الكابلات البحرية تحت التهديد: أيرلندا في مواجهة الأمن السيبراني

وفقًا لتقرير الجارديان تمثل الكابلات البحرية العابرة للأطلسي التي تمر عبر أو بالقرب من أيرلندا العمود الفقري للإنترنت، حيث تدعم تشغيل تطبيقات مثل "تيك توك"، والخدمات المصرفية، والاتصالات السياسية والعسكرية, مع مرور 75% من هذه الكابلات عبر أيرلندا، تبرز الدولة كنقطة استراتيجية حيوية للمملكة المتحدة وأوروبا.

تهديدات جديدة تحت سطح البحر

أصبحت الكابلات البحرية هدفًا مغريًا للهجمات العسكرية والإرهابية والإجرامية، خاصة بعد وقوع حوادث في بحر البلطيق تسببت في قطع كابلات وتعطيل الاتصالات. حوادث مشابهة بين فنلندا وإستونيا وألمانيا وسويد تؤكد هشاشة هذه البنية.

حياد أيرلندا وضعف دفاعاتها

على الرغم من دورها الاستراتيجي، تفتقر أيرلندا إلى البنية التحتية الدفاعية اللازمة لحماية الكابلات البحرية، حيث إنها ليست عضوة في الناتو، ولا تمتلك غواصات، وتُعتبر ميزانيتها الدفاعية من بين الأدنى في أوروبا, هذا الوضع يجعلها عرضة لهجمات محتملة، وفقًا للسيناتور جيرارد كراوغويل، الذي يرى أن الحياد لا يحمي البلاد من المخاطر الحديثة.

دعوات لتعزيز القدرات الدفاعية

تتزايد المطالب بإنشاء قوة دفاعية حديثة تضم قواعد بحرية مجهزة، وسفن مراقبة متطورة، وقدرات رادارية وسونار متقدمة, يرى الخبراء أن التعاون مع دول الأطلسي مثل المملكة المتحدة، فرنسا، وإيسلندا ضروري لتعزيز الأمن المشترك.

أيرلندا تحت المجهر الروسي

يؤكد الباحثون أن روسيا تعتبر أيرلندا نقطة ضعف استراتيجية بسبب قربها من بريطانيا ودورها في دعم الاقتصاد الأوروبي,  وتشير تقارير إلى أن السفن الروسية مثل "يانتار" تستخدم للتجسس على الكابلات تحت البحر، ما يرفع مستوى التهديدات الأمنية.

الحكومة تتحرك وسط ضغوط متزايدة

استجابت الحكومة الأيرلندية بالانخراط في برامج أمنية أوروبية لتعزيز مراقبة البنية التحتية البحرية، إلى جانب تطوير استراتيجية وطنية للأمن البحري, كما أنها عضو في مبادرات الاتحاد الأوروبي والشراكة من أجل السلام التابعة للناتو.

حماية المستقبل..البنية التحتية والطاقة

مع التوسع المتوقع في مشروعات طاقة الرياح البحرية، تتزايد أهمية حماية الكابلات والبنية التحتية المرتبطة بها, يشدد الخبراء على أن بناء قوة دفاعية قوية واستثمار تقنيات مراقبة متقدمة بات ضرورة لضمان أمن أيرلندا وأوروبا.

الحياد والدفاع.. معادلة تحتاج إلى توازن

يشير الباحثون إلى أن الحياد لا يتعارض مع بناء دفاعات قوية، بل يتطلب استثمارات مستدامة في الأمن, تبقى أيرلندا مطالبة بإجراء نقاش وطني صريح حول أولوياتها الدفاعية في عالم مليء بالتهديدات المتزايدة.