أصبح وجود مجالس محلية مُنتخبة ضرورة قصوى في هذا التوقيت، ودفعت الحاجة الملحة إليها إلى ضرورة إنهاء قانون المحليات في أسرع وقت ممكن، بعد تأخر دام لسنوات، امتدت لنحو 13 عاما نتيجة الأحداث التي شهدتها البلاد بدءا من ثورة يناير.
وترى العديد من القوى السياسية والأحزاب أن أعضاء المجالس المحلية الشعبية مُكملين للبرلمان وبمثابة أذرع للنواب تساعدهم في معرفة أهم احتياجات الدوائر، ولذلك حان الوقت إلى إطلاق انتخابات المحليات لإنهاء تشكيل كافة المؤسسات التشريعية والرقابية في مصر.
الإصلاح والنهضة: تشكيل المجالس المحلية استحقاق انتخابي بمثابة حلقة مفقودة
في البداية يرى هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة أن إنهاء انتخابات المجالس الشعبية المحلية بات من أهم الخطوات التي تأخرت كثيرًا، واصفًا الاستحقاق الانتخابي بمثابة "الحلقة المفقودة" في سبيل تقديم خدمات في شتى المجالات والمرافق التي تمس الحياة اليومية للمواطن المصري.
وأضاف "عبد العزيز"، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن المحليات على مر التاريخ المعاصر تمثل ما أسماه بـ "المدرسة الميدانية" لإعداد الكوادر السياسية والتنفيذية التي تجمع بين القدرة على مخاطبة الجماهير وتلبية احتياجاتهم وبين القدرة على ترجمة تلك الاحتياجات في إجراءات تنفيذية فعالة، مؤكدًا على أن أعضاء تلك المجالس سيكون لهم دور هام في تخفيف الضغوطات على نواب البرلمان في مجلس النواب وإعطائهم فرصة أكبر للتفرغ لمهام مجلس النواب من التشريع والرقابة عوضًا عن انشغالهم بتلبية احتياجات المواطن اليومية.
وأوضح "هشام" أنه يرى أن جميع الظروف مواتية الآن للانطلاق ببرنامج زمني واضح ومحدد لإنهاء ذلك الاستحقاق، مؤكدًا على أن هناك خارطة طريق واضحة سيكون لها أثر كبير في طمأنة المعنيين بالمحليات ورفع مستوى الجاهزية لدى الجهات المسؤولة عن الانتخابات المحلية وكذلك إعطاء فرصة كاملة لكافة الأحزاب والقوى السياسية للاستعداد الجدي والتحضير لذلك الاستحقاق الهام.
وأكد عبد العزيز على أن حزب الإصلاح والنهضة أطلق في وقت سابق مبادرة محليات مصر مستهدفًا جذب وتأهيل وتمكين الكوادر على المستوى المحلي استعدادًا لانتخابات المحليات بالإضافة إلى أن بصدد إعداد قوائم بكوادره وقيادته المؤهلة لخوض انتخابات المحليات متى تم إعلان البدء بالتحضير لها، مشيرًا إلى أن إعداد الكوادر لخوض الانتخابات المحلية يتم على مرحلتين: اختيار الكوادر المحتملة وتأهيلها، ثم مرحلة إطلاق الحملات الانتخابية الخاصة بتلك الكوادر لخوض الانتخابات على المقاعد وفي الدوائر المختلفة.
وشدد رئيس حزب الإصلاح والنهضة على أن الوقت الآن هو الأنسب إلى إطلاق هذا الاستحقاق الانتخابي الهام لإنهاء تشكيل كافة المؤسسات التشريعية والرقابية في مصر مطالبًا كافة الأطراف المعنية بسرعة الانتهاء من التشريعات اللازمة والخطوات التنفيذية المطلوبة لإنهاء انتخابات المحليات في أسرع وقت ممكن.
المؤتمر: الدولة في حاجة للمجالس المحلية.. وكوادرنا جاهزة
من جانبه قال الدكتور مجدي مرشد، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب السابق، ونائب رئيس حزب المؤتمر الحالي، إن انتخابات المجلس المحلية الشعبية ضرورة قصوى في هذا التوقيت، لأنها جهة رقابية لا مركزية تمهد للتشريعات البرلمانية، كما أنها تُساهم بشكل كبير في إعداد كوادر برلمانية وتشريعية لديها خبرة في العمل السياسي والرقابي ويعرف ما له وما عليه.
وأوضح الدكتور مجدي مرشد، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن المجالس الشعبية المنتخبة تعتبر مساعد كبير للبرلمان بغرفتيه، فاليوم نرى النواب يعملون بشكل خدمي أكثر من العمل التشريعي، مشيرًا إلى أنه لا بد أن تبدأ المحليات في آداء دورها ويتم الاعتماد عليها بدلا من المركزية، مؤكدًا على أن المجالس المحلية الشعبية المنتخبة لها دور كبير في الحد من الحوادث وفقًا لجغرافيتها وتواجدها المستمر بين القرى والمحافظات، وأن هناك الكثير من المشكلات لا يعلمها إلا أهالي القرى الذين ستُشكل المجالس المحلية من بينهم.
