احتفلت اللجنة الفنية والثقافية، برئاسة المهندس محمد محفوظ، بالمهندس الروائي فتحي إمبابي،لحصوله على جائزة ساويرس الثقافية لعام 2023 فئة كبار الأدباء عن روايته "رقص الإبل"، بحضور المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين وشارك في الاحتفالية الأستاذ الدكتور حماد عبدالله حماد، رئيس شعبة الغزل والنسيج بالنقابة، والكاتب الصحفي أحمد الجمال، المهندس الروائي شريف العصفوري، والكاتبة ضحى عاصي- عضو مجلس النواب، والمهندس ياسر قطامش، رئيس التحرير الأسبق لمجلة المهندسين، والمهندسة جولان جريس- مقرر لجنة المكتبات، وأدار الاحتفال المهندس صلاح أبو الليل عضو اللجنة الفنية والثقافية.
وهنأ المهندس طارق النبراوي، في كلمته الافتتاحية المهندس والروائي فتحي إمبابي على الجائزة، لافتًا إلى علاقة وطيدة تربطهما منذ سنوات الدراسة، موضحًا أنه سبق وشهد حفل توقيع رواية "عتبات الجنة" والتي أقامت لها نقابة المهندسين احتفال شارك فيه نخبة من المهندسين الكتاب والشعراء.
وأكد نقيب المهندسين، في كلمته أن إمبابي ليس بغريب على نقابة المهندسين فقد سبق له وأن تقلد منصب رئيس تحرير مجلة المهندسين التي كانت تصدرها النقابة واصفًا هذه الفترة بالمتميزة ومسار فخر وتقدير من كل المهندسين.
وقال "النبراوي": ما يحدث اليوم من تكريم لقامة هندسية هو دور أصيل من أدوار النقابة لافتًا إلى أن النقابة ليست معنية بالأمور المهنية فقط وإنما عليها واجب اجتماعي في تكريم كل مهندس له بصمة.
من جانبه توجه المهندس والروائي فتحي إمبابي، بالشكر لنقابة المهندسين وعلى رأسها المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين على توجيه الدعوة له وتكريمه بين جدران نقابته التي ينتمي إليها واصفًا إياها بالبيت الكبير الذي يحتضن أبنائه المهندسين.
وأشار "إمبابي" إلى أن العلاقة بينه وبين نقيب المهندسين والممتدة لسنوات طويلة شهدت تميزًا وتفاهمًا منقطع النظير وخير شاهد على ذلك ترحيب النقيب بكل أفكاره عند توليه رئاسة تحرير مجلة المهندسين.
أكد المهندس محمد محفوظ- رئيس اللجنة الثقافية أن المهندسين ليسوا فقط قاطرة البناء والتنمية في مصر بل هم أيضًا قاطرة الفن والثقافة والأدب ومن بينهم أسماء وعلامات يعرفها جيدًا كل المصريين.
وأضاف "محفوظ" نحتفي اليوم بمهندس روائي كبير له علامة في مجال الأدب كما أن له علامات في مشواره الهندسي، واليوم نوجه له التحية والتقدير على إسهاماته الأدبية التي كللت بحصوله على جائزة رفيعة مثل جائزة مؤسسة ساويرس الثقافية. ووجه محفوظ الشكر لنقيب المهندسين وهيئة المكتب على الدعم المتواصل لفعاليات اللجنة مما يشجعنا المضي قدمًا للأمام وعقد مزيد من الأمسيات والندوات التي شهدت حضورًا وتفاعلًا من المهندسين وتواصلهم مع القامات الهندسية والتي لها نشاط فني وثقافي وأدبي كبير.
وأشاد الكاتب والروائي المهندس شريف العصفوري بجميع الأعمال الأدبية للروائي المهندس فتحي إمبابي وقال: رواية عتبات الجنة تبكيني مهما أعدت قراءتها لأنها تعبر عن الجيل الذي قضي بالخنادق في مصر طوال الفترة من 1967 وحتى 1974، ولما تحقق النصر لم يحصلوا على أكاليل النصر، ولم يجدوا مكان تحت الشمس فسافروا إلى الخارج.
وأضاف "إمبابي مجدد دائما في الشكل والمتن الروائي " مشيرا إلى أن رواية رقص الإبل تحمل أسئلة عميقة أبعد ما تقوله السطور".
