حركة كفاية وميلاد تمرد
كانت الصرخة الأولي في وجه نظام عتيق حكم مصر لمدة ٣٠ عاما، كانت كفاية هي أول مسمار في نعش مبارك وهي التي مهدت لكسر حاجز الخوف من النظام .. لقد كانت حركة كفاية حركة جامعة تضم كل الفصائل السياسية في مصر ولأن حركة كفاية نجحت في دورها الوظيفي تحت شعار لا للتوريث وبالفعل مهدت الحركة لسيل من الحركات الاحتجاجية التي أسسها شباب ثورة ٢٥ يناير وكانت علي رأسهم حركة العدالة والحرية والجبهة الحرة للتغيير السلمى وحركة غاضبون وحركة الثوار الأحرار ، وكانت هذه الحركات الشبابية هي طليعة ثورة ٢٥ يناير ، وبعد أن سيطر الإخوان المسلمين علي ثورة الشباب والشعب بمساندة المعارضة التي رحبت بحكم الإخوان مقابل كراسي في برلمان الإخوان ، وكما كانت حركة كفاية هي بداية الثورة الأولي قررت انا وزملائي من شباب الثورة أن نعود لحركة كفاية لتكون إنطلاقة ثورة مصر الثانية وبالفعل قمنا بدعوة قيادات حركة كفاية وعرضنا عليهم مبادرة جيل يستحق القيادة التي تشرفت بكتابتها وطرحنا صديقنا محمود بدر منسق عام لحركة كفاية تمهيدا لحراك شعبي ضد الإخوان.
وفوجئت مع زملائي بهجوم من قيادات كفاية ورفضوا مبادرة جيل يستحق القيادة واتهمونا أننا نبحث عن مناصب والحقيقة أننا كنا نمتلك الفكرة والقدرة علي التنفيذ .
كان عددنا في البداية عدد قليل تقريبا ٢٠ شاب علي رأسهم محمد عبد العزيز ووليد المصري وحسن شاهين ومحب دوس وأحمد المصري ومحمد هيكل وبعد خلافنا مع قيادات كفاية قررنا أن نقوم بتطوير الفكرة من مبادرة جيل يستحق القيادة إلي اقتراح كان من حسن شاهين واختار اسم الحملة كارت احمر للرئيس وجائني المنزل وعرض عليا الاسم رفضت الاسم لأنه طويل واقترحت أن يكون الاسم كلمة واحدة واقترحت اسم تمرد في جلسة حضرتها انا مع محمود بدر وعزيز وحسن ووافق الجميع علي اسم تمرد وكانت الفكرة هي استدعاء لدور الطلاب والعمال والفلاحين حينما قرروا عمل توكيلات لسعد زغلول بعد أن رفضه مؤتمر لندن وقال لسعد باشا انت لا تمثل المصريين وهنا قررنا صياغة استمارة لسحب الثقة من محمد مرسي ودعوة الجمعية العمومية للشعب المصري لسحب الثقة وكانت هذه الفكرة بمثابة الحل السحري فقد استطعنا أن نسقط نظام مدعوم أمريكيا ولديه جماعة تدافع عنه عمرها ٨٨ عام كل هذا بورقة ثمن طباعتها لا تتجاوز العشرة قروش .
طرح الرؤية
بدأت حملة تمرد بمؤتمر إعلامي متواضع قمنا بتجميع مبلغ بالمشاركة وقمنا بطباعة بنر لحملة تمرد وكان في المؤتمر اربع كلمات ( محمود بدر - وليد المصري- محمد عبد العزيز - حسن شاهين ) وبدأت حملة تمرد في الانطلاق وكان كل ما نفكر به أن يكون لدينا طرح قوي نعرضه علي القوي الوطنية لأننا عانينا في ٢٥ يناير من غياب الرؤية وسيطر الإخوان علي كل شئ .
وكانت رؤيتنا هي المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة لأن مرسي فقد شرعيته ولم يتبقي له سوي الأهل والعشيرة .
كان إبداع تمرد في الاسم المعبر عن غالبية الشعب حينها وكان الاقناع في استمارة يوقع عليها أبناء شعبنا يطالبون فيها الإخوان بانتخابات مبكرة وهنا بدأنا في الحوار مع القوي الوطنية وأخذنا جميع الآراء الأحزاب والافراد مثل الاستاذ حمدين صباحي والدكتور محمد البرادعي وغيرهم ممن نسقت معهم بشكل شخصي مثل الاستاذة جميلة اسماعيل والمهندس كمال خليل . وبعد فترة من التنسيق مع الحركة الوطنية المصرية خرجنا بتصور لخارطة طريق ما بعد الإخوان وكان التصور هو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة واختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا بصفته وليس شخصه.. حملة تمرد لم تختار الرئيس القادم فالمعركة كانت التخلص من الإخوان واللجوء إلى مؤسسة القضاء الشامخة ليتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا اي كان إسمه وكان هذا التصور بمثابة خريطة طريق.
