في إطار تصاعد التوترات في المنطقة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إستمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في قمة جبل الشيخ، مؤكداً أن الجيش سيظل موجودًا في الموقع لفترة غير محدودة لضمان حماية سكان هضبة الجولان والشمال الإسرائيلي.
وأوضح كاتس خلال زيارته لمواقع الجيش في قمة جبل الشيخ بسوريا، أن الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لتنفيذ مهام دفاعية وهجومية، وأن بلاده تسعى لإقامة وجود دائم في هذه المنطقة الاستراتيجية.
وأضاف كاتس أن إسرائيل لن تعود إلى الوضع الذي شهدته البلاد في السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن الدفاع عن الأمن الإسرائيلي سيكون على عاتق الجيش وحده، دون الاعتماد على أطراف أخرى.
أسباب بقاء إسرائيل في جبل الشيخ
وفي هذا الإطار أكد الدكتور نبيل ميخائيل المحلل السياسي من واشنطن "لبلدنا اليوم", أن بقاء الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ في سوريا لفترة غير محددة مرتبط بعدد من العوامل الاستراتيجية.
أوضح أن العامل الأول هو الوضع غير المستقر في سوريا وانتقال السلطة إلى قيادة جديدة، حيث تراقب إسرائيل الوضع في سوريا من خلال موقعها في جبل الشيخ، الذي يُعتبر نقطة مراقبة هامة في المنطقة.
وأكد ميخائيل أن هناك أيضًا وجودًا لقوات أجنبية في سوريا مثل القوات التركية بالإضافة إلى تنظيم داعـــش وبعض الفصائل الكردية المسلحة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تُعد واحدة من هذه الجماعات العسكرية المنتشرة في سوريا.
وأشار إلى أن العامل الثاني الذي يُؤثر على استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة هو الموقف في لبنان، حيث لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله ضعيفًا، ويجري تجديده من وقت لآخر، مع تجديد آخر مقرر في 18 فبراير.
وشدد على أن وجود الجيش الإسرائيلي في جبل الشيخ يساعد في إعادة تقييم الموقف الإسرائيلي تجاه لبنان.
لفت ميخائيل إلى أن إسرائيل بحاجة إلى قرب أكبر من دول الخليج وإيران بعد انهيار نظام الدفاع الجوي السوري عقب رحيل الأسد، مشيرًا إلى أن هناك اهتمامًا إسرائيليًا كبيرًا في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وأن جبل الشيخ قد يُستخدم كقاعدة للتجسس على إيران.
وأشار أيضًا إلى أن الولايات المتحدة قد تعارض تحركات إسرائيل في هذا الصدد، لكن إذا كانت هناك محاولات لإنشاء سوريا قوية، فإن الوجود الأجنبي، بما في ذلك الوجود الإسرائيلي، سيكون عرضة للانتقاد، ما قد يؤدي إلى ضغوط دولية على إسرائيل والدول الأخرى للانسحاب.
وأكد أن هناك اشتباكات مسلحة بين الفصائل العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس الأسد وعائلته، وتنظيم داعش، وأن إسرائيل تفضل الحفاظ على وجود عسكري في المنطقة لمراقبة هذه التصادمات بين الجماعات المسلحة المختلفة في سوريا.