وأضاف "مرشد"، أن الحزب أقام العديد من الدورات لتجهيز كوادره والتعريف بأهمية الانتخابات المحلية ودورها في الحفاظ على منشآت البلاد وكذلك حقوق المواطنين، وأيضًا الشروط التي يجب توافرها في المرشحين وما الدور الذي يقوم به عضو المجلس المحلي وأهميته وكيفية أداءه، مطالبًا بضرورة أن ينتهي البرلمان من صياغة القانون بالشكل الأمثل ليرى النور ويتم البت في موعد إجراء الانتخابات المحلي.
ولفت إلى أن تأخير ظهور القانون غير مقصود وليس في صالح أحد بعينه، ولكن في اعتقادنا أن هناك اشتراطات دستورية تسببت في تأخر خروجه وبالتالي لا بد من وجود رؤى من البرلمان والخبراء الدستوريين في كيفية إخراجه بالشكل الأمثل بعد كل هذه المدة التي استغرقها.
الاتحاد: القانون تأخر وخروجه يحتاج قرارًا سياديًا
فيما قال المستشار رضا صقر، رئيس حزب الاتحاد، إنه طالب خلال جلسات الحوار الوطني بضرورة إجراء الانتخابات المحلية وذلك وفقا لأهمية دورها الرقابي داخل المحافظات، لأن عملها شعبي وعلى أرض الواقع، مشيراً إلى أن أعضاء المجالس المحلية الشعبية مكملين للبرلمان وبمثابة أذرع للنواب تساعدهم في معرفة أهم احتياجات الدوائر، موضحًا، أن أعضاء المجالس المحلية الشعبية المنتخبة هم اليد العاملة على أرض الواقع يعايشون كل شيء ونحن نطالب بهم لأنهم سيعطوننا دفعة كبيرة على المستوى الرقابي والواقعي لتحريك ورفع مستوى الخدمات.
وأضاف المستشار رضا صقر خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أنه إذا كانت هناك مجالس محلية منتخبة فإن ذلك سيساعد النواب في عمل التشريعات والقوانين التي نحتاجها، لافتًا إلى أننا تخطينا 13 سنة بدون مجالس محلية شعبية وهذه مأساة لا بد من المطالبة بإنهاءها، متسائلا كيف نريد إعداد كوادر خدمية تطوعية وليس لدينا المجالس المحلية التي تمثل المصنع والمكان الأصلي لإعداد تلك الكوادر.
واستطرد: إذا كنت عضو مجلسًا محليًا ولدي عمل لمدة طويلة واكسبت خبرة في العمل السياسي والخدمي والدور الرقابي، فإنني سأصبح متمرسًا وجهازًا لتولي مقعد برلماني بنجاح، مشيراً إلى أنه هناك أعضاء في البرلمان لا يعرفون طلب الإحاطة، وأن المجلس المحلية هي تمهيد لإعداد كوادر ناجحة تعي كل التفاصيل التي يختص بها دورها وكيفية أداءه بالشكل الأمثل.
وأشار إلى أن أسباب تأخر خروج قانون المحليات يرجع إلى أن البرلمان يريد إخراجه بدون شوائب للتخلص من حلقة الفساد والمحسوبية التي كانت تحدث سابقا، والسبب الثاني هو أن الأمور بعد ثورة يناير لم تكن مستقرة داخل الدولة المصرية بالإضافة إلى الجماعات المعادية لمصر وبالتالي لم نكن قادرين على عمل أي تشكيلات وفي هذا التوقيت خاصة أن أعداد المجالس المحلية كبيرهوبالتالي كان من الممكن أن يصطف بيننا أشخاص معادين للدولة، مشيرًا إلى أن هذا لا يعني أن القانون لم يتأخر بل تأخر وكان من المفترض خروجه منذ استقرار الدولة في 2019..
وطالب رئيس حزب الاتحاد بضرورة خروج القانون في الوقت الحالي بشكل يليق بالدولة المصرية، لافتًا إلى أن تشكيل المجلس المحلية الشعبية المنتخبة سيملئ فراغا سياسيا كبيراً في الدولة لا بد من سده لعدم إعطاء فرصة لأهل الشر بشغل تلك الفراغات، مؤكدًا على أن الحزب لدينه كوادر شبابية واعدة في كافة المحافظات تحتاج إلى الفرصة، وأنه تم أعداد الكوادر لكن هذا إذا لم يلقى اهتمام وإجراء انتخابات حقيقة على أرض الواقع من أجل ممارسة عملهم سيكون بلا فائدة لأنه لا بد من الممارسة على أرض الواقع، فنحن الآن مثل مدرب كرة القدم الذي يُعد اللاعب ولا يُشركه في المباريات.