هل يحُقق نتنياهو أحلامه بإقامة الدولة الكبرى؟.. خبراء يجيبون لـ"بلدنا اليوم"

الاربعاء 16 أكتوبر 2024 | 11:04 صباحاً
نتنياهو
نتنياهو
كتب : محمد عبدالحليم:

منذ عدة أيام، نشرت القناة الإسرائيلية الرابعة عشرصورة للمرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، علي السيستاني، ضمن قائمة لأهداف الاغتيال المحتملة.

ظهرت الصورة بجوار قادة آخرين مثل عبد الملك الحوثي، زعيم حركة أنصار الله اليمن، ونعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، ويحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بفلسطين، وإسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس الإيراني، وعلي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.

الصورة التي نشرتها القناة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أظهرت علامات "هدف" على رؤوس هؤلاء الشخصيات دون توضيح سبب إدراج السيستاني في القائمة.

وفي رد فعل قوي، استنكرت الحكومة العراقية، ما وصفته بـ"الإساءة إلى المرجعية الدينية العليا" في البلاد، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة محاولات استهداف الشخصيات المؤثرة وذات الاحترام العالمي.

تنوع بنك الأهداف الإسرائيلية يعني أن نتنياهو يخطط لحرب مفتوحة تستهدف العديد من البلدان العربية والإسلامية في الشرق الأوسط.

إذا ما وضعت هذه الأهداف بجانب الصورة التي عرضها نتنياهو في الأمم المتحدة مؤخرًا وهي تقسم الدول العربية والإسلامية إلى دول حليفة ودول عدوة، فإننا أمام مخطط كبير من جيش الاحتلال.

فما الذي يخطط له نتنياهو؟ وكيف تخرج الدول العربية والإسلامية من مأزق الحرب المفتوحة؟ ومتى تنتهي الحرب؟ ولماذا لا تستطيع الولايات المتحدة إنهاء المفاوضات ووقف إطلاق النار؟

إسرائيل تهدد المنطقة

يرى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أصابه غرور غير مسبوق، حيث يتعامل مع الشرق الأوسط وكأنه منطقة خاصة يمكنه التحكم فيها كيفما يشاء.

وأوضح أن تصريحات نتنياهو حول "الشرق الأوسط الجديد" تأتي كمحاولة لترويج هذا المفهوم بعدما فشل في الوفاء بوعده بإعادة المستوطنين إلى قراهم في شمال إسرائيل، ورغم الاجتياح البري لجنوب لبنان، لم يتمكن من تحسين الوضع، ولم يستطع إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وأضاف السفير رخا أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 42 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

ووصف إسرائيل بأنها أصبحت مصدرًا لعدم الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن مساعيها لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط من خلال اقتطاع الأراضي والسيطرة عليها هي سياسات كارثية.

واعتبر أن نتنياهو يرتكب حماقات، مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقي الذي يهدد المستقبل في المنطقة هو إسرائيل نفسها.

الحرب ستمتد لمنتصف 2025

وصرح الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للبحوث والدراسات، بأن الحرب الحالية من المتوقع أن تستمر حتى منتصف العام المقبل، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسعى لتحقيق هدفه باحتلال شريط في جنوب لبنان، إلا أن حزب الله سيمنع ذلك رغم استشهاد عدد من قياداته.

وأضاف سيد أحمد، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن الحرب قد تتسع لتشمل الجبهتين العراقية والسورية، في ظل توتر بين إسرائيل وإيران.

وتوقع أن يصل الأمر إلى رد إيراني بضرب المفاعل النووي الإسرائيلي في حال قيام إسرائيل بضربة مضادة.

كما أعرب سيد أحمد عن أمله في اندلاع حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران، حيث يرى أن إيران إذا استهدفت المدن الإسرائيلية وضربت المفاعل النووي، ستلجأ إسرائيل إلى الهدنة سريعًا بعد تكبدها خسائر فادحة، خاصة إذا تعرض المدنيون للقتل.

وأكد على أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية تقف حائلًا أمام تحقيق أهداف إسرائيل، مما يجعل الحرب تستمر.

وخلص إلى أن إسرائيل إذا شعرت بـ"ألم شديد" نتيجة استهداف المدنيين، فإنها ستسعى إلى الهدنة.

وأشار إلى أن جميع الصهاينة مسلحون بسبب نظام التجنيد الشامل في إسرائيل، التي وصفها بأنها دولة بلا دستور.

أمريكا متناقضة

ومن جانبه يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية أن سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط تتسم بالتناقض والصراع.

ويوضح فهمي أن الولايات المتحدة من جهة، تدعم سياسة الاحتلال الإسرائيلي، ومن جهة أخرى، تدعو إلى الحفاظ على حياة المدنيين، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تروج في تصريحاتها الإعلامية والسياسية للحلول السلمية، إلا أنها لا تتخذ إجراءات فعالة على أرض الواقع.

وأوضح فهمي أن الولايات المتحدة، رغم مبادراتها مثل مبادرة الـ21 يومًا لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 خلال حرب لبنان، تفتقر إلى الإرادة اللازمة للضغط على إسرائيل للاستجابة لهذه الجهود.

ويرى أن هذا النمط من التعامل يتكرر في غزة أيضًا، حيث كانت الوساطة الأمريكية ضعيفة وغير فعالة.

وفي تقييمه لسياسة بايدن، أكد فهمي أن هذه الإدارة لم تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط، بل أدارت الأزمات لصالح إسرائيل، ففي غزة، تواطأت مع الأحداث ودعمت إسرائيل عسكريًا.

كما أوضح فهمي أن إدارة بايدن لم تقدم رؤية واضحة للتسوية السياسية أو استقرار المنطقة منذ البداية، على عكس الإدارات الأمريكية السابقة.

وأضاف أن الإدارة أظهرت تناقضًا في مواقفها، مثل قرارها باعتبار الحوثيين جماعة غير إرهابية، ثم إدراجهم لاحقًا ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة، مما يعكس ارتباكًا في السياسات الأمريكية تجاه المنطقة. 

اقرأ أيضا