، ويؤثر على توازن القوى مع وجودها العسكري في الخليج، كما يشكل خطرًا على حلفائها، وهم إسرائيل والسعودية والإمارات.

كما شدد على أن واشنطن تعمل على تحجيم النفوذ الإقليمي لإيران عبر وكلائها في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين، فضلًا عن محاولاتها القضاء على مشروع الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي تهدد القواعد الأميركية وإسرائيل.

في المقابل، قال حمدي إن إيران لا ترغب في التخلي عن مثلث قوتها الإقليمية، الذي يتمثل في مشروعها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم أذرعها في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا يعكس صراع الإرادات بين الدولتين ويؤدي إلى تباعد وجهات النظر في أي مفاوضات.

وأضاف أنه يعتقد أن الدولتين بعيدتان، في المدى القريب، عن توقيع أي اتفاق، مؤكدًا أن واشنطن ستواصل ممارسة سياسة الضغوط وفرض العقوبات لخنق الاقتصاد الإيراني، على أمل أن يؤدي ذلك إلى غضب شعبي داخلي يُسقط النظام الإيراني الحاكم.

في المقابل، لفت إلى أن إيران ستستمر في تطوير قدراتها الدفاعية تحسبًا لأي هجوم عسكري أميركي-إسرائيلي يستهدف قوتها العسكرية.

وأوضح أن الخطر الأكبر يتمثل في اندلاع مواجهة شاملة في حال حدوث أي هجوم، مما سيدفع المنطقة بأكملها إلى دفع الثمن، مع امتداد التأثيرات على المستوى الدولي.

اقرأ أيضا