في 14 ديسمبر 1981، قررت الحكومة الإسرائيلية برئاسة مناحيم بيغن ضم مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا خلال حرب الأيام الستة في عام 1967.
وبعد مرور 43 عامًا من ذلك القرار، تم تمرير مشروع القانون في الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 63 صوتًا مقابل 21، ليجعل الجولان جزءً من الأراضي الإسرائيلية.
وبرر بيغن قراره بتهديدات سوريا المستمرة، مؤكدًا أن الجولان كان ذا أهمية إستراتيجية وأيديولوجية لإسرائيل، على الرغم من ذلك رفضت الأمم المتحدة هذا القرار واعتبرت أنه غير قانوني بموجب القرار 497.
لماذا تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان؟
احتلت القوات الإسرائيلية مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967،وفر السكان العرب السوريون من المنطقة أثناء الصراع، قبل رسم خط الهدنة وإخضاع المنطقة لسيطرة جيش الاحتلال، ثم بدأ المستوطنون في دخول الجولان بعد ذلك مباشرة تقريبًا، بحسب صحيفة إندبندنت.
أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 497، الذي أعلن فيه أن مرتفعات الجولان لا تزال أرضًا محتلة، وأن الضم القانوني لها "باطل ولاغٍ ولا أثر قانوني دولي له".
تلت ذلك أربعة عشر عامًا من الحكم العسكري، شملت محاولة سورية غير ناجحة لاستعادة الجولان عام 1973.
وفي عام 1974، وقّعت إسرائيل وسوريا هدنة، وأُنشئت قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على خط وقف إطلاق النار.
وفي عام 1981، أعلنت إسرائيل ضم الجولان من طرف واحد، لاحقًا، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 497، الذي أكد أن مرتفعات الجولان أرض محتلة، وأن ضم إسرائيل لها "باطل ولاغٍ ولا يحمل أي أثر قانوني دولي".
ورغم مرور أكثر من أربعة عقود، يظل المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل، يعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة.
وفي عام 2019، وخلال إدارة دونالد ترامب، أصبحت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
الجانب الأمني والاقتصادي للجولان
تظل مرتفعات الجولان ذات أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل بعد مرور ثلاثة وأربعون عاماً بفضل موقعها العسكري الفريد الذي يطل على مناطق حساسة مثل بحيرة طبريا وسوريا ولبنان، يوفر هذا الموقع لإسرائيل ميزة دفاعية مهمة.
وتعتبر الجولان منطقة عازلة تحمي إسرائيل من التهديدات المحتملة من سوريا، لا سيما في ظل النزاع المستمر في المنطقة وتواجد جماعات مثل حزب الله وإيران في الجوار، إضافة إلى ذلك، تعد الجولان مصدرًا مائيًا حيويًا لإسرائيل، مما يزيد من أهمية المنطقة.
التحولات في المواقف الدولية: الاعتراف الأمريكي والتحديات المستقبلية
في مارس 2019، وبعد مرور 38 عامًا على قرار ضم الجولان، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستعترف رسميًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، وهو تحول كبير في السياسة الأمريكية استمر لعقود، على الرغم من ذلك لم تلغِ الإدارة الحالية بقيادة الرئيس بايدن هذا القرار.
حيث يرى وزير الخارجية الأمريكي أن الجولان لا يزال يشكل أهمية حيوية لأمن إسرائيل.
كما أن هذا الاعتراف الأمريكي قد منح إسرائيل دعمًا دبلوماسيًا في موقفها من الجولان، رغم استمرار رفض المجتمع الدولي لهذه الخطوة.
الوضع الحالي في الجولان: التوسع الإسرائيلي والتمسك بالأرض
اليوم، وبعد مرور 43 عامًا، يبلغ عدد سكان الجولان حوالي 50 ألف نسمة، يشكل المستوطنون اليهود أكثر من نصفهم، في حين يعيش في المنطقة أيضًا دروز عرب يرفض كثير منهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في خطابه الأخير، أكد أن الجولان ستظل جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل، معلنًا عن خطط لزيادة عدد السكان من خلال بناء مستوطنات جديدة، حتى لو تغيرت مواقف المجتمع الدولي تجاه الوضع السوري، يصر بينيت على أن مرتفعات الجولان هي أرض إسرائيلية.