وكشف العصفوري أن " إمبابي" سيصدر قريبا روايته الجديدة " بهجة الغواية " التي تدور حول الصراع الحقيقي على عقل مصر.
وفي كلمته خلال الاحتفالية وجه الكاتب والصحفي الكبير أحمد الجمال الشكر لنقيب المهندسين طارق النبراوي ولنقابة المهندسين على احتفائها بأبنائها المبدعين، مؤكدًا أن المهندس فتحي إمبابي يمثل ظاهرة أدبية متفردة، تأثرت وتفاعلت مع أطراف متعددة منها في العمل العام والمؤسسات، والحركة العمالية والحراك العربي وحلم الوحدة العربية.
وقال" مصر تتعرض منذ فترة لعملية تجريف علمي وثقافي مقصود تستهدف تفريغ المحروسة من قيمها الثقافية والفكرية والعلمية، ولكن مصر تبقى دائما ولادة بالعظماء أمثال المهندس طارق النبراوي، النقيب الفذ الذي ينتصر دوما للصالح العام، والروائي الفذ فتحى إمبابي".
شارك في الاحتفالية المخرج الكبير أحمد فؤاد درويش -رائد السينما التسجيلية في الوطن العربي، وعدد من الشعراء والأدباء المصريين وعدد من الروائيين السودانيين على رأسهم الروائية بثينة مكي والتي أشادت بخماسية الروائي فتحي إمبابي مؤكدة أن رواية رقص الإبل تغوص في أعماق المجتمع السوداني بشكل غير مسبوق، فقبلها كانت الكتابة عن المجتمع السوداني مستمدة إما من الخيال أو من كتابات الرحالة الأجانب.
كما شارك في الإحتفالية أعضاء لجنتي "الثقافة والفنية " و" المكتبات".
وتخللت الأمسية فقرات عنائية لخمسة من شباب المهندسين وهم : المهندس محمد سامي الذي غنى رائعة محمود حسن إسماعيل و محمد عبدالوهاب ( النهر الخالد)، والمهندسان أحمد ماهر وماريو سعيد، واللذان قدما رائعة بيرم التونسي وسيد درويش ( أنا المصري). والمهندس محمد ربيع الذي غنى رائعة نجيب سرور والشيخ إمام ( البحر بيضحك ليه )، والمهندس معتز سامي الذي قدم معزوفات موسيقي على العود لفريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب.
وفي نهاية الإحتفالية قدم نقيب مهندسي مصر المهندس طارق النبراوي درع النقابة للروائي المهندس فتحي إمبابي، كما قدم شهادات تقدير للكاتب والروائي سمير العصفوري، وللمهندسين: معتز سامي وأحمد ماهر وماريو سعيد ومحمد ربيع ومحمد سامي.
يذكر أن المهندس فتحي إمبابي، أديب وروائي وقاص مصري ولد عام 1949، وتخرج من كلية الهندسة، وكان أحد قادة الحركة الطلابية في مصر خلال سبعينيات القرن العشرين، ومن ثم تأثرت أعماله الأدبية كثيرًا بتلك الفترة، وبالتحولات السياسية والاجتماعية التي حدثت في مصر في أعقاب حرب عام 1967، فكتب فتحي إمبابي في الأدب السياسي والاجتماعي، كما ألف مسلسلا تليفزيونيًا واحدًا هو مسلسل "طيور الشمس" الذي عرضه التليفزيون المصري في عام 2002.
ألّف "فتحي إمبابي" العديد من المؤلفات التي تنوعت ما بين الأعمال الفكرية، والأدب السياسي، والمجموعات القصصية، والروايات، ومنها: (العُرس وصدرت عام 1980، نهر السماء وصدرت عام 1988، مراعي القتل وصدرت عام 1994، أقنعة الصحراء وصدرت عام 2002، العَلَم وصدرت عام 2007، عتبات الجنة وصدرت عام 2014، مستعمرة الجذام (مجموعة قصصية) صدرت عام 2019.
حظى فتحي إمبابي بتكريم العديد من الجهات المحلية والعربية، وحصل على عدة جوائز أدبية من أهمها: جائزة الدولة التشجيعية للتفوق في الأدب عام 1995 عن روايته "مراعي القتل"، وجائزة مؤسسة ساويرس الثقافية لعام 2023.