أثارت تصريحات فرانك فيرنكه، رئيس نقابة العمال الألمانية "فيردي"، جدلًا واسعًا حول مستقبل اللاجئين السوريين في ألمانيا، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.
أعرب فيرنكه عن قلقه بشأن خطط محتملة لترحيل السوريين بشكل واسع، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء قد يضر بالسوريين وبمصالح سوق العمل الألمانية.
السوريون جزء من الاقتصاد الألماني
أكد فيرنكه أن عددًا كبيرًا من السوريين في ألمانيا نجحوا في الاندماج وأصبحوا جزءًا أساسيًا من سوق العمل، حيث يعمل السوريون في قطاعات حيوية مثل التجزئة، خدمات التوصيل، والرعاية الصحية، حيث يشكلون ركيزة مهمة لهذه القطاعات.
وأشار إلى أن العديد من هؤلاء اللاجئين أصبحوا أعضاء في نقابة "فيردي"، مما يدل على اندماجهم الكامل في المجتمع الألماني.
ودعا فيرنكه الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي إلى مراقبة الوضع عن كثب في سوريا قبل اتخاذ قرارات تتعلق بمصير اللاجئين، مؤكدًا على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية تأخذ في الاعتبار التنوع العرقي والديني في البلاد.
تباين الرؤى حول العودة
رغم ارتياح السوريين في ألمانيا للإطاحة بنظام الأسد، أشار فيرنكه إلى تنوع ردود أفعالهم حول فكرة العودة.
بينما يفكر البعض في العودة إلى سوريا حال استقرار الأوضاع، يرى الباحث الألماني في شؤون الهجرة، يوخن أولتمير، أن عدد العائدين سيكون محدودًا للغاية.
أوضح أولتمير أن تجارب مشابهة، مثل عودة لاجئي البوسنة بعد انتهاء الحرب في التسعينيات، أظهرت أن العودة الطوعية كانت قليلة جدًا.
وأضاف أن العديد من السوريين، خاصة من وصلوا إلى ألمانيا كأطفال أو شباب، يرون مستقبلهم في البلاد، حيث بنوا حياتهم واستفادوا من التعليم والتدريب المهني.
الاندماج والروابط الاجتماعية
أكد أولتمير أن اللاجئين يطورون روابط قوية مع المجتمعات التي استقروا فيها، ما يجعل فكرة العودة إلى الوطن الأم صعبة.
وأعرب عن قلقه من أن النقاشات حول العودة قد تؤدي إلى اضطراب نفسي لدى اللاجئين الذين اندمجوا بالفعل في المجتمع الألماني.
كما أشار إلى أن المدارس، البلديات، والشركات استثمرت جهودًا وموارد كبيرة لدعم اندماج اللاجئين، وأن تعريض هذه النجاحات للخطر من خلال سياسات العودة قد يكون له نتائج عكسية.
تعليق طلبات اللجوء
على صعيد آخر، قرر المكتب الاتحادي للهجرة تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الوقت الحالي، في ظل التطورات الراهنة في سوريا.