دعم القوات المسلحة والضباط المتقاعدين
بعد الدعم الذي تلقته تمرد من كافة القوي السياسية والشارع المصري العظيم الذي وقع علي استمارة مصحوب برقمه القومي ولم يخشي سلطة الإخوان كان بمثابة كسر حاجز الخوف من جماعة ادعت أنها اقوي من الشعب وأن لديهم ميليشيا قادرة علي ارهاب المصريين وهنا برز دور قواتنا المسلحة المصرية فقد تلقيت اتصالاً من اللواء مدحت الحداد وطلب لقائي وبالفعل تم تحديد ميعاد لقاء في احدي مقاهي ميدان التحرير ولا انكر انني كنت متخوف في البداية فوجدت معه عدة من الجنرالات المتقاعدين فطلبت أن أرى كارنيه القوات المسلحة واطلعت علي الكارنيه وتاكدت أنهم ظباط وأبلغوني أنهم يدعمون تمرد وكل هدفهم حماية التظاهرات في يوم ٣٠ يونيو وابلغوني أن من الممكن الاخوان يستخدمون قناصة ولابد من تمشيط جميع الاماكن التي ستتحرك فيها التظاهرات وتامين النقاط الثابتة التي ستتجمع فيها التظاهرات وهم نقطتين ميدان التحرير وميدان الاتحادية، ثم نسقت مع المجموعة وابلغتهم إني مستعد للتعاون مع المجموعة لتأمين التظاهرات وابلغتهم أن لدي مجموعات كبيرة من الشباب في تمرد أغلبهم من الاولتراس سيشاركون في التأمين وبالفعل في ليلة ٣٠ يونيو كلمني العميد محمود بشير وطلب لقائي أمام جروبي في ميدان طلعت حرب فذهبت وفوجئت بعدد كبير من الجنرالات معهم خطة تحرك المسيرات التي ستنطلق غدا وشرحوا ليا الخطة بالتفصيل باعتباري مسؤل التنظيم في حملة تمرد واعتمدنا الخطة وتوكلنا علي الله .
ظهور الرئيس السيسي
انطلقت «تمرد» في يوم الجمعة 26 أبريل 2013 من ميدان التحرير بالقاهرة، على أن تنتهي في 30 يونيو من نفس العام .
كانت الخطة خلع مرسي في نفس اليوم الذي تولي فيه الحكم بعد عام واحد من حكمه . خرجت المظاهرات في يوم ٣٠ يونيو بأعداد أكبر من المتوقع وخرجت المسيرات في كل بقاع مصر المحروسة يرددون شعارات منها يسقط حكم المرشد .. خرجت العائلات المصرية بشكل كرنفالي يرفعون علم مصر وكأنه يوم العيد وهذا المشهد كان مخطط له طوال فترات عمل الحملة وترسيخ في وعي الجمهور بأن السلمية هي سلاحنا وأننا هننزل ٣٠ يونيو كلنا بعائلاتنا رافعين علم مصر وكارت أحمر للرئيس.
في عصر اليوم التالي، 1 يوليو، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانًا يمهل القوى السياسية مهلة مدتها 48 ساعة لتحمل أعباء الظرف التاريخي، وذكر البيان أنه في حال لم تتحقق مطالب الشعب خلال هذه المدة فإن القوات المسلحة ستعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها. في أعقاب ذلك، طالب كل من حزب النور السلفي والدعوة السلفية الرئيس محمد مرسي بالموافقة على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وجاء في البيان تعبير عن الخشية من عودة الجيش للحياة العامة. وفي نفس اليوم استقال خمس وزراء من الحكومة المصرية تضامنًا مع مطالب المتظاهرين، واستقال مستشار الرئيس للشؤون العسكرية الفريق سامي عنان، الذي قال أن منصبه كان شرفيًا ولم يكلف بأي مهمة . وقدم 30 عضوًا في مجلس الشورى استقالاتهم. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الرسمية، أن محمد كامل عمرو وزير الخارجية قدم استقالته، ولم تقدم تفاصيل أكثر. وفي الليل، أصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانًا جاء فيه إعلان الرفض البات والمطلق محاولة «البعض استرداد هذا الجيش للانقضاض على الشرعية والانقلاب على الإرادة الشعبية».
وقد أعلنت وزارة الداخلية في بيان لها تضامنها مع بيان القوات المسلحة مذكرة بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع التيارات السياسية. وأسهم بيان الجيش في دفع مؤشرات البورصة المصرية حيث زادت القيمة السوقية للأسهم نحو عشرة مليارات جنيه.
وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا في الساعات الأولى من الثلاثاء 2 يوليو جاء فيه أن الرئاسة المصرية ترى أن بعض العبارات الواردة في بيان الجيش «تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب».
في 3 يوليو، وبعد انتهاء المهلة التي منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية، في التاسعة مساءً، وبعد لقاء مع قوى سياسية ودينية وشبابية، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وقتها ، إنهاء حكم الرئيس محمد مرسي على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مع جملة إجراءات أخرى أعلن عنها وتبع ذلك البيان احتفالات في ميدان التحرير والاتحادية وعدد من المحافظات .
نجحت تمرد بفضل الله ثم بفضل جماهير تمرد أشرف الناس أجمعين . كل الشكر والتقدير لشباب حملة التمرد الذي وصل عددهم إلى ١٣ ألف تقريبا في القاهرة والمحافظات .. كل الشكر والتقدير لكل من دعم حملة تمرد أفراد ومؤسسات وهيئات وأحزاب .. كل الشكر والتقدير لجيش مصر وشرطتها ومؤسساتها لانحيازهم الي مطالب الجماهير وحقهم في الحياة بدون وصاية من أحد .