تناولت صحف عالمية تجاهل ورفض حكومة الإحتلال الإسرائيلي للتقارير التي توثق وتَكشِف انتشار المجاعة على نطاق واسع في قطاع غزة، وإصرارهم غير المفهوم على تطبيق نهج أكثر صرامة بشأن إدخال الطعام فضلا عن المساعدات الإنسانية الأخرى، ما يُعرض أكثر من مليوني فلسطيني لخطر الموت المحقق.
تجويع متعمد
فقد حذرت "نيويورك تايمز" The New York Times من تفاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة خصوصا مع توجه جيش الإحتلال الإسرائيلي إلى توسيع العمليات العسكرية وفقا لخطته الجديدة لاحتلال مزيد من أراضي القطاع. وقالت الصحيفة إن "معاناة النازحين ستكون أكبر من أي وقت مضى بسبب انهيار الوضع الإنساني الذي خلفه الحصار المطبق على القطاع.
كما انتقد موقع "ذا إنترسبت" The Intercept الأمريكي إصرار حكومة الإحتلال على رفض كل التقارير بشأن نفاذ الطعام والمياه وتفشي المجاعة في قطاع غزة، وموافقتها على إتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمنع دخول الطعام, وقال الموقع إن "إسرائيل تواصل تشديد سياسة التجويع المتعمد للفلسطينيين في القطاع رغم تحذيرات منظمات الإغاثة العاملة على الأرض من خطورة تفشي سوء التغذية".
نفاذ الغذاء والدواء من القطاع
وأكد "توماسو ديلا لونغا" متحدث الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في بيان أمس الأربعاء, أن الوضع الإنساني بقطاع غزة يزداد سوءًا “ليس مع مرور الأيام، بل ساعة بساعة” بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل. ووصف لونغا الحياة اليومية للفلسطينيين في القطاع غ بأنها “كابوس مستمر” نتيجةً سياسة التجويع المفروضة عليهم، مؤكدا عجم توافر الغذاء والماء والمساعدات الصحية بالقطاع.
فتح: الإحتلال تجاوز كل الحدود وسط صمت دولي مخز
بدورها, قالت حركة التحرير الفلسطينية “فتح” أمس الأربعاء في بيان, "إن جريمة تجويع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة لم تعد فقط دليلا على وحشية الاحتلال، بل أصبحت أيضًا شهادة دامغة على انهيار المنظومة الدولية وعجزها الفاضح عن حماية أبسط حقوق الإنسان”.
وأشارت الحركة الى أن ما يمارسه الإحتلال الإسرائيلي من حصار وتجويع متعمّد، وسط صمتٍ دولي مُخزٍ، يؤكد أنه ماضٍ في جرائمه دون أدنى اكتراث بالقانون الدولي أو بردود الفعل الدولية”. وأشارت "فتح" الى تجاوز اسرائيل كل الخطوط الحمراء، كما لم تعد بيانات الإدانـة أو تحمـل المسؤولية تجدي نفعا أمام إصرارها على تحويل الجوع إلى أداة قتـ ـل جماعي”.وأضافت الحركة: “أطفـال يحتضرون، عائلات تُباد، والعدالة تظلّ غائبة، ما يُفقد المنظومة الأممية مضمونها وقيمها”.
تكلفة الحرب
في المقابل, سلطت صحيفة "هآرتس" Haaretz الإسرائيلية، الضوء على تكلفة مواصلة الحرب في غزة، وقالت إنه "يتم اقتطاعها من جيب كل إسرائيلي"، مؤكدة أن توسيع العمليات العسكرية في غزة ستكون تكلفته "مزيد من الضغوط الاقتصادية". وأشارت الى أن السيطرة طويلة الأجل على قطاع غزة "ستفرض ضريبة باهظة على الإسرائيليين".
شكوك حول أهداف بريطانيا
من جانبها, ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية على لسان الصحفي البريطاني "باتريك وينتور"، إن "تحليل بيانات تجارية قد كشف استمرار تدفق آلاف المعدات العسكرية البريطانية الصنع إلى إسرائيل، بما فيها الذخائر"، يأتي ذلك رغم حظر بريطانيا تصدير السلاح بسبب الحرب على غزة. واعتبر "وينتور" أن هذه النتائج تثير تساؤلات بشأن التزام بريطانيا بتعليق تراخيص توريد أسلحة قد تُستغل من طرف إسرائيل في انتهاكات خطيرة للقانون الدولي في غزة.
تراجع الثقة بين أمريكا وإسرائيل
في سياق آخر, تناولت صحيفة "معاريف" العبرية إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" هدنة أمريكية مفاجئة مع جماعة "أنصار الله" باليمن (الحوثيين) وأكدت أن هذا الأمر "كشف فجوة مقلقة في التنسيق بين واشنطن وتل أبيب". وأشارت الى أن "نتنياهو" " أدرك حقيقة أن إسرائيل لم تعد تتقدم أمريكا في عهدها الجديد".
وقالت الصحيفة إن "ردود فعل المسؤولين الإسرائيليين على إعلان ترامب المفاجيء, تعكس حجم الصدمة", لافتة الى أن مضي واشنطن في إتمام صفقة من هذا النوع دون إبلاغ حليفتها بالمنطقة (اسرائيل) يعني تراجعا كبيرا في الثقة بين القيادتين.