أعلنت مؤسسة "مصر الخير"، عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، توقيع خطاب نوايا يمهد الطريق نحو شراكة استراتيجية تركز على تطوير التعليم الفني والتدريب المهني، وتمكين الفئات المهمشة، وعلى رأسها الفتيات في المناطق النائية.
تأتي هذه المبادرة في إطار خطة شاملة لتعزيز أطر التعاون بين الجانبين، تشمل خمسة محاور رئيسية هي دعم السياسات، رفع الكفاءات، تحسين الممارسات، تطوير المعايير، وتيسير التعاون الدولي.
ويعد هذا التحالف نافذة جديدة نحو دمج المؤسسة المصرية في شبكات اليونسكو العالمية، ما يفتح أمامها آفاقاً واسعة للمشاركة في ورش العمل المتخصصة وتبادل الخبرات على المستوى الدولي.
وجاءت هذه الخطوة النوعية خلال زيارة قام بها الدكتور روبرت باروا، أخصائي برنامج التعليم بمكتب اليونسكو الإقليمي، إلى مقر مؤسسة مصر الخير، حيث كان في استقباله الدكتور صابر حسن، رئيس قطاع التعليم بالمؤسسة.
وشهد اللقاء استعراضاً موسعاً للجهود والإنجازات التي حققتها المؤسسة، لا سيما في تعليم الفتيات ومكافحة الأمية وتحسين جودة التعليم المجتمعي.
وأكد الدكتور صابر حسن أن مؤسسة مصر الخير وضعت التعليم في قلب استراتيجيتها التنموية، عبر برامج تستهدف إعادة بناء منظومة تعليمية تواكب متطلبات العصر، وتسد فجوات التسرب والحرمان من التعليم.
ولفت إلى أن المؤسسة أنشأت وطوّرت أكثر من 1300 مدرسة، وقدّمت منحاً دراسية لـ3000 طالب، كما ساهمت في تدريب الكوادر التعليمية وتفعيل الأنشطة الطلابية على نطاق واسع.
وتطرق حسن إلى دور المؤسسة في تطوير التعليم الفني والتدريب المهني، عبر شراكات مع القطاعين العام والخاص، لربط المناهج بمتطلبات سوق العمل، وتدريب الشباب على مهارات عملية تسهم في خفض معدلات البطالة.
من جانبه، عبر الدكتور روبرت باروا عن إعجابه بتجربة مصر الخير، واصفاً إياها بأنها نموذج يحتذى في تنمية الإنسان وبناء مجتمعات متعلمة.
وقال إن المؤسسة حققت سبقاً عربياً بفوزها عام 2018 بجائزة اليونسكو لتعليم الفتيات، مؤكداً أن مشروع المدارس المجتمعية الذي تتبناه المؤسسة يمثل ركيزة مهمة في توفير فرص تعليم حقيقية للفتيات في المناطق النائية، ومواجهة ظواهر سلبية كالتسرب والزواج المبكر.
واختتم باروا تصريحه بالإشارة إلى أن هذه الشراكة تمثل انطلاقة جديدة نحو تعليم شامل وعادل ومستدام، يستجيب لاحتياجات المجتمعات المحلية، ويُطلق طاقات الأجيال القادمة، خاصة من بين الأكثر احتياجاً، لقيادة التغيير وصناعة المستقبل.

