قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر أن الملك "من_كاو_رع" قد إتصف بالتقوي والورع، فسبق في عدالته جميع الملوك السابقين، بل وإمتدحه المصريون أكثر من أي ملك آخر ممن سبقوه، وقد حكم الملك "من_كاو_رع" من ١٨ إلي ٢٢ عام، وبدأ في تشييد هرمه في الركن الجنوبي من الهضبه، وبلغ إرتفاعه ٦١.٥م، ويمتاز هذا الهرم بوجود جزء من كسائه الجرانيتي الخارجي والتي بلغت ١٧ مدماكًا بدلًا من الحجر الجيري في الهرمين السابقين، وربما كانت النيه متجهه إلي كسائه كله بالجرانيت الوردي ولكنهم لم يصلوا الا لما يقرب من نصفه فقط، وفي حجرة الدفن الخاصه بالملك عثر"فير بيرنج" عام ١٨٣٩م علي تابوت مستطيل مصنوع من حجر البازلت والذي ربما حوي أصلًا مؤمياء الملك "من_كاو_رع"، وقد زينت جوانب هذا التابوت بالمشكاوات التي تمثل واجهة القصور.
وأشار "عامر" أن "فير بيرنج" عثر علي مؤمياء لرجل وغطاء تابوت خشبي عليه إسم "من_كاو_رع" وهما محفوظان الآن بالمتحف البريطاني، وعلي الرغم من أن فترة حكم "من_كاو_رع" تزيد عن ١٨ عام الإ أنه لم يستطع إكمال هرمه الصغير وما يتبعه من معابد فأكملها له إبنه "شبسسكاف" وقد شيد معبد الوادي بالطوب اللبن، ومعبد الوادي مبني باللبن الإ أن قواعد الأعمده وبعض الأجزاء من الأرضية وعتبات الأبواب فإنها الحجر الجيري، ومدخله في الشرق يؤدي إلي ردهه صغيره كان سقفها محمولًا علي أربعة أعمده، وعلي كل من جانبي هذه الردهه أربعة مخازن، تفتح مداخلها من دهليز، يلتقي بدهليز آخر، وفي منتصف الردهه باب يؤدي إلي الفناء الكبير، وكانت أرضيته من اللبن، وكذلك جدرانه المزينة بكوات داخله وخارجه، كما نجد في الناحيه الغربية من الفناء الكبير نجد مدخل بهو كان سقفه محمولًا علي سته أعمده، وخلف هذا البهو نجد الهيكل وبعض حجرات صغيرات من بينها ست، وفي الحجرات الجنوبيه عثر"ريزنر" علي مجموعات التماثيل الأردوازيه والتي تتكون كل منهما من ثلاثة تماثيل معًا، كل منها يمثل "من_كاو_رع" نفسه، وفي صحبته سيده تمثل أحد الأقاليم وإله أو إلهه من معبودات البلاد.
وتابع "عامر" أن الطريق الصاعد كان مبنيًا بكتل ضخمه من الحجر الجيري المحلي، أما أرضيته وجدرانه فكانت من اللبن، وكان مسقفًا بأفلاق النخل، وكان يصل إلي السور الخارجي للمجموعة الهرمية، ونجد أن المعبد الجنائزي لهرم "من_كاو_رع" في حاله لا بأس بها، وكانت جدرانه مشيده من الحجر الجيري، وكان تصميمها أن تكسي بالجرانيت في كل من سطحيها، ويدخل الزائر من نهايه الطريق الصاعد ويؤدي إلي فناء كبير وسط المعبد، وجدرانه مسكوه باللبن، كما نجد غرب الفناء بهوًا محمولًا علي أعمده، ويتكون الجزء الأخير من المعبد من هيكل للقرابين ملاصق لمبني الهرم، وكانت أرضيته من كتل أحجار الجرانيت، وقد عرفنا أن "من_كاو_رع" توفي قبل أن يتم بنائه، وأن خليفته أتمه علي عجل وبالطوب النيئ، فإن الدليل علي عظمة تصميمه كاد أن يندثر.
وإستطرد الخبير الأثري أن من أهم تماثيل أواخر الأسره الرابعه، منها الكبير ومنها الصغير، ومنها ما يمثله بمفرده، ونجد أن هناك المجموعات الثلاثية للملك "من_كاو_رع" والتي إكتشفها "ريزنر" في معبد الوادي للملك "من_كاو_رع"، ثلاثه منها تمثل الملك بوسط كلًا من الإلهه "حتحور" وشخص ثالث إمرأه يمثل أحد الأقاليم المصرية، أما المجموعة الرابعة فتمثل الإلهه "حتحور" جالسه والملك واقفًا علي يسارها وإمرأة واقفة تمثل أحد الأقاليم المصرية علي يمينها، ويعتقد أن عدد هذه المجموعات كانت يصل إلي ٣٨ مجموعة من أقاليم مصر السفلي والعليا في ذلك الوقت، ولم يتم الكشف غير أربعه مجموعات فقط، وعلي الرغم من أن تماثيل الملك "من_كاو_رع" لها مكانتها من كمال الصنع ومهارة النحت، الإ أنها لم تصل إلي الكمال الذي وصله تمثال الملك "خع_إف_رع" وزوجته.