أئمة كفر الشيخ بين مطرقة صكوك الأوقاف وسندان العقوبات الإدارية

الاربعاء 07 مايو 2025 | 11:25 مساءً
الأوقاف
الأوقاف
كتب : علاء بسطويسي

في محافظة كفر الشيخ، يتصاعد غضب عدد كبير من أئمة وزارة الأوقاف، على خلفية ما وصفوه بإجبارهم بشكل غير مباشر على دفع قيمة صكوك الأضاحي أو الإطعام التي ترعاها الوزارة. ويقول الأئمة إنهم يُلزمون بدفع قيمة صكين أو ثلاثة من رواتبهم الشهرية فور القبض، وإلا يُواجهون ضغوطًا إدارية ممنهجة تتراوح بين التنقلات التعسفية، والتفتيشات المستمرة، والخصومات، الأمر الذي اعتبروه مساسًا بقيمتهم ومكانتهم الوظيفية والدينية.

الآلية غير رسمية.. لكنها ملزمة

بحسب شهادات من أئمة في إدارات مختلفة بالمحافظة، يتم إبلاغ كل إمام شفهياً بعد قبض راتبه بأنه مطالب بدفع قيمة صكين على الأقل (بما يعادل 800 جنيه)، وفي بعض الإدارات يصل الأمر إلى ثلاثة صكوك (1200 جنيه). ولا تصدر أوامر مكتوبة، بل يُستخدم أسلوب "التوجيه الشفهي الإلزامي"، وهو ما يجعل الأمر قابلاً للإنكار رسميًا، بينما يشعر الأئمة بأنهم تحت تهديد دائم.

أحد الأئمة طلب عدم ذكر اسمه صرّح قائلًا " احنا مش ضد المشاركة في مشروع الصكوك, ، لكن لما تبقى غصب عنك وتدفع من مرتبك وإنت مش قادر، وتحس إنك بقيت متسول في بيت ربنا، دا بيمس كرامتنا وبيكسرنا كرجال دين"

ضغوطات وملاحقات إدارية للمخالفين

يقول بعض الأئمة إن من يرفض دفع قيمة الصكوك أو يتأخر فيها يُدرج ضمن "قائمة المتقاعسين"، ويتعرض لتفتيشات متكررة ومضايقات يومية، مثل استدعائه المتكرر للتحقيق في شكاوى كيدية، أو نقله إلى قرى نائية كنوع من العقاب الإداري. أحدهم قال:

"اللي مش هيدفع، بيبقى مستني معاملة قاسية في أي لحظة، حتى لو شغلك ممتاز، هيتلككوا لك في أي حاجة"

إمام آخر يقول "ليه الوزارة مش بتتقبل إن في فرق بين العمل الخيري، وبين فرض جباية على الإمام؟ إحنا موظفين دولة، مش مندوبي مبيعات "

الوزارة تنفي والأئمة يطالبون بالشفافية

من جانبها تؤكد وزارة الأوقاف أن مشروع صكوك الأضاحي والإطعام يتم على أساس اختياري، دون أي إجبار، وهو مشروع خيري إنساني يستهدف توصيل اللحوم لمستحقيها في القرى الأكثر احتياجًا. لكن الأئمة يرون أن هناك فجوة بين التصريحات الرسمية والممارسات على أرض الواقع.

ويطالب الأئمة بمراجعة هذه السياسات التي تُمارس باسم العمل الخيري، مؤكدين أنهم مع دعم مشروعات الأوقاف، لكن دون إجبار أو تهديد. ويرون أن استمرار هذه السياسات يفتح الباب لفقدان الثقة بين الأئمة والوزارة، ويضر بمكانة الإمام لدى المجتمع.

"مهمتنا الدعوة والتعليم والإرشاد، مش جمع التبرعات بالقوة"، هكذا لخّص أحد الأئمة مطالبهم، مؤكدًا أن على الوزارة إيجاد آليات بديلة لدعم مشروعاتها دون أن تجعل العاملين لديها ضحايا لهذه الحملات.

قضية صكوك الأوقاف في كفر الشيخ لم تعد فقط مسألة إدارية، بل أصبحت تمس كرامة الأئمة وثقتهم بمؤسستهم. في حين أن الوزارة تؤكد على طواعية المشروع، تكشف الشكاوى المتكررة عن ضرورة فتح حوار حقيقي مع الأئمة، والاستماع إلى همومهم، والعمل على إصلاح ما وصفوه بأنه "ظلم إداري" باسم العمل الخيري. 

اقرأ أيضا